دعا مبعوث الولاياتالمتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول العربية يوم الاثنين، 13 أيلول 2010، لسحب مشروع قرار يطالب اسرائيل بالتوقيع على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية محذرا من أن مشروع القرار يوجه اشارة سلبية الى محادثات السلام في الشرق الاوسط. وتسعى دول عربية تساندها ايران الى استثمار نصر حققته خلال اجتماع لمجلس الوكالة العام الماضي حصلت خلاله بصعوبة على تأييد لقرار غير ملزم يطالب اسرائيل بالانضمام الى المعاهدة. وقال دبلوماسيون ان من المتوقع أن تطرح تلك الدول مشروع قرار مماثل هذا العام خلال اجتماع المجلس المؤلف من 151 دولة والذي سيبدأ 20 سبتمبر أيلول. وتقول الولاياتالمتحدة ان تضييق الخناق على اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة في المنطقة يمكن أن يهدد مؤتمرا اقترحته مصر يعقد في عام 2012 لمناقشة اخلاء الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل. كما ذكر جلين ديفيز سفير الولاياتالمتحدة لدى الوكالة ان طرح مشروع القرار ربما يكون له تأثير على استئناف محادثات السلام التي ترعاها بلاده بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال السفير للصحفيين على هامش اجتماع لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة الذي يعقد هذا الاسبوع قبل اجتماع مجلس الوكالة "نحتاج لاعطاء دفعة ايجابية لا سلبية لعملية السلام الاوسع نطاقا." وتعتبر الولاياتالمتحدة واسرائيل أن ايران هي التهديد الوحيد لحظر الانتشار النووي في المنطقة وتتهما طهران بالسعي لتطوير أسلحة ذرية لكن الجمهورية الاسلامية تنفي الاتهام. ولم تؤكد اسرائيل قط أو تنفي امتلاك قنابل ذرية في اطار سياسة من الغموض تهدف لردع أعدائها الكثيرين في المنطقة. وأدانت قرار العام الماضي الذي يدعوها للانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي التي أبرمت قبل 40 عاما قائلة ان القرار يدعمه خصوم يشككون في حقها في الوجود. واذا وقعت اسرائيل على معاهدة حظر الانتشار فستضطر الى أن تكشف عما لديها من أسلحة ذرية وتضع كل منشآتها النووية تحت رقابة وكالة الطاقة الذرية. لكنها تقول ان تحقق السلام الشامل في الشرق الاوسط شرط لانضمامها الى المعاهدة. وأثارت الولاياتالمتحدة انزعاج اسرائيل في مايو أيار بمساندة مبادرة مصر لعقد مؤتمر 2012 لكن ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما تعهدت منذ ذلك الحين بالحيلولة دون الضغط على اسرائيل. وذكر ديفيز أن تهيئة الظروف لعقد المؤتمر 2012 تمثل أولوية وأن ذلك لن يتحقق مع استمرار "التعريض" باحدى الدول الاعضاء في اشارة الى اسرائيل. وقال "من أجل نجاح مؤتمر 2012 يجب أن تحضره جميع الدول.. في الوقت الحالي هناك دولة لديها حافز ضئيل جدا لذلك بسبب الطريقة التي تتحول بها الى دولة منبوذة في هذه العملية." وأضاف ديفيز "نعمل مع الجامعة العربية وأيضا مع شركاء اخرين لحثهم على سحب القرار الخاص بقدرات اسرائيل النووية لتجنيب مجلس (وكالة الطاقة الذرية) معركة أخرى."