أعلن قائد إحدى الطائرات التونسية يدعى (محمد كيلاني)، الجمعة 14 يناير 2011، أنه رفض نقل 5 من أقارب ابن علي لخارج تونس، وتحديدا إلى ليون بفرنسا، في الطائرة التي كانت تقل 103 مسافرين. وأشار إلى أنه تحدث بالعينين مع مساعده برفضهما الإقلاع، بعد علمهما بتأخير إقلاع الطائرة من إحدى موظفات الخطوط التونسية، لحين حضور بعض أقارب وعائلة الرئيس التونسي. وأفادت الأنباء الواردة من العاصمة التونسية الجمعة بأن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي غادر البلاد الى جهة غير معلومة بعد تسوية تقضي بتولي رئيس مجلس النواب التونسي فؤاد المبزع الحكم، وذكرت أنه ربما يكون توجهه إلى مالطا، فيما نفت فرنسا استقباله. وقال مسؤول في مطار تونس إن وحدات من الجيش التونسي طوّقت الجمعة المطار الدولي على مشارف العاصمة التونسية، كما أغلقت السلطات المجال الجوي التونسي. وذكر التلفزيون التونسى أن الرئيس زين العابدين بن على كلف الوزير الأول التونسي باقتراح تشكيلة حكومة جديدة، كما فرضت السلطات حظر التجول من الساعة الخامسة مساء حتى السابعة صباحا، كما أفادت أنباء واردة من تونس بإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد. وحظرت السلطات التونسية التجمعات لأكثر من 3 أفراد، فيما سمحت باستخدام السلاح في حالة مخالفة أوامر قوات الأمن. يأتي ذلك بعدما أقال الرئيس التونسي الحكومة على خلفية الأحداث التي تعيشها البلاد، ودعا إلى انتخابات تشريعية مبكرة في غضون ستة أشهر. كانت الشرطة التونسية قد أطقلت قنابل الغاز المسيل للدموع الجمعة خارج مبنى وزارة الداخلية بالعاصمة تونس، كما سمعت أصوات أعيرة نارية من مكان قريب مما دفع مئات المحتجين إلى الفرار. يأتى ذلك فى الوقت الذى احتشد فيه آلاف التونسيين الجمعة أمام وزارة الداخلية في أعقاب انسحاب قوات الأمن التي انتشرت بكثافة في العاصمة في الأسابيع الماضية، واعتبروا أن قرار الرئيس على زين العابدين بعدم خوض انتخابات الرئاسة القادمة عام 2014 ليس كافيا. من جانبه، أكد وزير الخارجية التونسي كمال مرجان الجمعة احتمال إجراء انتخابات تشريعية مبكرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية بتونس في أعقاب الاضطرابات التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الماضية فى الوقت الذى احتشد فيه الآلاف أمام الداخلية مرددين هتافات مناهضة للرئيس زين العابدين بن على. وأوضح مرجان أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قال ذلك بصورة واضحة بأنه قرر إنشاء لجنة تنظر في مراجعة قانون الانتخابات، وأنه لن تجري الانتخابات الرئاسية والتشريعية بشكل متواز، وبالتالى فإنه قد قبل مبدأ تنظيم انتخابات تشريعية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2014. كان خطاب الرئيس التونسى زين العابدين بن على إلى الشعب بشأن الأحداث التى تشهدها البلاد منذ نحو الشهر قد أحدث ردود فعل متفائلة ومؤيدة لمضمون ما أعلنه الرئيس من إجراءات للتغيير السياسى والاجتماعى لم يسبق لها مثيل. وأفادت مصادر إعلامية تونسية بأن مسيرات تلقائية تطوف شوارع عدد من المدن التونسية مساندة لما جاء في الخطاب، وخاصة في سيدي بوزيدالمدينة التي انطلقت منها الاحتجاجات ضد البطالة، إضافة إلى أحياء من العاصمة. وقد عبر الكثير من المشاركين في هذه المسيرات عن تفاعلهم الكبير مع لغة الخطاب التي كانت قريبة منهم ولامست كل القضايا والملفات التي كانت في حاجة إلى تدخل شخصي من الرئيس بن علي نفسه. وكان الرئيس التونسي قد أعلن في خطابه إلى الشعب عن بدء تغيير شامل وعميق وفتح أبواب الحرية الإعلامية والسياسية أمام الجميع، كما أعلن عدم الترشح في انتخابات 2014 ورفضه خرق الدستور ودعا إلى وقف إطلاق الرصاص فورا. وقالت مصادر طبية وشهود عيان الجمعة إن 12 شخصا قتلوا في اشتباكات مساء الخميس في العاصمة ومدينة رأس الجبل في شمال شرقي البلاد.