أكد الرئيس الانتقالي المصري المستشار عدلي منصور أن الشعب المصري هو صاحب الإرادة الشرعية. وقال في كلمة وجهها إلى الشعب المصري مساء اليوم بمناسبة ذكرى انتصار العاشر من رمضان: " امتثالاً لتلك الإرادة جاء تشكيل حكومة وطنية من الكفاءات القادرة على القيام بتحديات اللحظة الدقيقة خطوة سبقها إعلان واضح عن مسار لتصحيح ما أعوج في الوضع الدستوري، تلتها خطوة تأسيس إطار وطني مؤسسي للعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية أطلقناها في اليوم الأول من شهر رمضان". وأوضح أن إطار العدالة والمصالحة يتجه إلى الجميع دون إقصاء أو استثناء، حيث تمت دعوة مؤسسات الدولة والمجتمع للعمل معًا على إنجاز هدف السلم المجتمعي القائم على العدالة وسيادة القانون وقيم التعايش الإنساني. وأكد أن الشعب المصري وجيشه أذهل العالم قبل أربعين عامًا في حرب العاشر من رمضان، ثم عاد ليذهل العالم من جديد في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، مشددًا على أنها عبقرية الإنسان في بلد طالما وصفه المفكرون بعبقرية المكان. وبيّن منصور أن نكسة 67م كانت استثناءًا صادمًا على تاريخ خاض الجيش والشعب محنة كبرى فيه كانت قاسية على النفس ثقيلة على العقل، حيث كان تقدير الكثيرين أنها محنة دائمة وهزيمة حاسمة لم يدرك هؤلاء فلسفة التاريخ الكامنة لهذا الوطن، كما أنهم لم يدركوا أن آلاف السنيين من الحضارة لا يمكنها أن تزول بفعل عاصفة عنيفة مهما كان حجمها ومهما علت شدتها. وقال: " لقد أمكن للمصريين أن يبصروا الخطى وسط الغبار وأن يسلكوا الطريق بين الركام وأن يعطوا للعالم درسًا في صناعة الأمل، وأمكن لشعبنا وجيشنا أن يخوض حرب الاستنزاف المجيدة بعد أيام من الهزيمة، ثم جاءت حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر واستطاع الجيش المصري أن يحقق انتصارًا كان حديث العالم ولا يزال". وأضاف الرئيس عدلي منصور: "إننا حين نتذكر تلك الأيام المجيدة من تاريخ بلادنا إنما نجدد الأمل في نفوسنا وما كان مستحيلاً جعله المصريون واقعًا وما كان بعيدًا جعله المصريون قريبًا وما كان في نطاق غير الممكن أدخلوه إلى عالم الممكن، ومن هنا يأتي الأمل في تجاوز اللحظة الراهنة إلى مستقبل مشرق ". وشدد على أن مصر تمر بمرحلة حاسمة من تاريخها يريد لها البعض أن تكون طريقًا إلى المجهول ونريد لها أن تكون طريقًا إلى الأفضل، يريد لها البعض أن تكون مقدمة للفوضى ونريد لها أن تكون مقدمة للاستقرار، ويريدون لها أن تكون مدخلاً للعنف والدماء ونريد لها أن تكون تأسيساً لصون الحياة وترسيخ حقوق الإنسان. وأبان أن الذين يريدون طريق الدماء يرفعون رايات خادعة وشعارات كاذبة ويدفعون الوطن إلى حافة الهاوية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا. وأكد المستشار عدلي منصور التزامه والتزام الحكومة في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وقال: " لن يأخذنا الخوف ولا الفزع ولن تأخذنا بالذين يقتلون الأبرياء هوادة أو تهاون وسنخوض معركة الأمن حتى النهاية وسنحافظ على الثورة وسنبني الوطن وسنمضي دون تردد إلى الأمام ولن تعود حركة التاريخ إلى الخلف ولن يقطع أحد طريق شعبنا نحو الحرية والاستقرار". وأضاف: " إننا ندرك إننا جزء أساسي من هذا العالم وندرك أننا لا يمكننا أن ننشغل بتحديات الداخل عن متغيرات الخارج، وندرك كذلك أن ثورة شعبنا في 30 يونيو لم تكن فحسب من أجل تحسين المعيشة وجودة الحياة بل كانت أيضًا من أجل عودة الدور والمكانة " . وقال " إننا نؤمن بالسلام والتعاون بين دول وشعوب العالم ونمد أيدينا لأنصار السلام والرخاء في جنبات الأرض وسنعمل على تأكيد دورنا اللائق في مسار الفكر العالمي وفي مسيرة القرن الحادي والعشرين, لن يأخذنا الماضي من الحاضر ولن يشغلنا الداخل عن المستقبل وسنمضي باتجاه صياغة الوظيفة الحضارية للدولة المصرية