ارتفعت في الآونة الأخيرة نسبة مستخدمي الإنترنت من خلال الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على حساب أجهزة الكمبيوتر، في ظل تطور تقنية المعلومات ودعم شبكات الهاتف الخليوية لخدمة تراسل البيانات (3G) و (3.5G). شركات الكمبيوتر تتوجه إلى تكنولوجيا تصغير منتجاتها (اليوم) ومن أهم العوامل التي أدت إلى هذا التحول في سلوكيات المستخدمين توفر أجهزة الهاتف المحمول بشاشات عالية الدقة وحجم معقول، وتوفرها بمعالجات عالية السرعة وسعة تخزين تلبي احتياجات المستخدمين، ودعم متصفحاتها لنظام (HTML) وإمكانية التعديل في الخيارات الخاصة بالشبكات الداخلية لقطاع الشركات مثل (DNS) و(TCP/IP) والشبكات الافتراضية (VPN) بعكس أجهزة الهواتف الخليوية القديمة التي كانت متصفحاتها تدعم ال (WAP) فقط وإمكانية توفر أكثر من برنامج للتصفح بخصائص ومميزات مختلفة، ووجود باقات خاصة بالإنترنت توفرها شركات الاتصالات لمستخدمي الهواتف المحمولة الأجهزة اللوحية بأسعار منافسة وأحجام بيانات مختلفة تصل إلى الحجم غير المحدود، ودعم هذه الأجهزة لدخول الإنترنت من خلال (Wi-Fi) مثل استخدامها في أجهزة الكمبيوتر مما جعل نسبة كبيرة من المقاهي والمطاعم والفنادق وحتى المطارات توفر خدمة الواي فاي المجانية أو بأسعار زهيدة لكسب ميزة تنافسية فيما بينها.وقامت معظم المواقع والشركات والصحف وحتى البنوك بتغيير أنظمة مواقعها لتتوافق مع الهواتف والأجهزة اللوحية، للاستفادة منها حتى في مجال التعليم مع تطور مصطلع (Mobile Learning) أو (M- Learning) إذ بدأت الكثير من الجامعات والمعاهد العالمية بتطوير تطبيقات خاصة بالتعليم تتوافق وتعمل على أجهزة الهاتف والأجهزة اللوحية. وقال محمد الرشيد: إن توفر الإنترنت عن طريق الهاتف الجوال وأجهزة اللوحية وسهولة حمله وخفه وزنه وسهولة التنقل به مما يجعله متوفرا في أي وقت وأي مكان، وأن كثرة انتقال الشباب بين الأماكن العامة مثل المقاهي والمطاعم، وأن توفر هذه الأجهزة بمميزات قد تفوق أجهزة الكمبيوتر هو السبب الرئيسي في انتشارها. الكثير من مستخدمي هذه الأجهزة اقتنوها فقط لحبهم للتغيير ولمجرد أنها أجهزة جديدة وعصرية وتواكب التطور التكنولوجي والموضة فقط، ودون الاستفادة من جميع مميزاتها وخصائصها المتاحة والتي تعتبر لحد الآن مبهمة وغامضة بالنسبة للكثيرين من مستخدمي هذه الأجهزة.وأشار سامي العمودي مدير نظم المعلومات في إحدى الشركات بالخبر أن ميزة الخفة في الوزن وسهولة التنقل جعلت الناس يتحولون من أجهزة الكمبيوتر المكتبية إلى أجهزة الكمبيوتر المتنقلة التي أحدثت نقلة في مجال أداء الأعمال، وهو نفس السبب الذي يجعل المستخدمين ينتقلون من استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى أجهزة الهاتف والأجهزة اللوحية وإضافة إلى ذلك توفر برامج المحادثات على جميع مستوياتها (الكتابية والصوتية والفيديوية) المجانية، وتوفر التطبيقات الخاصة بمواقع التواصل الإجتماعي فيها مثل (facebook، twitter) وحتى تطبيقات المواقع الإخبارية مثل (CNN). وقال المتصفح عدنان طالب: إن استخدام الأجهزة اللوحية وأجهزة الهاتف أقل كفاءة من ناحية أداء الأعمال مثل كتابة الخطابات الرسمية وتجهيز البحوث والتقارير، ومن الناحية الأخرى بالنسبة لاستخدام الأفراد لها فهي تواجه صعوبة في عمليات تحميل الملفات ذات الحجم الكبير، وتفتقر إلى برامج تحرير الصور بكفاءة عالية مثل (Photoshop وIndesign) إلا أننا لا ننكر وجود بعض البرامج في هذا المجال ولكن بكفاءة أقل من أجهزة الكمبيوتر، ومع ذلك فإن أداءها في التصفح قد يتفوق على أجهزة الكمبيوتر من ناحية السرعة، وتخصيص مواقع الإنترنت لنسخ خاصة بمتصفحين المواقع عن طريق الهاتف أو الجهاز اللوحي مثل (Google) و (Youtube). وقال عبدالرحمن القحطاني: إن دعم الأجهزة اللوحية وأجهزة الهاتف الجديد لجميع مميزات التصفح وخدمات البريد الإلكتروني والمحادثات وحتى تصفح الجرائد وقراءة الكتب أكثر متعة وسهولة وتوفير شركات الاتصالات لخدمة تراسل البيانات والإنترنت بأسعار في متناول الجميع، وأن بطارية هذه الأجهزة تدوم أكثر من أجهزة الكمبيوتر، والدعم الهائل لأغلب الشركات الخاصة والدوائر الحكومية والمنظمات الدولية والجرائد والبنوك لتطبيقات هذه الأجهزة هي التي ساعدت على هذا الانتشار السريع لاستخدام هذه الأجهزة في التصفح والمحادثات، وفي ظل افتقارها لبعض الخدمات والوصلات مثل (USB). وعلى الصعيد الأخير يلاحظ أن معظم الشركات الكبرى المصنعة للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وحتى شركات الكمبيوتر تتوجه إلى تكنولوجيا تصغير منتجاتها وإضافة خدمات ومميزات تتماشى مع رغبات المستخدمين العصرية. يذكر أن الكثير من المستخدمين لهذه الأجهزة اقتنوها فقط لحبهم للتغيير ولمجرد أنها أجهزة جديدة وعصرية وتواكب التطور التكنولوجي والموضة فقط، ودون الاستفادة من جميع مميزاتها وخصائصها المتاحة والتي تعتبر لحد الآن مبهمة وغامضة بالنسبة للكثيرين من مستخدمي هذه الأجهزة.