عبر عدد من الناشرين والادباء والمثقفين عن آرائهم حول «معرض الرياض الدولي للكتاب» هذا العام مؤكدين أن حسن التنظيم كان أبرز الملاحظات الإيجابية فيه وأن المعرض يتقدم للأمام حتى انه يعد افضل المعارض العربية وان كانت هناك بعض الامور التي يجب ان تتوافر ليكتمل النجاح.. لا قلق ولا توتر.. انطلاقة حقيقية لثقافة سعودية تناسب متطلبات العصر بآلياته وتقنياته ومصادره المتنوعة، ويجسد حالة ثقافية كنا نتطلع لها منذ فترة طويلة. وهو فرصة رائعة لمعرفة اين نحن من المشهد الثقافي، العربي، بل والعالمي. يقول الدكتور عبدالمحسن القحطاني: حسن التنظيم هذا العام واضح والمجتمع المثقف أحس بأن النفوس مطمئنة ولا وجود للقلق والتوتر وهذه ميزة كبيرة وهذه الميزة أعطت الزوار بأنهم في بيوتهم وهذا الاحساس يجعلك تتصرف تصرفا حميميا وطبيعيا. وأضاف القحطاني: هذه أبرز الملاحظات الايجابية إضافة الى تواجد الكتب والعناوين ثرة وثرية وما يصاحب المعرض من جوانب ثقافية.. فقط نحتاج إلى تخطيط إن صح التعبير بعيد المدى لكي تكتمل المنظومة الثقافية مع الاقتصاد الثقافي ايضاً. ثلاثة أمور.. كما تحدث الدكتور حسن النعمي قائلاً: معرض الكتاب هذا العام أبرز ثلاثة أمور هي الهدوء والجو الثقافي وتواجد الكثير من الشخصيات وكان أشبه بالتجمع السنوي للمثقفين. وأضاف النعمي: حقيقة هذا العام وجدت فيه بعدا ثقافيا وانسانيا من حيث التواصل الاجتماعي والأفكار، كما أن الاجواء ايجابية وغير مشحونة على عكس المعارض السابقة كان فيها توتر وارتباك لكن تجربة هذه السنة موفقة جداً. اقبال كثيف.. الناشر وليد أحوش مدير احدى دور النشر الأردنية قال: «تجربتنا مع معرض الرياض تمتد لأكثر من خمس سنوات وأستطيع أن أقول بأن معرض الرياض يشهد تطورا كبيرا سنة عن سنة في تنظيمه والاقبال الشديد على الكتاب النوعي من الجمهور السعودي، فنحن أمام شباب لا تستطيع أن تمرر عليه أي عنوان، جيل أستطيع أن أقول عنه دون مبالغة عبقري ويعرف ماذا يقرأ» وعن احتكار طلب الكتاب للقارئ النخبوي اجاب «القارئ النخبوي موجود وهو زبون دائم، وأظن الجيل الحالي من الشباب السعودي ينافس هذا القارئ». أهم معرض عربي.. ويقول مسئول مركز الدراسات للوحدة العربية خالد دعيبس «المعرض أثبت أنه أهم معرض في الوطن العربي دون منافس من حيث التنظيم والإقبال الجماهيري، وهناك ضغط شديد علينا من قبل الجمهور على شراء الكتب وأقترح أن يكون المعرض 15 يوما بدلا من 10 أيام بسبب هذا الاقبال الجماهير منقطع النظير». وأضاف: نحن في مركز الوحدة للدراسات العربية كنا نعتمد في السابق على النخبة ولكن اليوم في السعودية يوجد جيل من الشباب والفتيات باحث عن الكتاب وهذا غير موجود في الوطن العربي ككل، أنا لدي الآن كتب نفدت وطلبت إعادة شحن». ويقول مسئول دار نشر سعودية «هذه السنة الثانية التي أشارك فيها بمعرض الرياض للكتاب لهذا وسعدت بالإقبال الذي يشهده معرض الرياض فهناك تعطش للكتاب من قبل القارئ السعودي ملفت حقيقة للنظر، وهذا في ظني يشكل تحديا كبيرا للناشر». فيما يرى القاص جمعان الكرت: معرض الكتاب لهذا العام كان حافلا بكل مدهش بدءا بالحضور الكبير في جنباته من كل الفئات العمرية فضلا عن دور النشر التي قدمت عطاء فكريا وثقافيا ومعرفيا, إلى جانب تخصيص مواقع للقراءة وركن للأطفال وثالث لتوقيع الكتب الجديدة, المعرض احتفالية مبهجة تتكرر كل عام إلا أن هذا العام كان مميزا لخلوه من المنغصات. تظاهرة ثقافية.. ويؤكد الناقد الدكتور سامي الجمعان: ان المعرض بشكل عام تظاهرة ثقافية استثنائية في المملكة لا سيما وأنها حظيت بحضور جماهيري كبير، واللافت هو الحضور الاسري بالكامل وسابقا كنا نرى النخبة المثقفة هي من تحضر ولكن يبدو ان الحالة شهدت تحولا كبيرا والدليل هو الحضور الجماهيري الكبير لكل الاطياف من الناس، وقد كان الافتتاح مناسبة رائعة. ويرى الجمعان ان السلبية الوحيدة هي الاسعار المرتفعة والتي حرمتنا من شراء كمية اكبر من الكتب خاصة واني كنت ارغب في الكثير من الكتب المنوعة. مصدر فخر.. ويضيف الكاتب فاضل العماني: يعد معرض الرياض الدولي للكتاب احد اهم التظاهرات الثقاقية والفكرية التي تعتبر مصدر فخر واعجاب لنا، بل والامر قد يصل لخارج الحدود.. هو انطلاقة حقيقية لثقافة سعودية تناسب متطلبات العصر بآلياته وتقنياته ومصادره المتنوعة، ويجسد حالة ثقافية كنا نتطلع لها منذ فترة طويلة. وهو بصراحة فرصة رائعة لمعرفة اين نحن من المشهد الثقافي، الوطني والعربي، بل والعالمي... كذلك، هو فرصة للالتقاء بين المثقفين السعوديين، فيما بينهم، اضافة الى بعض المثقفين العرب والاجانب.. وعن السلبيات يقول العماني: اما بخصوص سلبياته فيرى، أن هذا امر طبيعي يتناسب وحجم هذا المعرض الثقافي الاهم في المملكة، ومن تلك السلبيات، التنظيم خارج المعرض وأحيانا في الداخل، وهذا الامر أزعج بعض الضيوف والمثقفين والعارضين والزوار، والقائمون على هذا المعرض بحاجة الى حل هذه المشكلة السنوية المزمنة، كما يجب ان تراقب الاسعار في المعرض، لانها غير منظمة ولا يوجد تقيد بالاسعار في اغلبية الدور.. أيضا محاور الفعاليات المصاحبة للمعرض بعيدة في اغلبها عن الواقع الذي تعيشه الساحة الثقافية الحقيقية. فيما يقول الشاعر عبدالله الهميلي: الملفت في المعرض تنوع دور النشر هناك بالرغم من أن بعض دور النشر المحلية أخذت نصيب الأسد في المساحة مقارنة مع بقية دور النشر العربية المتواجدة هناك, وعدم وجود المضايقات من قبل المحتسبين حتى آخر يوم من المعرض ولم تحدث صدامات هناك, لكن ما لم يعجني في المعرض هو ما وجدته من أسعار. كتب مضاعفة أما الإيجابية الكبرى في معرض الكتاب فهي اللقاء بأدباء ومثقفي المملكة من مختلف المناطق فهو فرصة لتوثيق الصداقة والتواصل الإنساني بهم.