شهدت انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى المصري أمس إقبالا ضعيفا من الناخبين لاختيار 74 عضوا وسط تواجد أمني كثيف في الدوائر الانتخابية التي يشارك فيها مرشحو جماعة الإخوان المسلمين "المحظورة". ويتنافس في هذه الانتخابات 446 مرشحا على 74 مقعدا في 55 دائرة انتخابية منهم 255 مرشحا مستقلا و13 حزبا معظمها أحزاب صغيرة، بعد أن حسم الحزب الوطني الحاكم لصالحه 14 مقعدا بالتزكية. ورصدت "جمعيات حقوقية ومنظمات مراقبة" جملة من التجاوزات التي صاحبت عملية الاقتراع أمس، في مقدمتها تطويق الأمن للجان وخاصة في الدوائر التي يتواجد بها مرشحون للإخوان في عدة محافظات، فضلا عن منع المراقبين ومندوبي مرشحي الإخوان من ممارسة عملهم حتي بدت غالبية اللجان خاوية، إضافة إلى منع مراسلي الفضائيات والصحف والوكالات من دخول أغلب المقار الانتخابية. وفي محافظة البحيرة ، شمال غرب القاهرة، اعتقلت الشرطة 6 من أنصار أحد مرشحي الإخوان، كما قام ضابط الشرطة أحمد البنا بإطلاق الرصاص علي مندوب مرشح الإخوان ومنعه من دخول لجنة "القرنين" بحوش عيسى فأصابه في فخذه، وتم نقله إلى المستشفى. وقالت تقارير حقوقية إن محافظة السويس شهدت عملية تزوير علنية لصالح مرشح الحزب "الحاكم" وزير البترول سامح فهمي، وأكدت أن العاملين في شركات البترول المختلفة تم نقلهم في حافلات خاصة بالوزارة وصوتوا للوزير بشكل جماعي، ولم يسمح لأي ناخب لا يحمل بطاقة خاصة بالوزير بالتصويت. كما تسببت أعمال البلطجة أمام مقر اللجان في محافظة الدقهلية في انسحاب أحد المرشحين المستقلين. وشهدت منطقة سيناء واقعة طريفة حيث قام مجموعة من البدو المسلحين بخطف صناديق الاقتراع من اللجان الانتخابية وتمزيق أوراق المرشحين تحت تهديد السلاح، ما أدى إلى وقوع اشتباكات مع الأمن، وإلغاء الانتخابات.