لم يكن مساء الاربعاء وحتى مساء الخميس عاديا ولجنة القطيف الثقافية تنظم أمسية شعرية كبيرة «ملتقى الشعر الثاني» بمناسبة اليوم العالمي للشعر بحضور أكثر من خمسين شاعرا وشاعرة من المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا ولبنان، في مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف. جاء السباق واضحا بين الشعراء في تلوين نصوصهم وفي المفردات والموسيقى وصنع الجمل الشعرية، كان صراعا رائعا وممتعا بين الشعر العمودي والحر والمنثور، وقوة التصوير ما بين الشعر الفصيح والعامي، كلها ألوان ومسميات كانت حاضرة في ليالي يوم الشعر العالمي، كان الحضور الجماهيري الكبير واضحا بل وأكثر من ذلك التصفيق المتكرر لكل شاعر وخاصة تلك القصائد التي لامست الروح والألم والقهر وأكثرها تلك التي تحدثت عن الوطن. كانت مقدمة مدير الأمسية الشاعر حسن دهيم قطعة شعرية تحدث فيها بشكل مختصر عن اليوم العالمي للشعر والهدف من التجمع الشعري المتنوع. كانت البداية بقصيدة «البكاء تحت خيمة القبيلة» للشاعر والقاص رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي خليل الفزيع , وتلاه الشاعر القادم من أرض النيل مصر العروبة رأفت السنوسي بقصيدة أثارت رغبة الحضور بالتصفيق لأكثر من مرة واتبعه الشاعر الشامي مروان خورشيد والذي غسلت دموعه النص وهو يتلو نص «دمشق»، وتلا كل من الشاعر عضام خليل وأحمد المقدم نصوصهم. وكانت بداية الشعراء الشباب مع صالح الخنيزي الذي قرأ قصيدة مترجمة لأحد شعراء أمريكا .استمرت الامسية تأكل الدقائق وتلتهم الساعات خاصة وهي تأخذ نمط الإثارة والندية فكانت البداية مع الشاعر علي الشيخ والذي لم يترك فرصة الإثارة والندية الشاعر الروائي منير النمر بقصيدة بعنوان «دمشق» كانت مجموعة من الصور الشعرية الرائعة والخيال المتناهي وهو يصور الصراع الإنساني ومحور الشر والخير ما بين البقاء والموت ولقاء الأحباب . الحضور الشعري النسائي انطلق مع الفنانة التشكيلية حميدة السنان وهي احدى القائمين على الاحتفال، فكان نصها عبارة عن محاكاة لتجربة التشكيلي حسين المصوف، فكانت السنان بالنصوص التي سمعها الجمهور، ترسم لوحة تشكيلية جديدة ولكن بعنوان «يوم الشعر العالمي» ثم كان للشاعرة أنعام العصفور نص ينم عن تجربة جديدة لشاعرة تبحث عن مكان بين الشعراء. ثم توالت المشاركات بداية بالشاعر القادم من الحجاز احمد عائل فقيه الذي ابهر الحضور بمجموعة من القصائد تلك التي تحكي البحث في الغربة عن الغربة والوطن الذي هو عشق الجميع، ثم تناثر الشعراء الواحد تلو الآخر وكان منهم محمد الفوز وفريد النمر ومحسن النمر ومحمد الحمادي ومحمد المؤمني وسعود الفرج. ولم تكن الأمسية الثانية مساء الخميس أقل أهمية من الأولى فقد كان سباقا حميما ورائعا خاصة في قوة الإلقاء واختيار الكلمات وصنع الجمل ما بين الشعراء خاصة بوجود شعراء شعبيين طالب الجماهير بإعادة قراءة نصوصهم أكثر من مرة. وكان من ابرز الشعراء ناجي حرابة وزكي السالم وجاسم عساكر وعمار الفرج وحيدر عباس والشاعرة الشعبية ماجدة والشاعر الشاب مهدي السنونة وآخرون كانت القصائد متنوعة. ولربما تكون قصيدة الشاعر السيد هاشم الشخص التي محورها حب الوطن والعيش المشترك بين كل مكونات المجتمع بالحوار والنقاش والتي كان لها نصيب كبير من التصفيق واستحسان الجمهور الحاضر والذي زف الشعراء بكل حب وتقدير في يوم عالمي .