شهدت انتخابات مجلس الشعب المصري، التي تجري في 222 دائرة، وانطلقت الجولة الأولى منها الأحد 28 نوفمبر 2010، أجواء مشحونة بالتوتر بين السلطات المصرية وجماعة الاخوان المسلمين، وشكاوى من حدوث مخالفات ومنع مندوبي مرشحين من دخول مكاتب الاقتراع، وتضييق على عمل الصحفيين والمراقبين. ويختار نحو 40 مليون مصري لهم حق التصويت 508 نواب في المجلس بينهم 64 امرأة لولاية تمتد 5 سنوات، من بين 5064 مرشحا ضمنهم قرابة 800 مرشح من الحزب الوطني الحاكم و130 من جماعة الاخوان المسلمين اضافة الى اكثر من 300 مرشح من احزاب المعارضة الرئيسية وهي الوفد والتجمع والناصري. وفيما شهدت الساعات الأولى للاقتراع مشاركة محدودة من الناخبين، قتل ابن مرشح مستقل في القاهرة، فيما توفى مواطن ومواطنة بأزمة قلبية أثناء ادلائهما بصوتيهما واصيب مواطن بعيار ناري في محافظة الدقهلية بدلتا النيل , كما توفى رجل وسيدة جراء اصابتهما بأزمة قلبية أثناء توجههما للادلاء بصوتيهما ووقعت اشتباكات متفرقة خلال عمليات الاقتراع . ولقى الشاب عمر سيد سيد (24 عاما) مصرعه طعنا بسكين ليل السبت 27 نوفمبر 2010 , لدى قيامه بتوزيع أوراق دعائية لوالده المرشح المستقل في دائرة المطرية (شمال شرق القاهرة). وقالت الشرطة انها ألقت القبض على شخصين واعترفا بقتل الشاب اثناء تجوله بالدائرة بعد قيامه بمعاكسة شقيقة احدهما , غير أن أسرة الشاب قالت أنه قتل جراء توزيعه أوراق دعائية لوالده وفى اطار الصراع الانتخابى. واتهمت جماعة الاخوان المسلمين الشرطة المصرية بالاعتداء على مرشحيها ومندوبيهم داخل اللجان الانتخابية ومنع دخول أنصارها للتصويت , موضحة أن البرلمانى صبحى صالح النائب فى مجلس الشعب المنتهية ولايته تعرض لاعتداء من قبل عناصر مدعوة من الحزب الوطنى الحاكم وبلطجية تحميهم الشرطة ويرقد فى مستشفى تحاصرها الشرطة بحالة خطرة. وأكدت الجماعة أن السلطات حجبت جميع المواقع الألكترونية التابعة لها وأبرزها موقع "اخوان أون لاين" قبل ساعات من عملية الاقتراع. فى سياق متصل، اتهم الحزب الوطني الحاكم إذاعة "بي بي سي" بنشر الشائعات عن الانتخابات البرلمانية..ولام الحزب فى بيان على موقعه الألكترونى علي "بي البي سي " لكونها تتأثر بما تروجه جماعة الإخوان من شائعات غرضها التشكيك في نزاهة الانتخابات. وكانت "بي بي سي" بثت خبرا نقلاً عن مراسلتها في القاهرة، عزة محيي الدين، يفيد أن أجهزة الأمن المصرية اعتقلت البرلمانى أكرم الشاعر ، والمرشح في الانتخابات الحالية . وبالاستفسار عن صحة هذا الخبر تبين عدم صحته.. وأن الشاعر متواجد في دائرته ولا يواجه أية مشكلات. من جهته , أكد حزب الوفد اليبرالى المعارض حدوث تجاوزات صارخة ضد مرشحيه , متهما أحد أنصار مرشح الحزب الوطنى الحاكم فى دائرة أتميدة بالدقهلية، بالاعتداء بمطواه على السيد سليمان محمد عماشة، شقيق مرشح الوفد محمد سليمان محمد عماشة، وتم نقل المصاب إلى المستشفى. وأوضح فى بيان أنه تم منع مندوبى الوفد من دخول اللجان ورفض التصويت بالرقم القومى , لافتا إلى حدوث ما سماه "عمليات تزوير واسعة" . وفى قرية بيلا بجوار مدينة المنصورة بمحافظة الدقهليةاصيب شخص بطلق ناري في مشاجرات بين انصار المرشحين. وفي مدينة سمنود بمحافظة الغربية فرقت الشرطة بالقنابلالمسيلة للدموع انصار مرشح الحزب الوطني امين محمد سعد الدين بعد ان حاولوا اقتحام لجنة معهد فتيات سمنود الازهري احتجاجا على عدم حصول مندوبيه على التوكيلات التي تتيح لهم مراقبة الانتخابات من داخل مكتب الاقتراع وفقا لما يقتضيه القانون. وفي محافظة قنا (جنوب صعيد مصر) ، اطلقت الشرطة القنابلالمسيلة للدموع لتفريق انصار مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمود السايح بعد تظاهرهم احتجاجا على منعهم من الوصول الى لجان الاقتراع للادلاء باصواتهم. وفي سمنود في السويس تجمع نحو 3 ألاف من انصار المرشحين وتظاهروا امام مديرية الامن لعدم تمكن مندوبيهم من دخول لجان الاقتراع. يذكر أن الاشراف القضائي على الانتخابات كان قد ألغى بموجب تعديل دستوري ادخل في العام 2007 وقضى بان يتولى موظفون ادارة مكاتب الاقتراع بينما تشرف على العملية الانتخابية لجنة عليا للانتخابات تضم 11 عضوا 7 منهم معينون من قبل مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) الذي يهيمن عليه الحزب الوطني الحاكم. وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد وعد فى تصريحات صحفية بانتخابات نزيهة وحرة.