أكد المعدن الأصفر حساسيته للمؤثرات السياسية والاقتصادية، من واقع هبوطه وصعوده المتكرر في الآونة الأخيرة، حيث لم تستقر أسعاره على حال وجعل التعاملات فيه متأرجحة بين شد وجذب وتخضع لمواقف الأطراف ذات الصلة بعمليات التداول فيه، ما زاد معدلات المخاطرة في التعامل معه كملاذ آمن، بالنظر لعدم استقراره وتراجع الثقة فيه. وقد تراجع الذهب أمس، بعد خسائره الحادة في الجلسة السابقة مع تأثر الأسعار بحالة من الارتباك إزاء توقعات السياسة النقدية الأمريكية وأدت تصريحات رئيس بنك سان لويس الاحتياطي الاتحادي جيمس بولارد أن البنك المركزي الأمريكي قد يعدل في اجتماعه المقبل عن قراره المفاجئ في الأسبوع الماضي، بالإبقاء على التيسير النقدي إلى تراجع الذهب 3 بالمائة يوم الجمعة الماضي؛ ليمحو مكاسب أسبوع سادت فيها التقلبات. وتراجع السعر الفوري للذهب 4ر0 بالمائة إلى 76ر1319 دولار للأوقية في حين نزلت عقود الذهب الأمريكية تسليم شهر ديسمبر 50ر12 دولارًا للأوقية إلى 1320 دولارًا. ونزلت الفضة في المعاملات الفورية 9ر0 بالمائة إلى 60ر21 دولار للأوقية. وتراجع البلاتين 2ر0 بالمائة مسجلاً 50ر1423 دولار وانخفض البلاديوم 2ر0 بالمائة أيضًا 97ر712 دولار للأوقية. وكان الذهب قفز قرب أعلى مستوياته خلال أسبوع الأسبوع الماضي بعد قرار البنك المركزي الأمريكي بتأجيل تقليص تحفيزه النقدي المفيد للسلع الأولية. وقفزت عقود الذهب الأمريكية 6ر4 بالمائة بفعل القرار وزادت عقود الفضة 7 بالمائة. وتراجع السعر الفوري للذهب 2ر0 بالمائة إلى 24ر1362 دولار للأوقية بعد أن لامس في وقت سابق 86ر1367 دولار وهو أعلى سعر له منذ ال 11 من شهر سبتمبر. وارتفعت الفضة 5ر0 بالمائة لتسجل 98ر22 دولار للأوقية. وزاد البلاتين 1ر0 بالمائة إلى 50ر1464 دولار وتقدم البلاديوم بالنسبة ذاتها إلى 72ر717 دولار للأوقية. وفي إطار المؤثرات السياسية والاقتصادية للمعدن الأصفر، حوم الذهب فوق أدنى مستوى في خمسة أسابيع الأسبوع الماضي، وفي وقت كان ينتظر فيه المستثمرون لمعرفة متى سيبدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) تقليص تحفيزه الاقتصادي الضخم. وفقد المعدن النفيس أكثر من 20 بالمائة من قيمته هذا العام مع تأثر جاذبيته كملاذ آمن بتعافي الاقتصاد الأمريكي والمخاوف المتنامية من أن البنك المركزي سيقلص مشتريات السندات التي تفيد السلع الأولية. وارتفع السعر الفوري للذهب 0.06 بالمائة إلى 1314.21 دولار للأوقية بعد أن تراجع واحدا بالمائة في الجلسة السابقة إلى أقل سعر في خمسة أسابيع عندما سجل 1303.85 دولار. واقتدى الذهب بتراجع النفط الأسبوع الثاني من الشهر الجاري بعد أن عرضت روسيا العمل مع دمشق لفرض سيطرة دولية على الأسلحة الكيماوية لسوريا في حين نال ارتفاع الأسهم من إغراء المعدن النفيس. وتراجع الذهب نحو 18 بالمائة هذا العام ويتعرض المعدن لضغوط جراء التوقعات بأن يعمد مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لتقليص برنامجه للتحفيز النقدي بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة يومي 17 و18 سبتمبر الجاري. وهبط الذهب 0.6 بالمائة إلى 1378.20 دولار للأوقية وهو مستوى بعيد عن أعلى سعر على الإطلاق 1920 دولارا الذي سجله في سبتمبر 2011. وكان برنامج التحفيز الأمريكي المعروف بالتيسير الكمي محركا رئيسيا لصعود الذهب في الأعوام الأخيرة. وتراجعت عقود الذهب الأمريكية تسليم ديسمبر 0.6 بالمائة أيضا لتسجل 1378.70 دولار للأوقية.