كثيراً ما نسمع بالذات البشرية أو النفس البشرية ونشعر بأنها ذاك الشيء المعقد جداً مع العلم أنه من السهل على الإنسان دراستها والتوصل لفهمها، فصاحبها نفسه قد يحد صعوبة وحيرة في كثير من الأحيان على فهم نفسه، حيث ان الحياة وأسلوبها من حولنا تتغير كذلك الناس أنفسهم يتغيرون مع أيدولوجيات الحياة، فالنفس البشرية تتأثر بالبيئة المحيطة بما فيها من بشر وثقافة ومشكلات وحالة اقتصادية كذلك تتأثر بمرحلة النمو التي يمر بها الإنسان منذ الطفولة إلى مرحلة المراهقة والبلوغ الى النضج والكبر وانتهاء بمرحلة الهرم والشيخوخة، وكما نعلم وقد مر بنا سابقا ان لكل شخص ثلاث حالات في التعامل ألا وهي: شخصية الطفل أو شخصية البالغ أو شخصية الأب والقاعدة هنا أن كل انسان تجتمع فيه هذه الحالات الثلاث من الشخصية ولكن بنسب متفاوتة مما يؤثر على تصرفاته المتعددة وتعرفنا على هذه الحالات يسهل كثيرا من الاتصال والتعامل ويقلل الهوة أو الفجوة بين الآخرين ويقلل كثيرا من الخلافات والمشاكل من خلال تفحص وملاحظة سلوك وتعبير وردة فعل الآخرين في المواقف، ولمزيد من الفهم للذات البشرية استحدث باحثون في علم النفس أداة تحليلية مبسطة تحلل العلاقات المتداخلة بين الفرد والآخرين تتكون من أربع مناطق. 1/ منطقة النشاط الحر: أشياء يعرفها الآخرون وتعرفها انت. 2/ المنطقة العمياء: أشياء يعرفها الآخرون ولا تعرفها أنت. 3/ منطقة القناع: أشياء لا يعرفها الآخرون عنك وتعرفها أنت عن نفسك. 4/ منطقة المجهول: أشياء لا يعرفها الآخرون ولا تعرفها أنت. وكما نعلم أن الانسان يولد وتولد معه حوالي 120 بليون خلية نشطة في مخه وبسبب تآكل الخلايا النشطة مع مرور الوقت وضمور الخلايا الخاملة لعدم استعمالها ينتهي المطاف بالإنسان عندما يكبر وهو لا يملك أكثر من 10 بلايين خلية نشطة في الثانية الواحدة، ويستخدم العقل الواعي 2000 خلية بينما العقل الباطن يستخدم أكثر من 4 بلايين في نفس الثانية لذا شبه مجازاً العقل الواعي ب»النملة» وهو يتضمن الأفكار والمنطق والتحليل، بينما العقل الباطن شبه ب»الفيل» وهو يتضمن الغريزة والفطرة والعواطف والخيال وتشغيل العقل بدرجة عالية من الكفاءة يجب أن يكون بدافع رفع عمليات التطور والتقدم الاجتماعي. لذا يجب على المجتمعات أن تهيئ الفرصة والظروف لإثارة وتشجيع الدافعية الداخلية والخارجية مع الافراد حيث انهما المحرك الرئيسي لتشغيل العقول ويتضح ذلك من خلال ظهور بعض السمات مثل العمل الجاد والرغبة في اقتحام واكتشاف المجهول للبحث عن الأفضل.