ولد مالك معاذ في 10 أغسطس من عام 1981م في المدينةالمنورة، بدأ في ممارسة هوايته بمداعبة كرة القدم مع مجموعة من المقربين منه في حواري طيبة الطيبة قبل أن ينخرط في تدريبات ناشئي نادي الأنصار، والذي قدم من خلاله مستويات مميزة جذبت الأنظار إليه وساهمت في انتقاله للأهلي عام 2005م، كانت بداياته مع الأهلي متعثرة فلم يجد الفرصة سانحة أمامه لتمثيل الفريق، وعندما حضر المدرب الصربي نيبوشا أعاد اكتشاف مالك معاذ من جديد، فكانت البداية، وأي بداية، مالك يجندل الخصوم ويرهق الدفاعات ويقود الأهلي إلى الفوز على الاتحاد في نهائي كأس سمو ولي العهد ونهائي كأس الأمير فيصل بن فهد، قبل أن يحرز مع الأهلي لقب كأس الخليج للأندية، وبعد كل المستويات اللافتة التي قدمها اللاعب مع الأهلي استدعي من قبل مدرب المنتخب السعودي باكيتا للقائمة المشاركة في كأس العالم 2006، فتجلى مالك مع المنتخب السعودي في كأس الأمم الآسيوية التي أقيمت في عام 2007م، ولكن ذلك الفتى الأسمر بدأ يتراجع مستواه بشكل مخيف، حتى فقد بريقه وأصبح أسير دكة البدلاء، قبل أن ينتقل للنصر بنظام الإعارة ولكنه لم يقدم مع النصر ما يشفع له بالبقاء، وعاد اللاعب إلى ناديه الأهلي، والذي طلب من اللاعب البحث عن ناد آخر وقام بتوقيع مخالصة مالية مع اللاعب، ويظل السؤال الأبرز لماذا غاب نجم مالك معاذ هل للعين أو السحر دور، أم أن مالك اكتفى بما حصل عليه من مال وشهرة. المدرب الوطني محمد الخراشي أكد أن ما وصل له حال مالك معاذ بعد النجومية الكبيرة التي كان عليها لم يشاهدها مرت من قبل على أحد اللاعبين طوال حياته الرياضية، فتحوله من نجم الفريق الأول إلى أنه لم يعد يجد ناديا يرغب في ضمه مسألة بحاجة إلى دراسة وبحث من قبل اللاعب نفسه قبل كل شيء، وأعتقد أن من الأسباب التي عجلت بأفول نجمه أن مالك حساس وانطوائي بشكل واضح، بالإضافة إلى فقده في هذه المرحلة الحساسة من حياته إلى الصديق الصدوق الذي يقوم بدعمه وتوجيهه في هذه المرحلة الحرجة من مسيرته الكروية، والتي لم يكن يتوقع في يوم من الأيام أن تنتهي بهذا الشكل المحزن، وأن يجد نفسه خارج أسوار الأهلي بعد أن كان النجم الأول في الفريق، وإذا أراد مالك معاذ العودة مجددا إلى مستواه المعهود عليه الانتقال إلى أحد أندية الدرجة الأولى، ومن الأفضل أن يكون إما نادي الأنصار أو نادي أحد، كي يكون بالقرب من أهله حتى يستطيع أن يعيد اكتشاف نفسه من جديد، بخلاف أندية دوري زين والتي في حال انتقل إلى أحدها فسيكون تحت ضغط إعلامي وجماهيري كبير وبالتالي أعتقد أن عودة مالك معاذ إلى نجوميته السابقة تكون من دوري الدرجة الأولى البعيد عن الضغط الإعلامي والجماهيري. من جانبه يرى حمد الدبيخي أن السبب الرئيسي في تدني مستوى اللاعب مالك معاذ هو اللاعب نفسه، ففي عصر الاحتراف من السهل جدا الوصول إلى النجومية، وكانت هذه المشكلة التي واجهت مالك معاذ الذي قدم بسرعة لهذه النجومية فلم يتعامل معها بالشكل المناسب مما أدى إلى تراجع مستواه بعد أن حقق طموحاته، والتي يبدو أن اللاعب توقف طموحه عند هذا الحد من النجومية والشهرة، ولم يحافظ على تلك النجومية بالعمل على تطوير مستواه وصب تركيزه على صناعة الإنجازات مع فريقه والمنتخب، بالإضافة إلى أن اللاعب مالك معاذ وقع ضحية للتفكير السلبي الذي أنهكه كثيرا حتى أصبح يؤمن أن هناك من يحاربه ويقف ضده ويسعى لتدميره، وهذا التفكير هو من قاد اللاعب إلى الهبوط الحاد في مستواه، وبالتالي إلى وجوده خارج حسابات مدرب الأهلي أو حتى مدرب النصر بعد انتقاله له الموسم الماضي، ويبدو أن مالك معاذ من اللاعبين الذين غادروا الملاعب من السلم الخلفي، فبعض اللاعبين يتوقع أن تظل الجماهير تهتف لها حتى عندما تنخفض مستوياتهم الفنية، وهذا الأمر غير صحيح فالجماهير في كل دول العالم تبحث عن من يصنع الفارق ويضيف الإنجازات لفرقها، وأي لاعب ينخفض مستواه تبدأ بالبحث عن نجم بديل يقود الفريق لتحقيق الألقاب، وهذا الأمر الذي لم يعه مالك معاذ فكانت نهايته سريعة، ومن الصعب جدا عودته إلى مستواه الطبيعي إلا إذا عمل على تطوير نفسه، والبعد عن التفكير السلبي والذي تسبب في تدمير كثير من اللاعبين وكان السبب الرئيسي في رحيلهم المحزن عن الملاعب. المدرب الوطني محفوظ حافظ أكد أن هناك عدة ظروف تسببت في تدني مستوى اللاعب مالك معاذ، وقد تكون الإصابات المتكررة التي لحقت باللاعب أحد تلك الظروف، في ظل سوء الإعداد اللياقي للاعب بعد الإصابات، ولكن أعتقد أن مشكلة اللاعب الرئيسية والتي تسببت في تدني مستواه وابتعاده عن تمثيل فريق الأهلي في الفترة الماضية يعود بالدرجة الأولى إلى الأوهام التي يعيشها اللاعب صباح مساء وتشكيكه في أن بعض من حوله تسبب في تدني مستواه وغيابه عن التهديف، وبكل أمانة من عجل بنهاية مالك معاذ هو التفاته بشكل كامل لعدد من الأمور البعيدة كل البعد عن كرة القدم، وهذه المشكلة التي واجهت مالك معاذ في الفترة الماضية، ومن الصعب أن يعود أي لاعب إلى مستواه إذا ظل أسيرا للأوهام والشكوك.