خلال عشرة أيام خسرت منتخباتنا المختلفة في ثلاث بطولات كانت على التوالي لمنتخبنا الأولومبي في كأس الخليج بالبحرين، ثم منتخبنا للناشئين في البطولة الخليجية العاشرة بالدوحة وأخيرا منتخبنا الأول في البطولة الدولية OSN بالرياض و هذه الخسائر امتداد لنكساتنا الرياضية وتواصل أيضاً لإحباط الجماهير السعودية، وللأسف الشديد. قبل احترافنا الحالي (العجيب) كان لجمهور رياضة كرة القدم القدرة على اختيار عناصر منتخبنا الأول لكرة القدم من خلال بروز اللاعبين المميزين في ذلك الوقت وتجدهم شبه متفقين على أسماء اللاعبين بدون عنصرية وعمى ألوان، وكيف ننسى عمالقة منتخبنا الوطني مثل ماجد عبدالله وصالح النعيمة وعثمان مرزوق وفهد المصيبيح وصالح خليفة ومحيسن الجمعان وأحمد الصغير ويوسف خميس وعبدالله الدعيع وابراهيم تحسين وغيرهم الكثير وفعلا تكون هذه هي عناصر المنتخب لمدرب ذلك الوقت، عندما كان وصول أي لاعب حينها إلى صفوف المنتخب أمنية وطموحا له فيحظى بالرعاية المعنوية والمادية والمكافآت والشهرة وهذه كلها يفتقدها اللاعب في ناديه. وبعبارة أخرى فان بيئة المنتخب أرقى وأعلي مستوى من بيئة ناديه الذي بالكاد كان يكافئه بمئات الريالات في كل فوز ...!! منتخبنا سيظل لغزا محيرا وسنبقى خارج الخدمة دائماً وأبدا طالما هذا فكرنا وطموحاتنا، وإلا كيف نرى لاعبين في دكة احتياط مدرب النادي لنتفاجأ به أساسيا عند مدرب المنتخب !!؟ أما اليوم وفي ظل الاحتراف الأعرج لدينا أصبحت ملايين الريالات تتطاير من فوق رؤوس اللاعبين لاحترافهم المزعوم، وأصبحت طموحاتهم كم يكون مقدم عقودهم ورواتبهم وليكن تمثيل المنتخب والتضحية له أخر اهتماماتهم لان بيئة المنتخب الآن أصبحت متواضعة ومردود اللاعبين فيها لا يوازي ما يتقاضونه في أنديتهم غير السب والشتم الجماهيري عند تمثيل المنتخب واللعب بلونه وباسم بلده عند الهزيمة. لقد أصبح اللاعب وناديه اليوم لا يتمنون المنتخب، بل يسعون بكل قوة لتجاهله من أجل البقاء للعب في أنديتهم وبطولاتها وعلى انها أهم وأولى من المنتخب ويعتقدون أنهم سيخسرون جهوده في مبارياتهم بالدوري أو قد يفتقدونه بعد إصابته وكأن المنتخب لا يستاهل منهم تلك التضحيات !! إن ما يحز في النفس يا سادة اننا أصبحنا نمسي ونصبح على نفس الأسماء منذ سنوات وكأنها مطبوعة وجاهزة في ورقة لا تقبل التغيير لنعطيها مدربا للمنتخب بعد آخر، بل ونتفاجأ باحتياطيي الأندية في التشكيلة الأساسية ونجوم اليوم خارجها نهائيا أو على دكة الاحتياط على أقل تقدير ما يثبت ان عمل الجهاز الفني يأتي متأخرا جداً أو يعمل بأثر رجعي فهو لا يرى نجوم اليوم إلا غداً ولا يرى نجوم الأمس إلا بعد غد ويرى ان احتياطي الأمس نجم اليوم. لقد احترنا معهم، بل حيرونا في الاختيار الذي أقل وصف ممكن قوله : إنه اختيار ساذج وضعيف يدل على ضحالة فكر الجهاز الفني وأزيد عليه ضحالة الفكر الإداري للمنتخب والقائمين عليه. إن منتخبنا سيظل لغزا محيرا وسنبقى خارج الخدمة دائماً وأبدا طالما هذا فكرنا وطموحاتنا، وإلا كيف نرى لاعبين في دكة احتياط مدرب النادي لنتفاجأ به أساسيا عند مدرب المنتخب !!؟ لقد تعمدت ألا أذكر أسماء لاعبين هنا سواء الذين لا يستحقون الانضمام للمنتخب أو الذين يستحقون بناء على كفاءتهم الفنية والمهارية حتى لا يتهمني أحد بمحاباة لاعب أو فريق على حساب آخر !! لقد تعددت اللجان والمهام وكثرت المسؤوليات والشخصيات، لكن المنتخب السعودي، بل كل المنتخبات السعودية في سقوط مستمر من حفرة إلى أخرى ولا نرى حتى بصيصا من الأمل في الأفق سيرفع من قدر منتخباتنا وقيمتها. رحم الله الأوائل الذين أشرفوا على منتخباتنا بكل إخلاص وتفان بعيدا عن المناصب وحب الذات وبعيدا عن العنصرية المقيتة والبيروقراطية والتبعية البغيضة وهيلمان اللجان. لقد كان عملهم منظما في غياب التكنولوجيا وكان حب الوطن ورفعته ديدنهم واختيار الأفضل من اللاعبين هو هدفهم اينما كان، وكانت الحصيلة كأس آسيا وبطولة الخليج والتأهل إلى كأس العالم مرات عديدة وصاحب هذه البطولات تواجد الجمهور السعودي العاشق بجانب فريقه بكل ثقة واقتدار يستمتع بلعب المنتخب أداء ورجولة وحماسا وإخلاصا وحرقة وتوهجا!!! لقد افتقدنا في منتخباتنا الحس الوطني داخل الملعب وخارجه وأصبحنا نتهم بعضنا البعض في اختيار عناصر منتخباتنا من منظور الميول والانتماءات للأندية وأصبحنا نلبس النجومية لاعبي أنديتنا المفضلين حتى ولو كانوا متواضعين في المستوى والاداء ونقلل من نجومية الآخرين لا لشيء إنما فقط لانهم يلعبون في انديتنا المنافسة ...!! إن الحل المقترح قد يكون في إنشاء هيئة استشارية فنية خبيرة مخلصة لا تتعدى خمسة مستشارين مشهود لهم بالكفاءة والقدرة على اتخاذ القرار هو الأنسب لمصلحة الوطن الغالي لمتابعة ومناقشة اختيار الجهاز الفني لتشكيل أي منتخب ومنع أي شك في اختيارهم أو محاباة بعض الأندية التي تتحسس من اختيار لاعبيها لتمثيل الوطن والعمل على تصديق الاختيار وفق معايير فنية خاصة، ولا بأس من إضافة هذه الهيئة لاتحاد كرة القدم التي هي مثقلة اصلها بلجانها المتعددة التي بعضها ما هي إلا زيادة عدد في أعضائها، وبالتالي على مصاريف الاتحاد الذي ربما سيبقى عاجزا في حل ديونه ومشاكله المالية الكبيرة وفي ظل غياب التخطيط السليم !! كلمة أخيرة: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي. فاللهم ارحم أمواتنا واغفر لهم وأدخلهم الجنة مع الأبرار واجمعنا بهم في جنات الفردوس الأعلى ... يا رب العالمين. [email protected]