افادت مصادر قريبة من الحكومة لوكالة فرانس برس مساء الجمعة ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي غادر تونس فيما اعلن رئيس الوزراء محمد الغنوشي تولي السلطة موقتا في البلاد التي تشهد اضطرابات دامية منذ نحو شهر. الإحتجاجات تطيح بالرئيس بن علي بعد 23 سنة من الحكم من جهتها ذكرت وكالة الأنباء الألمانية بأن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي غادر البلاد وتسلم الجيش زمام السلطة ونقلت عن قناة العربية الاخبارية أن الرئيس بن علي تخلى عن السلطة في اطار تسوية تقضي بتسليم رئيس مجلس النواب التونسي فؤاد المبزع للسلطة. وتنص التسوية على تشكيل مجلس قيادة مكون من ستة أشخاص يرأسه رئيس البرلمان ويضم وزير الدفاع. وعلى صعيد متصل دعا البيت الابيض تونس لتنفيذ وعود ابن علي ومنها احترام حقوق الانسان والاصلاح السياسي حسبما أوردته وكالة رويترز في برقية عاجلة. وحسب رويترز فإن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي قال إنه تولى رئاسة البلاد لان الرئيس زين العابدين بن علي يتعذر عليه بصورة مؤقتة القيام بمهامه. وأعلن التلفزيون التونسي الحكومي أن رئيس الوزراء سيبقى قائما بأعمال الرئيس حتى اجراء انتخابات مبكرة. وكان مصدر ملاحي قد أكد الجمعة أن الجيش التونسي سيطر على المطار وأغلق المجال الجوي في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات التونسية بعد ظهر الجمعة حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد حتى إشعار آخر. وبموجب ذلك، يمنع تجمع أكثر من ثلاثة أشخاص في كامل البلاد على الطريق العام وفي الساحات العامة. كما يمكن استخدام السلاح من قبل رجال الأمن أو الحرس الوطني على كل شخص مشتبه فيه ولم يمتثل لأمر الوقوف وحاول الفرار. من جانب آخر، دعت الحكومة البريطانية والفرنسية رعاياهما إلى تجنب السفر إلى تونس، كما دعت إلى إجلاء 1800 سائح بريطاني. إقالة الحكومة وقد أقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الحكومة الجمعة ودعا إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة خلال ستة أشهر وكلف رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي بتشكيل حكومة جديدة. وجاءت هذه التطورات بعد أن نظم متظاهرون احتجاجات على ارتفاع الأسعار والبطالة في مدن تونسية بما فيها العاصمة تونس ودعوا الرئيس إلى الاستقالة. وقد أصيب ظهر الجمعة خلالها مصور صحافي أجنبي في رأسه بقنبلة مسيلة للدموع، بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية. وقال بن علي الخميس إنه لن يخوض انتخابات الرئاسة القادمة في 2014.
شاهد آخر خطاب للرئيس التونسي شاهد كلمة الغونشي اعلان حالة الطوارىء وكانت السلطات التونسية قد أعلنت بعد ظهر الجمعة "حالة الطوارىء في كامل انحاء الجمهورية"، بحسب ما افاد مصدر رسمي. واوردت وكالة تونس افريقيا للانباء الحكومية انه "حفاظا على سلامة الاشخاص والممتلكات من الشغب تقرر اعلان حالة الطوارىء في كامل الجمهورية" حتى اشعار آخر. واضاف المصدر نفسه انه بموجب ذلك "يمنع تجمع اكثر من ثلاثة اشخاص في كامل البلاد بالطريق العام والساحات العامة". كما "يمنع تجول الاشخاص والعربات من الساعة 18,00 (17,00 ت غ) الى الساعة 06,00 (05,00 ت غ)" و"يمكن استخدام السلاح من طرف اعوان الامن او الجيش الوطني على كل شخص مشتبه فيه ولم يمتثل لامر الوقوف وحاول الفرار ولم يبق مجال لاجباره على الوقوف"، بحسب القرار.
مظاهرات جديدة طالبة باستقالة بن علي حدد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي يتولى منصبه منذ اكثر من 23 عاما موعد رحيله في كلمة مشحونة بالعواطف عبر التلفزيون الى الشعب بعد اسابيع من الاشتباكات المميتة بين المحتجين والشرطة. بينما قال وزير الخارجية التونسي كامل مرجان ان تشكيل حكومة وحدة وطنية في بلده "أمر ممكن تماما" و"حتى طبيعي. طالب آلاف التونسيين الجمعة برحيل زين العابدين بن علي وشاركوا في تظاهرات بالعاصمة والولايات التونسية غداة كلمة تهدئة لرئيس الدولة هدفت الى انهاء حركة احتجاجية لا سابق لها، حسبما ذكر مراسلو وكالة فرانس برس ومصادر نقابية. وفي العاصمة التونسية تواصلت منذ الصباح التظاهرات والتجمعات في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي دون تدخل الشرطة. وبعد ان بدأت بعشرات المتظاهرين ما لبثت التظاهرات ان جمعت المئات، ثم آلاف المتظاهرين المحتجين وهي لا تزال متواصلة. وهتف المتظاهرون "انتفاضة مستمرة وبن علي برة" و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"الشعب يريد استقالة بن علي" و"لا لا للطرابلسية (عائلة زوجة الرئيس ليلى الطرابلسي) الذين نهبوا الميزانية". ورددوا النشيد الوطني التونسي رافعين يافطات كتب على بعضها "بن علي ارحل". وجرت تظاهرات مماثلة في العديد من المدن التونسية الاخرى. 13 قتيلا وقالت مصادر طبية ان 13 شخصا قتلوا في تونس ليلة الخميس برصاص قوات الأمن. وقالت إنّ 13شخصا قتلوا برصاص الأمن في المواجهات الدامية بين الشرطة ومحتجين في عدد من أحياء العاصمة تونس. من جهته أعرب زعيم حزب النهضة الاسلامي المعارض التونسي راشد الغنوشي في حديث نشرته صحيفة لو سوار البلجيكية امس عن قناعته بان حركة الاحتجاج الحالية في تونس ستطيح بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. واكد ان "نظام الحزب الواحد انتهى، الشعب يريد التخلص منه وستنتصر انتفاضته"، معتبرا ان "الشعب" التونسي "لا يريد الفساد ويطالب بديموقراطية حقيقية وليس بمجرد واجهة". واكد ان حزبه "ليس وراء حركة الاحتجاج الحالية" وانه "بعيد جدا عن ذلك". وكان الرئيس التونسي حدد موعد رحيله في كلمة مشحونة بالعواطف عبر التلفزيون الى الشعب بعد اسابيع من الاشتباكات المميتة بين المحتجين والشرطة , واعفى عبد الوهاب عبد الله الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية التونسية من مهامه، على ما افادت صحيفة "الصباح" الخاصة امس . من جانبه قال وزير الخارجية التونسي كامل مرجان لاذاعة اوروبا 1 الفرنسية امس ان تشكيل حكومة وحدة وطنية في بلده "امر ممكن تماما" و"حتى طبيعي". حكومة وحدة وردا على سؤال من باريس حول امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية في تونس، قال وزير الخارجية التونسي "بسلوك اشخاص مثل نجيب الشابي، اعتقد ان الامر ممكن وحتى طبيعي جدا". ويشير الوزير التونسي الى محمد نجيب الشابي الزعيم التاريخي للحزب الديموقراطي التقدمي المعارض المرخص له لكنه غير ممثل في البرلمان. واضاف مرجان ان "الرئيس يفي بوعوده"، وذلك غداة خطاب تهدئة ألقاه الرئيس زين العابدين بن علي بعد شهر من الصدامات التي سقط فيها قتلى في البلاد. وقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي يواجه اسوأ اضطرابات اثناء حكمه انه لن يخوض سباق انتخابات الرئاسة في عام 2014 مثيرا مشاهد ابتهاج واحتفالات في شوارع العاصمة.
خدعوني وخلال كلمته التلفزيونية المشحونة بالعواطف بدا الرئيس بن على البالغ من العمر 74 عاما نادما واوشك على البكاء احيانا. وتحدث باللهجة المحلية بدلا من اللغة العربية الفصحى للمرة الاولى. وقال مشيرا الى كبار المسؤولين انه خدع وانهم خدعوه. وقال: أنا فهمتكم.. فهمت الجميع البطال والمحتاج والسياسي واللي طالب مزيدا من الحريات فهمتكم فهمتكم الكل ... حزني وألمي كبيران لاني مضيت أكثر من 50 سنة من عمرى في خدمة تونس في مختلف المواقع من الجيش الوطني الى المسؤوليات المختلفة و23 سنة على رأس الدولة. واضاف انه لا يعتزم البقاء رئيسا مدى الحياة وانه لن يعدل الدستور الذي ينص على انه لا يحق لشخص تجاوز سن الخامسة والسبعين الترشح للرئاسة. وقال شهود ان قتيلين مدنيين سقطا برصاص الشرطة في مدينة القيروان (وسط) اثناء القاء الرئيس التونسي كلمته. وخلفت المواجهات الدامية 66 قتيلا بحسب الفدرالية الدولية لروابط حقوق الانسان. ألغيت في تونس الرقابة التي كانت مفروضة على مواقع الإنترنت، وذلك بعيد وعد الرئيس زين العابدين بضمان الحرية الكاملة للإعلام والإنترنت. وكتب مستخدمون للإنترنت امس الجمعة على موقع فيسبوك تعبيراً عن الفرح بإلغاء رقيب وزارة الداخلية الذي يطلقون عليه "عمار 404"، "عمار 404 أصبح عاطلاً عن العمل" و" وداعاً (باي باي) عمار 404".وبدا عدد من المتصفحين على موقع فيسبوك في تداول كتاب ممنوع في تونس عنوانه "حاكمة قرطاج" الذي كتبه صحافيان فرنسيان تحدثا فيه عن دور لحرم الرئيس ليلى بن علي ومقربين منه في الفساد في قطاعات أساسية في الاقتصاد التونسي. مسيرة تأييد وفور انتهاء كلمة بن علي انطلقت مجموعات من التونسيين في مسيرة دعم للرئيس التونسي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة التونسية واطلقت هتافات وابواق السيارات ترحيبا، وبدا كأن حظر التجول الليلي المفروض في العاصمة وضواحيها لم يعد قائما. وخرج التونسيون من بيوتهم الى شوارع وطن بدا مختلفا بعد ان شاهدوا رئيسهم على شاشات التلفزيون الخميس وهو يحدد موعدا لتنحيه عن الرئاسة. وفي حي لافايات -منطقة التسوق الرئيسية بالعاصمة- حيث اطلقت الشرطة التونسية قبل ساعات النار على محتجين تجاهل مئات من الناس حظر التجول ونزلوا الى الشوارع بعد انتهاء كلمة بن علي. وقال محمد علي في منطقة لافايت: لم نتوقع هذا الخطاب. أهم شيء الحرية الحرية الحرية. وقالت سونيا عياري وكانت من المحتفلين في الشوارع :نحيي شجاعة بن علي حتى لو جاءت متأخرة. وفي حي العمران على مشارف العاصمة التونسية تدفقت النساء على الشوارع في تجاهل لحظر التجول الذي فرض قبل يوم وهن يهتفن يعيش بن علي. حتى في مدن وبلدات الاقاليم الفقيرة التي كانت بؤرة حركة الاحتجاج حيث أطلقت الشرطة النار على العشرات خلال اشتباكات مع المحتجين كان عدد كبير من الناس -وان لم يكن كلهم- مبتهجين. استقالة سفير تونس لدى اليونسكو ومن تداعيات الأزمة التونسية، قدم مزري حداد سفير تونس لدى منظمة اليونسكو استقالته من منصبه احتجاجا على الطريقة التي يدير بها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الأزمة في البلاد. جاء ذلك في رسالة اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية. بالصور: تجدد الإشتباكات في تونس بعد رحيل بن علي