هل يمكن للهاتف الذكي ان يكون بديلا للكمبيوتر المحمول؟ سؤال يجول في خاطر كثير من مستخدمي الهواتف الذكية ،الذين أصبح باستطاعتهم تنفيذ معاملاتهم وتصفح مواقعهم المختارة عبر الانترنت دون الحاجة للجلوس أمام شاشة الحاسوب. ويؤكد خبراء أن الهواتف الذكية بدأت بالفعل تسحب البساط من تحت أجهزة الكمبيوتر، ومشغلات الموسيقى وحتى التلفزيونات ، لاحتوائها على عدة برامج وتطبيقات بدأت تصل بحلولها إلى جعلها كاميرات مراقبة، فالهاتف النقال لم يعد مجرد جهاز للاتصال الشخصي , بل تعدى ذلك ليصبح مركز معلومات أو سكرتيرا شخصيا متجولا يحتوي على الكثير من المعلومات الخاصة والعامة, وكذلك مركز ترفيه يحتوي على العديد من الألعاب والتصوير للصور الثابتة والمتحركة «الفيديو» والأفلام وسماع الموسيقى والأغاني وأداء أغلب المهام التي يقوم بها جهاز الكومبيوتر المحمول. والأهم من ذلك كله أصبحت معلومات العالم كلها بين يدي المستخدمين . وقالوا إن توفر خدمة البيانات والانترنت في اجهزة الهواتف المحمولة سهل إمكانية التصفح دون الحاجة إلى الربط مع أجهزة أخرى أو وسائل اتصال إضافية أي عبر استخدام وسائل الاتصال الحديثة المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر المحمول، وهذا بحد ذاته كان حلما لم يكن أحد يتخيل ان يراوده قبل سنوات. ويقول الخبير التقني علي العمودي ان أجهزة الكمبيوتر المحمولة كانت خلال السنوات العشر الماضية توفر حلولا فعالة لكافة المستخدمين وخصوصا أولئك الذين يعتمدون في أعمالهم على التنقل والسفر من مكان لآخر ,كونها أدت جميع مهام الكمبيوتر المنزلي وحلت محله تدريجيا, كما هو الحال الآن مع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الجديدة التي وجهت إنذارا الى أجهزة الكمبيوتر المحمولة بأن مصيرها الانقراض إذ لم تتدارك أزمتها وتوفر حلولا لا يمكن لأجهزة الهواتف التي تصغرها حجما توفيرها. ويؤكد العمودي ان بعض الأجهزة اللوحية بدأت توفر خيارات أكثر وحلولا أوسع من الكمبيوتر المحمول كونها بمتناول المستخدمين في أي مكان وزمان و ملازمة لهم في اتصالاتهم اليومية . كما أن التطور الهائل الذي حصل في استخدامات الهواتف الناقلة أشعل الحرب بين اللاعبين الكبار في صناعة هذه الأجهزة وأنظمة التشغيل التي تعمل عليها، مشيرا إلى أن حربا من هذا النوع يجني ثمارها المستخدمون ولا يترتب عليها نوع من الخسائر. فعلى مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2010 تم بيع 100,9 مليون هاتف ذكي «smart phone « في جميع أنحاء العالم ، و في المقابل قد تم بيع 92.1 مليون من أجهزة الكمبيوتر. الأرقام الواردة حسب وكالة «IDC» لدراسة الأسواق ، حيث سجلت زيادة بنسبة 87 بالمائة في مبيعات الهواتف المحمولة خلال الربع الأخير من عام 2009 مقارنة مع مبيعات أجهزة الكومبيوتر التي سجلت ارتفاع ب 5,5 بالمائة فقط. وتوقع تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز أن يتجاوز سوق الهواتف الذكية هذا العام سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية مع ظهور بعض أنظمة التشغيل الجديدة مثل الأندرويد و «IOS»، التي قلبت المعادلة الاستهلاكية, فقد أصبح النظام الجديد المفتوح المصدر حجر الزاوية في إستراتيجية العديد من الشركات المصنعة للهواتف الذكية، والتي تسمح للمبرمجين والهواة تطوير برامج خاصة توسع من خدماتها وأنشطها لتحل محل الكمبيوترات المحمولة. وقال عدنان طالب احد المتصفحين باستخدام الهواتف الذكية أن الخفة في الوزن وسهولة الحمل جعلت الناس يتحولون من أجهزة الكمبيوتر المكتبية إلى أجهزة الكمبيوتر المتنقلة التي أحدثت نقلة في مجال أداء الأعمال، وهو نفس السبب الذي يجعل المستخدمين ينتقلون من استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى أجهزة الهواتف الذكية وإضافة إلى ذلك توفر برامج محادثات على جميع مستوياتها «الكتابية والصوتية والفيديوية» المجانية، وتوفر التطبيقات الخاصة بمواقع التواصل الإجتماعي فيها مثل «تويتر» و «فيسبوك» وحتى تطبيقات المواقع الإخبارية مثل «CNN». وأضاف إن استخدام أجهزة الهواتف الذكية أقل كفاءة من ناحية أداء الأعمال المتخصصة مثل كتابة الخطابات الرسمية وتجهيز البحوث والتقارير، وبالنسبة لاستخدام الأفراد فهي تواجه صعوبة في عمليات تحميل الملفات ذات الحجم الكبير واستعراضها، وتفتقر إلى برامج تحرير الصور بكفاءة عالية مثل «Photoshop» و»Indesign» إلا أننا لا ننكر وجود بعض البرامج في هذا المجال ولكن بكفاءة أقل من أجهزة الكمبيوتر، ومع ذلك فإن أداءها في التصفح قد يتفوق على أجهزة الكمبيوتر من ناحية السرعة، وتخصيص مواقع الإنترنت لنسخ خاصة بمتصفحين المواقع عن طريق الهاتف مثل «GOOGLE» و «YAHOO» . ويرى بعض الخبراء أن التطور الذي حصل في عالم الهواتف المحمولة منذ سنوات قليلة جعلها أكثر جاذبية حيث يمكن من خلالها الحصول على آخر الأخبار وقت حدوثها مما أثرى صناعة النشر والإعلام وأعطاها زخما قويا في تقديم الأفضل, طبعا كل ذلك لم يكن ليحصل أو ممكنا لولا الثورة التقنية الهائلة التي حصلت في عالم الهواتف الذكية والأهم من ذلك شبكات الاتصال التي وفرت البنية التحتية لنقل أحجام كبيرة من الملفات عبر هاتف نقال لا يتجاوز حجمه يد الإنسان.