أتعب وأتألم وتنتابني حالة من الحزن عندما يقودني الحديث مع الناس الطيبين إلى مالك معاذ وإلى هذا المصير المحتوم الذي أرغمه ليصبح قابعا في دكة الاحتياط لا نجما يشار إليه في ميادين كرة القدم تلك الميادين التي صنعت مالك وقدمت لنا موهبته إلى أن أوصل الإعجاب في قلوب أناس برغم بعدهم عن جغرافيتنا إلا أنهم أجمعوا على موهبة مالك ونجوميته بل إنهم هكذا وبعفوية وضعوه في قائمة الكبار . - لازلت مع أي حديث يتعلق بموهبة مالك معاذ أتساءل لماذا غاب مالك ولماذا تلاشت نجوميته؟ هل الخلل في ذات اللاعب؟ أم أن الخلل في النادي؟ أم أن الخلل قد يتجاوز كل هذه الاتجاهات إلى ذات جهة أخرى مجهولة المعالم ؟ - أسئلة تفرض وجودها في زحمة حضور المشهد الرتيب الذي تكرر كثيرا دونما يصل الأهلي واللاعب والمنتخب ومحبو مالك إلى نقطة الوصول إلى حيث الإجابة التي من شأنها أن تكشف السر الذي غيب مالك وغيب نجوميته وساهم كثيرا في إسقاط اسمه من قائمة المنتخب قبل أن يساهم في إسقاطه من القائمة الأساسية للأهلي . - قد نختلف كثيرا حول الأسباب العديدة التي تتعلق بغياب مالك لكننا حتما سنتفق أكثر من أي وقت مضى على أن السبب الأول والأخير يتحمله اللاعب وليس النادي ذلك أن مالك توقف على مشارف ذكريات الماضي ومن يقف على مشارف الماضي ولا يمتلك القدرة على تطوير موهبته وصقلها ومواكبة الحاضر والمستقبل فمن الطبيعي جدا أن يخسر الكثير يخسر نجومية ومكتسبات الماضي ويخسر كذلك تطلعات المستقبل وبالتالي ينتهي مثلما سبق وأن انتهى آخرون كانوا يحملون الموهبة ويفتقدون الفكر مع أن الفكر في تصوري يسبق الموهبة . - نصيحتي لمالك معاذ النجم الذي أبهر القارة الآسيوية في عام 2007م وغاب بعدها أن يقف مع نفسه قليلا لأن الوقفة مع النفس مهمة وأهميتها قد تعيد روبنهو العرب إلى سابق عهده أما التمسك بالمبررات الواهية وحبك الأوهام فهذه مع تلك ستعجل برحيل مالك وربما تنسيقه . - إذا أردنا بناء منتخب قوي فلابد من التركيز على آلية اختيار الأجهزة الفنية والإدارية بعيدا عن المجاملات أو القناعات الشخصية الخاطئة . - فالمنتخب الذي غيبته العشوائية طيلة السنوات الماضية يحتاج إلى مدرب كبير وإداري من صنف سامي الجابر والقريني، أما عملية سرد تفاصيل الحضور والغياب فهذه مرحلة ولى زمانها . - أول احتراف إداري سيسجل باسم (اهلاوي) ؟ - أهلاوي في ناد آخر ولاعب في فريق آخر وعضو شرف في ناد آخر ! - ماذا يحدث؟ بالفعل السؤال محير والإجابة واجبة وسلامتكم .