تسبب تأخر الشاعرين عبدالمحسن يوسف وهاشم الجحدلي ومدير الأمسية الشعرية عبدالعزيز الشريف مساء أول من أمس في إثارة بعض القلق لرواد الأمسية الذين جاؤوا مفعمين للاستماع لشعراء غابوا فترة عن منصة الإلقاء مثل الشاعرة لطيفة قاري. وما إن بدأت الأمسية حتى حل الصمت بالمكان وافتتح الشريف وسماهر الضامن الأمسية حيث ألقى الجحدلي قصيدة (لوعة) التي تناولت الهم اليومي بتفاصيل متخيلة هي ونص آخر بعنوان (تهافت اللعاب). ثم ألقى قصيدة (سدرة المنتهى) واستلهم الجحدلي المحكي والمتوارث، رابطا بين فكرة الجذور الأبوية وجذور شجرة السدر. وفي نص (معلقة امرأة) استغل الجحدلي الطقس الشعري الجاهلي في التوليف بين المعلقة والأنثى. الشاعرة قاري ألقت قصيدة (مطر) شاهرة تساؤلاتها منادية فضاء القصيدة باحثة عن وطن/ مكان لذاتها لتهدأ به وألقت قصيدة (صفحة في هوية غريب) التي ضجت بأنين قاري وشجوها المشوش بالغربة وضياع الهوية الذاتية في ظل التابوه الاجتماعي. وفي قصيدة (صاحبي) الحوارية تتضح قدرة الشاعرة واستيعابها صياغة ذات أخرى تنادمها تبث إليها المعتم في حفرة الألم.. ثم ألقت لطيفة في جولة أخرى قصيدتها (ممر) واصفة الحياة اليومية، واستأنفت بعدها ببعض النصوص. الشاعر عبدالمحسن يوسف ألقى بصورة درامية نص (القصيدة) التي تسرد حوارا بين الشعر والوطن والذات ونص (مغادرة) و(سؤال) و( مطاردة) ونص (عتاب) و( صرخة) و(البارحة) وهي مرثية أهداها يوسف إلى والده. تلا ذلك نص (النساء) و(ريبة) و(أشتات الحياة) و( غزل شمالي) واختتم الأمسية ب(نصوص مقتصدة) مهديا إياها الشاعر محمد جبر الحربي ومنها نص (أصدقائي) : (أصدقائي / أيهم قيظي .. ومائي؟ أيهم أمسى قميصي؟ أيهم أضحى عزائي؟... أصدقائي) الأمسية حظيت برضا الجمهور الذي كان يواصل تصفيقه للشعراء الذين شكلوا قصيدة بإلقائهم وبتناغمهم إلا أنه بغياب الشاعرة الإماراتية ميسون القاسمي غابت قصيدة النثر وحضرت العمودية والتفعيلة ليصفق الجمهور للموسيقى الشعرية بالإضافة إلى لغتي الشعر والشعور.