أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، فرض حالة الطوارئ في جميع المدن التونسية. كما قرر بن علي إقالة الحكومة التونسية وحل البرلمان، وطالب باجراء انتخابات تشريعية خلال 6 شهور، فيما تواصلت احتجاجات الشارع التونسي مطالبين برحيل الرئيس نفسه. ووردت أنباء عن وصول وحدات من الجيش التونسي الى حي النصر فيما قابلهم المواطنون التونسيون بالورود، كما تمركز الجيش في ضاحية المرسى في تونس العاصمة بالقرب من القصر الرئاسي. حيث اعلن الرئيس التونسي عن اقالة الحكومة التونسية وتعيين رئيس الوزراء الوتنسي محمد الغنوشي كرئيس لحكومة تصريف أعمال فقط، لحين اجراء الانتخابات المبكرة التي دعا اليها. فيما أعلنت مصادر تونسية أن الليلة الماضية شهدت سقوط 13 قتيلا خلال تجدد الاشتباكات بين قوات الأمن التونسية والمتظاهرين. واكدت المسيرات في وسط العاصمة التونسية ان قرار الرئيس باقالة الحكومة التونسية غير كافي وان مطلبهم الرئيسي هو تنحي بن علي نفسه. وشدد المتظاهرون على ان الرئيس زين العابدين بن علي يعد السبب الرئيس للمشكلة التونسية وعليه ان يرحل وان يعترف بمسؤوليته عن تدهور الاوضاع في البلاد. واكد الشباب التونسي ان بن علي اتخذ قرار إقالة الحكومة تحت الضغوط الشعبية، مشيرين الى ان الوقت قد فات كي يسعى الرئيس بن علي الى الاصلاح، مؤكدين أنه يسعى لخداع الشعب بمحاولة اصلاح الفساد الذي تسبب هو فيه، بحد قولهم. ولفت المتظاهرون الى ان التاريخ سيحاكم التجمع الدستوري الحر كما يسعى التجمع الآن الى محاكمة المفسدين. وشدد المعارض التونسي، احمد نجيب ان التطورات التي تشهدها تونس حاليا هي سريعة للغاية وتتجه نحو اصلاح تونس بأن تتحول تونس الى دولة ديمقراطية. وقال: "ان قرارات الرئيس بن علي هي جيدة ولكن فات الأوان لانجازها"، مشيرا الى ان الحاجة الآن الى نظام جديد قادر على قيادة تونس في ظل الاوضاع المعيشية الصعبة. واوضح أن بن علي لن يستجيب بسهولة الى مطالب الشارع التونسي لانه لم يكن يتوقع ان تصل مستوى الاحتجاجات الى هذا المستوى. ورفض نجيب الذي قاد احد المظاهرات التي عامت الشارع التونسي اعطاء الرئيس التونسي فرصة اخرى، مشيرا الى ان الشارع يتحرك بعفوية بعيدا عن المعارضة التي هي جزء من النظام وجزء من عملية الفساد التي تعيش في ظلها تونس. كما صرح كمال مرجان وزير الخارجية التونسي، بأن تشكيل حكومة وحدة وطنية لتصريف الاعمال في تونس امرا واردا للغاية في ظل هذه الظروف التي تمر بها تونس. وقال مرجان: "ان الرئيس بن علي اعلن عن اجراء انتخابات تشريعية مبكرة قبل الانتخابات الرئاسية المزمع اجرائها". وطالب وزير الخارجية التونسي المتظاهرين التظاهر بشكل سلمي وعدم الانسياق وراء اطراف وصفها ب "المخربة". وناشد الشباب الاستجابة الى المساعي التي يقودها الرئيس التونسي لتحقيق مطالب الشارع، مؤكدا على ان الرئيس يشعر بآلام المواطن التونسي.