ضغط محتجون بحرينيون معتصمون في دوار (ميدان) اللؤلؤة في العاصمة المنامة, الإثنين 21 فبراير 2011, لتلبية مطالبهم بتشكيل حكومة جديدة بعد أن دعمهم إضراب معلمين أدى إلى إغلاق مدارس كثيرة. وهتف أكثر من 1500 مُعلم مُحتشدين في الدوار وتعهدوا بوقف التدريس لحين إسقاط الحكومة. واحتشد ما يصل إلى عشرة آلاف متظاهر في الدوار وهو مركز احتجاجات بدأت قبل أسبوع تقودها الأغلبية الشيعية في البحرين، للمطالبة بدور أكبر في المملكة التي يحكمها السنة والحليفة المقربة من الولاياتالمتحدة والسعودية. وقال أمير أحمد (38 عاما) وهو موظف حكومي في قطاع النفط، إن الحكومة سقطت بالفعل في أعين شعب البحرين. وتطالب المعارضة بملكية دستورية حقيقية تعطي المواطن دورا أكبر في حكومة منتخبة بشكل مباشر، كما تطالب بالإفراج عن السجناء السياسيين. وطلب عاهل البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة من ابنه ولي العهد الشيخ سلمان، بدء حوار مع كل الأحزاب، لكن أحزاب المعارضة تتوخى الحذر بعد إراقة الدماء في الشوارع. وأشار حسن مشيمع وهو زعيم معارض في حركة حق للحريات والديمقراطية في البحرين حوكم غيابيا في البحرين بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، إلى أنه سيعود إلى البلاد قادما من لندن يوم الثلاثاء، ما قد يؤدي إلى تأزم المواجهة بين الحكومة ومناهضيها. وكتب مشيمع في صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي أنه يعتزم أن يرى ما إذا كانت هذه القيادة جادة بالفعل تجاه الحوار وما إذا كانت ستعتقله. وتشكك حركة حق في شرعية عملية الإصلاح التي بدأها عاهل البحرين قبل عشر سنوات وتقاطع الانتخابات.. وانفصلت الحركة عن جمعية الوفاق الوطني وهي الكتلة الرئيسية للمعارضة الشيعية عندما شاركت الجمعية في انتخابات برلمانية عام 2006.. واعتقل قادة حركة حق كثيرا في السنوات القليلة الماضية ومنحوا عفوا ملكيا.. ثم اعتقل بعض القادة مرة أخرى في أغسطس عندما اتهم 25 ناشطا شيعيا - بينهم 23 يحاكمون الآن - بمحاولة الإطاحة بالحكومة عن طريق العنف. وقال إبراهيم مطر وهو نائب عن جمعية الوفاق، إن ولي العهد البحريني يجب أن يبدي استعداده لقبول ملكية دستورية بحق كمقدمة للحوار. ويتوق المتظاهرون في دوار اللؤلؤة للتغيير. وقالت تلميذة أمام الحشد عبر مكبر للصوت في إشارة إلى سبعة قتلوا في مواجهات دامية مع الشرطة والجيش منذ يوم الإثنين، "ستعاد كتابة كتب التاريخ. وسنضحي من أجل الشهداء". وأصيب مئات في أسوأ اضطرابات تشهدها البحرين منذ سنوات حيث استلهم المتظاهرون سقوط رئيسي تونس ومصر للتعبير عن مطالبهم. وقالت لمياء وهي معلمة في مدرسة ابتدائية تبلغ من العمر 26 عاما، إن البحرين ستطيح بحكامها هي الأخرى. وأضافت أن شعب البحرين أقوى بكثير من شعبي تونس ومصر وأنها تأمل أن يحدث ذلك في أسرع وقت ممكن. وأشارت إلى أن متظاهري البحرين شجعان ومستعدون للموت وأنها تأتي إلى الدوار كل يوم على الرغم من أنها حامل. وأدانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أي محاولة من قوات الأمن البحرينية لقمع الاحتجاجات السلمية في الجزيرة التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي.. وقالت "كنا واضحين جدا من البداية بأننا لا نريد أن نرى أي عنف. نشجبه. نعتقد أنه أمر غير مقبول على الإطلاق". ودعا الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين المعتصمين للعودة إلى عملهم يوم الإثنين بعد أن دعت السلطات للحوار وسمحت للمحتجين بالبقاء في دوار اللؤلؤة.