تعتزم المديرية العامة للسجون تشكيل لجنة خاصة لدراسة أسباب حالات الانتحار بين النزلاء والتي وقعت مؤخرا وخلال الأعوام الماضية على أن تضع مقترحات للقضاء على هذه الظاهرة بعد أن أقدم العديد من النزلاء على الانتحار شنقا داخل العنابر في ظروف غامضة وباستخدام نفس الطريقة في تنفيذ عملية الانتحار عن طريق ربط العنق وإيصاله بمروحة السقف ليعلقوا ما بين السقف وأرضية الغرفة في مناظر لاتشاهد إلا في الأفلام الأجنبية. الضغوط النفسية قد تقود السجين الى الانتحار ( اليوم ) وكشفت مصادر ل»اليوم» أن أهمية الدراسة تكمن في البحث كذلك في الطرق والوسائل التي يمكن أن تستخدم لمنع حدوث الانتحار ومحاولة علاج المشتبه في محاولته الانتحار قبل حدوثه والتعرف أيضا على الدوافع التي أدت لهذا الفعل من قبل النزيل كما سيكون لكاميرات المراقبة الفائدة والتي بصدد تركيبها داخل العنابر في مختلف السجون والإصلاحيات وذلك في الوصول للنزيل بسرعة وإنقاذه من خلال متابعة النزلاء والتأكد من كل ما يجري داخل العنابر وتسجيله عبر أشرطة الفيديو وأرشفتها والعودة لها عند الحاجة. أكد عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان المستشار خالد الفاخري ل»اليوم» أن جميع حالات انتحار السجناء داخل العنابر التي رصدت غالبا كانت إثر ضغوط أومشاكل نفسية واكتئاب نتيجة أن البعض منهم لم يكن يتوقع أن يصل به المطاف إلى السجن بعد جريمة ارتكبها وهذا يعتبر ليس تدخلا من إدارة السجن التى توفر له جميع الإمكانيات التي تكفل له العودة لمجتمعه بعد الإفراج عنه من خلال البرامج الإصلاحية وتوفير اخصائيين نفسيين للوقوف على بعض الحالات داخل العنابر بالإضافة لمدارس السجون، كما يلاحظ الجميع أن الأدوات التي يستخدمها النزيل في الانتحار مثل الشراشف والشماغ وبعض ملابسه هو من فعله شخصيا وليست ممنوعة أصلا داخل السجون، أهمية الدراسة تكمن في البحث كذلك في الطرق والوسائل التي يمكن أن تستخدم لمنع حدوث الانتحار ومحاولة علاج المشتبه في محاولته الانتحار قبل حدوثه والتعرف أيضا على الدوافع التي قادت النزيل لارتكاب هذا الفعل.وأضاف المستشار الفاخري ان الجمعية تلقت العديد من الشكاوي لمحاولات انتحار نزلاء ويتم اتباع الإجراءات الرسمية لجمعية حقوق الإنسان وهي إرسال وفد لزيارة السجن والوقوف على الحادث والأسباب التي أدت إلى ذلك وإثبات أنه لم يكن هناك أي انتهاكات جسدية أو نفسية ضده مما دفعه للتفكير في محاولة الانتحار ليلفت الانتباه إليه أو يستنجد بغيره بالفعل جهات أمنية تحقق رسميا في حالات الانتحار داخل عنابر السجن، يذكر أن مسئولي الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان رصدوا خلال الاعوام السبع الماضية أكثر من 4111 قضية من نزلاء ونزيلات في جميع سجون المملكة تنوعت بين الازدحام داخل العنابر وغياب بعض البرامج التأهيلية لهم وغيرها وتم لقاء عدد من النزلاء والمسؤولين والوقوف على الازدحام داخل العنابر وما يترتب عليه إصابتهم بالأمراض المعدية بالإضافة لعدم وجود برامج تأهيل وتدريب تساهم في إصلاحهم وإعادتهم للمجتمع واندماجهم فيه وتم التواصل مع وزارة الداخلية للتركيز والاهتمام بالجانب الإصلاحي داخل السجون، الى ذلك أكد عدد من الأخصائيين النفسيين أن حالات الانتحار ليس لها علاقة ببعضها وكل حالة تأتي بشكل ودوافع منفصلة تعود لأسباب كثيرة وأولها ضعف في الوازع الديني يليه ظروف يرى فيها المنتحر نفسه أنه مضطهد مما يؤدي به لحالة من الاكتئاب الشديد ليصل بعدها إلى الانتحار أو الإقدام عليه وقد تكون أسبابا اجتماعية ونفسية وظروفا اقتصادية وعادة ما يكون مصير مدمني المخدرات إلى الانتحار.