الآن فقط .. أستطيع أن أعلن عن قلقي لوقوع الكاسر في سنارة السقوط .. !! والآن فقط .. أشعر بعدم قدرة أحرفي وكلماتي على الرهان الذي كنت أفاخر به سابقا .. بأن النهوض بعد السقوط .. حكاية يجيدها القناص .. بل هو من يتفنن في كتابة فصولها .. كوميدية كانت أو تراجيدية .. فالرد كان في قوسه .. والوجع في سهامه ..!! ولكن هذه المرة .. لا أعرف لماذا تتثاقل أسطري .. وتتوقف أناملي كلما حاولت أن أستعيد نغمة عد للركض مرة أخرى أيها القناص ..!! ربما الصوت المرتفع للكاسر فصل جديد لم نعتد عليه في حكايات سابقة .. وربما الاحتجاجات على الحكام دور لم نعهده في شخصيته الدرامية على المسرح الأخضر .. وربما يكون هذا الصراخ عجزا وبديلا عن معالجته السابقة التي كانت تجيد هز الشباك ..!! بالأمس القريب .. كان الكاسر يطفيء سيمفونية التعب كل التعب الذي أحاط به في معركة " التشويه " بهز الشباك .. وبسهامه التي لا تخطئ في نحور من هددوا مسيرته بالكلمة والقلم والمكيدة .. ولكن خطاب هذا الكاسر اليوم ليس كما هو بالأمس .. فقد اعترته رعشة التبرير .. ولغة التصادم على خشبة المسرح الكروي .. فتشتت فكره .. وقل تركيزه .. وضاعت أهدافه ..!! نسى هذا الكاسر أن المعركة لا تحسم بجولة أو جولتين انتصر فيها على من قالوا إنه انتهى .. ولم يعد في أول الصفوف .. وبوصلته نحو المرمى غيرت وجهتها .. ويبدو أن الكاسر نام على وسادة ذلك الانتصار الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .. مع خصوم همهم الأول والأخير تقاطر السيوف عليه .. وغمد خنجر الغدر في ظهره لحسم معركة ركضه داخل المستطيل الأخضر ..!! مابين السقوط والنهوض هذه المرة أيها الكاسر شعرة .. فالمسافة بينهما تقلصت كثيرا .. وطل السؤال مرة أخرى برأسه .. ولكن هذه المرة جاء بثقة أكبر وبسلاح أقوى .. هل عجز القناص عن ترويض صيده في الشباك ؟! ! حتى الآن أيها الفارس .. اسمح لي أن أجيب عن ملايين أحبوك وهتفوا باسمك .. للأسف نعم .. أصبحت عاجزا ولا تملك الحيلة..!! فيما مضى .. كنت واثقا في خطواتك أيها الفتى .. فعندما تقع تنهض بسرعة .. ولا يعدو السقوط أكثر من استراحة محارب .. أما هذه المرة .. فيبدو أنك أصغيت للدمع .. ولم تتدثر بالصمت .. ونال منك من يريدون أن يغتالوا حلمك .. فصبوات الحرف وجمرة اللفظ هزتك .. ورأسك انحنى للريح .. ومجاديفك التي كانت قوية في ساحلها الشرقي تكسرت ..!! ياسر .. في المرات السابقة لم تسقطك كل الرصاصات العمياء .. وتوهجت من جديد كفارس مغوار يأبى أن يخرج من المعركة مطأطئا رأسه .. ونحرت الخصوم كل الخصوم من الوريد إلي الوريد .. عندما أوقفت الرصاص المنهمر المتجه إليك .. وأحدثت برقا .. وأهطلت أمطارا في الشباك ..!! ذاك ردك على الخصوم آنذاك .. فلك الحق هذه المرة .. أن ترد وتنال ممن خنت ثقته فيك .. وأنا أولهم .. إن ترشقهم بسهامك ألف مرة .. ليعودوا إلي رشدهم .. وتستيقظ الكلمات في حضرتك .. تلف وتركض وتمرح أسيرة في حديقة زهورك .. وتتفجر رغبة الاشتهاء بفنون الحرف .. ولكن هذه المرة بثقة أكبر .. فهل سترد؟؟!!