بعد الركود الذي سببته الأجهزة اللوحية لسوق أجهزة الكمبيوتر المحمول التقليدية أعادت أجهزة ألترابوك «Ultrabook» الكمبيوترات المحمولة إلى حلبة المنافسة مجددا. ويتوقع خبراء تقنية أن يساهم ظهور أجهزة ألترابوك «Ultrabook» التي أطلقتها شركة انتل مطلع العام الجاري في زيادة الحصة السوقية لأجهزة الكمبيوتر المحمول، فقد توقعت دراسات وتقارير قامت بها شركة «جارتنر» ارتفاع مبيعات أجهزة الكمبيوتر المحمول بنسبة 4.4 بالمائة لتصل إلى 368 جهازا هذا العام مقارنة مع العامين الماضيين اللذان شهدا ثورة في عالم تقنية المعلومات بظهور الأجهزة اللوحية. ويشير الخبراء إلى أنه مهما كان حجم الكمبيوتر المحمول صغيرا فلن يوازي حجم الجهاز اللوحي، ويؤكدون أن الأجهزة اللوحية قامت عند ظهورها بإلغاء جزء كبير من أدوار الكمبيوتر المحمول ، مثل عمليات تصفح البريد الإلكتروني ومواقع الإنترنت بمختلف أنواعها وأنظمتها،وذلك بسبب استخدام هذه المواقع تقنيات متوافقة مع الأجهزة اللوحية توازي في آدائها أجهزة الكمبيوتر. ويتكهن بعض الخبراء بأن ينهي جيل ألترابوك عصر الأجهزة اللوحية قريبا، كونه ألغى فارق الحجم ، بفضل تصنيعه بمميزات وأحجام أقل سمكا وأخف وزنا وأعلى آداء من بعض «اللوحيات» . أجهزة ألترابوك وسعت الفارق مع الأجهزة اللوحية ، وعالجت بعض القصور في عمليات تحميل الملفات ذات الحجم الكبير وآداء مهام تحرير الصور والفيديو بكفاءة عالية بإستخدام برامج متخصصة مثل «الفوتوشوب» و «إن ديزاين» وأكد مشعل الحميدان المحلل في نظم المعلومات أنه على الرغم من التطور الهائل الحاصل في مجال تصنيع الأجهزة اللوحية ، إلا أن قدراتها ما زالت محدودة جدا مقارنة بأجهزة الكمبيوتر، ومهما تطورت وزادت سرعات المعالجات والذاكرة التي تحتويها ومساحاتها التخزينية، إلا أنه من الصعب عليها منافسة قدرات الكمبيوتر المحمول وخاصة بعد ظهور جيل ألترابوك الذي قلص فجوة الحجم كما يسهل التنقل به لخفة وزنه والذي بقي حتى زمن قريب معضلة للمستخدمين، فوحدات التخزين التي لا يتعدى حجمها 64 جيجا بايت في الأجهزة اللوحية، نظرا لاستخدام رقاقات التخزين «SSD» تعطي سعة أقل من أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تعتمد في وحدات تخزينها على أقراص صلبة «HDD» والتي يصل متوسط سعتها إلى 250 جيجا بايت في الأجهزة المتوسطة الأداء، إلا أن أجهزة ألترابوك تعمل على نفس تقنيات التخزين المستخدمة في الأجهزة اللوحية لكن بأحجام أكبر تصل إلى 265 جيجا بايت باستخدام رقاقات التخزين «SSD»، وبعضها الأخر تصل سعته إلى 500 جيجا بايت في الأجهزة المعتمدة على أقراص صلبة «HDD» المصغرة. وتابع الحميدان» أجهزة الألترابوك حالها كحال الأجهزة اللوحية في جوانب الصيانة والترقية، فأجهزة الكمبيوتر المحمولة الحالية من السهل على المستخدمين ذوي الخبرات المحدودة تغير بعض الأجزاء فيها مثل القرص الصلب لسهولة تبديله بشكل مباشر، لكن مع أجهزة ألترابوك يعد هذا الشيء صعبا جدا لمحدودي الخبرة كون صيانتها ستكون صعبة خارج مراكز الصيانة لاستخدامها معمارية مختلفة عن الأجهزة المحمولة العادية. وقال الأكاديمي جمال السلطان « أن التقنية تتطور بخطى متسارعة لكن يواجهها الكثير من المصاعب و التحديات التي يواجهها المطورون مثل الحرارة والحجم والبنية المعمارية، لكن أهم ما يشد المستخدمين هو حجم الجهاز، والذي يعتمد على الوحدة المعمارية بشكل أساسي والتي تتكون منها جميع الأجهزة الإلكترونية، فكلما كانت المعمارية متقدمة وبحجم أصغر يصعب السيطرة على ثبات آدائها، لكن تطور تقنيات النانو ساهم في تطوير أجهزة ذات حجم أصغر وبثبات آداء يسهل السيطرة عليه، لذلك تجد الكمبيوترات المحمولة مختلفة الحجم وبثبات آداء جيد». وتابع « معظم الشركات الكبرى المصنعة للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وحتى شركات الكمبيوتر تتجه إلى تكنولوجيا تصغير منتجاتها وإضافة خدمات ومميزات تتماشى مع رغبات المستخدمين، وكثير من المستخدمين لهذه الأجهزة اقتنوها فقط لحبهم للتغيير ولمجرد أنها أجهزة جديدة وعصرية وتواكب التطور وصيحاته، ودون الاستفادة من جميع مميزاتها وخصائصها المتاحة والتي تعتبر حتى الآن مبهمة وغامضة بالنسبة لكثير من مستخدمي هذه الأجهزة، إلا أن أجهزة ألترابوك وسعت الفارق مع الأجهزة اللوحية إذ لم يعد استخدامها مقتصرا على التصفح فقط، بل عالجت بعض القصور في آداء الأجهزة اللوحية مثل عمليات تحميل الملفات ذات الحجم الكبير وأداء مهام تحرير الصور والفيديو بكفاءة عالية بإستخدام برامج متخصصة مثل «الفوتوشوب» و«إن ديزاين» بكامل خيارات هذه البرامج ومميزاتها، وإضافة إلى عدم توفر بعض المنافذ بها مثل منفذ «USB» و»HDMI»«. ويرى الخبراء إن سعي الكثير من مطوري البرامج والتطبيقات لجعل الأجهزة اللوحية توازي أجهزة الكمبيوتر في آدائها على مستوى البرمجيات والتطبيقات والخدمات، ستجعلهم يتجهون إلى تطوير تطبيقات متخصصة في تشفير البيانات والشبكات الخاصة بالشركات لتضاهي أجهزة الكمبيوتر المحمول في خدمات « DNS» و»IPV6» و» VPN» وغيرها من الخصائص والخدمات المتعلقة بالشبكات، إضافة إلى تباين آراء الخبراء والمستهلكين حول مستقبل الأجهزة اللوحية، حيث يرى البعض أن الأجهزة اللوحية لم ينته عصرها بعد، حيث تقوم ببعض بالمهام الأساسية للمستخدمين مثل التصفح وخدمات البريد الإلكتروني والدخول لشبكات التواصل الإجتماعي، فيما يرى آخرون أن أجهزة ألترابوك قلبت الطاولة وغيرت مفاهيم المنافسة في سوق الإلكترونيات .