من يقود الآخر : النملة أم الفيل ؟! عبر البريد الالكتروني وصلتني رسالة أترك المساحة لها كاملة كما وردتني وأتمنى إدراك فن الإدارة بالذكاء الوجداني " يقول الدكتور بولس : بأن الإنسان يولد وتولد معه حوالي 120 بليون خلية نشطة في مخه . ومع مرور الوقت ومن خلال عملية طبيعية تسمى التآكل ، فإن الخلايا الخاملة والتي لا تستخدم تصاب بالضمور ، وعليه ينتهي المطاف بالإنسان عندما يكبر وهو لا يملك أكثر من 10 بليون خلية نشطة أي لا تزيد عن 8 % يمكنه استخدامها وتوظيفها عبر أنشطة عقله الواعي وعقله الباطن. في الثانية الواحدة يستخدم العقل الواعي حوالي 2000 خلية فقط ، بينما يستخدم العقل الباطن أكثر من 4 بلايين خلية في نفس الثانية ، هذا يعني أننا في كل ثانية نجد 2000 خلية تساعدنا على اتخاذ قراراتنا الواعية بينما تدفعنا 4 بلايين خلية أخرى لاتخاذ قرارات غير واعية وهنا نتساءل : من يقود الآخر عقلك الواعي أم عقلك الباطن ؟! أو من يدير الآخر النملة أم الفيل ؟! تعتبر النملة مجازا أو تعبيرا عن العقل الواعي ، بينما يعبر الفيل عن العقل الباطن وما لم تتعلم النملة كيف تقود وتوجه عقلها الباطن فلن تتمكن من ركوب الفيل والانطلاق لتحقيق أهدافها . النملة هي الجزء الواعي والمدرك من العقل والذي يضم أفكارنا المنطقية والتحليلية أما الفيل فهو الجزء الغريزي أو الفطري من العقل والذي يضم العواطف والخبرات والخيال . وحيث تعودنا أن نوظف وعينا فإننا كثيرا ما نتجاهل أو نغفل عن توظيف فطرتنا وخيالنا وقوانا الداخلية التي تضاهي قوة الفيل . تخيل نملة صغيرة تتجه شرقا وهي تسير على ظهر فيل ضخم !! و مهما بلغت سرعة هذه النملة ، فإنها ستجد نفسها في أقصى الغرب إذا ما سار الفيل في الاتجاه المضاد .. إننا لكي نقود أنفسنا ونحقق أهدافنا ، يجب أن يتحكم عقلنا الواعي بعقلنا الباطن . فالإدارة في تعريفنا تعني : أن ننوي ونعني ونقرر ونتمكن من التحكم بغرائزنا ونغير عادتنا بقصد ، ومع سبق الإصرار والترصد ". لنستنتج بإن الإدارة الناجحة تتفاعل مع المعطيات الحديثة بمعايير دقيقة وتتكيف مع الظروف المحيطة وفق برمجة الوعي حيث النظرة العمومية في السعي المتواصل لتحسين الأداء من أجل الوصول إلى الأهداف المرغوب في تحقيقها حسب الإمكانات المتاحة و استعدادات فريق العمل وبتعبير أصح إن المدير لن يصبح صاحب قرار ناجح دون مرؤوسين تنفيذيين يعون تماماً ما هو مطلوب منهم حسب الأنظمة والتعليمات التي تُتيح لهم حرية التصرف وبالأخص أثناء المفاجآت وعلاج المشكلات، فالشخص المتمرس على مواجهة المواقف والأحداث يُعالج الأمور بطريقة عقلانية وبأسلوب تحليلي جيد، حيث يجمع المعلومات ومن ثم يبدأ بوضع البدائل ويستخدم إجراءاته في اتخاذ القرار السليم .. قطر: يمكنك الآن أن تمتطي أضخم الفيلة وتنطلق نحو تحقيق هدفك العنوان البريدي : مكةالمكرمة ص. ب 30274 - الرمز البريدي : 21955 البريد الالكتروني [email protected]