هو شاعر وإعلامي قدير له سنوات طويلة في ساحة الشعر الشعبي ويعرف جميع خباياها وخبايا شعرائها، استضفناه اليوم للحديث عن أمور كثيرة فوجدنا الحوار يأخذنا إلى أمور أخرى والحديث يطول ويطول بشكل مختلف، ولأنه عبدالله حمير الشاعر والإعلامي والكاتب المثير للجدل الذي يملك أغلب أسرار الساحة الشعبية كان لابد من مواصلة سبر أغواره للخروج ولو ببعض ما يخبئه. عبدالله حمير القحطاني استضفناه في هذا الحوار من جزأين، نشرنا الأسبوع الماضي الجزء الأول والذي تحدث فيه عن الشعر والرياضة والصحافة الشعبية حيث ذكر بعض الأسماء التي وصفها بأنها لا تتكرر في تاريخ الصحافة الشعبية، واليوم ننشر الجزء الثاني من الحوار .. تعتمد اسلوب نرفزة الضيف في برنامجك ليلة خميس .. لماذا؟ - أخي عبدالله، يصعقني البعض من المشاهدين، عندما التقيه بالصدفة، وأجده حانقا علي وغاضبا، ويتعامل معي كأني (مجرم حرب)، وأضطر الى التوضيح لهم في عدة نقاط، حتى لا تؤخذ عني صورة سيئة، بينما حتمية العمل الاعلامي الحرفي، تعتمد على ذلك الأسلوب، ونقاط التوضيح للمشاهدين هي ثلاثة: 1- أن نهج برنامج (ليلة خميس) على قناة الساحة، يعتمد على الغوص في كافة الأمور والجوانب المغيبة في تجربة الضيف الشعرية، وتحريك السواكن، حتى يتم توضيح وجهة نظره حيال موضوع معين، وهذه من أساسيات برنامج ليلة خميس. 2- عرض حتى الآن من برنامج ليلة خميس اكثر من 100 حلقة، يعني معقول اي ضيف جديد بيجي ماشاف البرنامج وطريقة تعامله مع الضيوف، ونهج البرنامج الاساسي والذي يعتمد على المكاشفة والمصارحة وسبر أغوار بعض القضايا الحساسة الخاصة بالضيف. 3- برنامج ليلة خميس، برنامج تسجيلي وليس مباشرا، وباستطاعة الضيف بعد انتهاء تصوير الحلقة، في نفس اللحظة أو بعدها بكم يوم، أن يطلب مني حذف سؤال معين أو إجابة معينة في المونتاج لانها تمثل له اشكال شخصي، وبالتأكيد لن أرفض، لأن ذلك حق مشروع للضيف، بل هناك شعراء قبل تصوير الحلقة يطلبون مني ان تكون الأسئلية نارية وان لا اتردد في طرح أي أسئلة بالغة الخطورة حتى لو كانت شخصية، وهناك شعراء يعرضون أنفسهم بطريقة فجة، وآخرون يعرضون علي مبالغ مالية عالية للظهور في ليلة خميس، باستثناء طبعاً النجوم !!. وأنا لا أقبل الرشوة على نفسي، (ولعن الله الراشي والمرتشي) وبعضهم يطبق نظرية دزني واطيح،،، وآخرون نظام مشتهي ومستحي، فالبرنامج ليس برنامجا ستفزازيا بمفهوم الاستفزازية، إنما هذا نهجه وإطاره العام!، لذلك لا تظلموا عبدالله .. أيها المشاهدون. هناك اسماء شعرية ترفض الظهور معك في البرنامج لماذا؟ - هم عدة أسماء لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وهؤلاء وراءهم (بلاوي متلتله) .. وأشياء (تطيح الوجه) .. لذلك يخشون الظهور معي، لأني سوف أطرح تساؤلاتي حول كل الأمور صغيرها وكبيرها، وغير ذلك ثقتهم بأنفسهم مهزوزة، وتفكيرهم سليم ، بعد الخروج معي في برنامج ليلة خميس، لأنهم راح يكونون، (سالفة على كل لسان) .. نحن رمينا الخطوط الحمراء وراءنا بمسافة بعيدة !!، أذكر أن أحد الشعراء الرائعين وممن أحبهم شخصياً، وقبل الاستضافة في برنامج ليلة خميس، وقبل ان تدور الكاميرا لبدء التصوير، قام سريعاً و(حب خشمي) طالباً مني ان لا اتطرق لموضوع شخصي، حيث انتشر له في تلك الفترة بلوتوث وهو يتراقص في أحد الملاهي الليلة الخارجية وقد احترمت رغبته تلك. هل يخافون من ان تقوم بعملية تصفية حسابات في اللقاء؟ - أنا يا عبدالله، أبعد ما أكون عن الدخول في دائرة اللعبات القذرة تلك، تصفية الحسابات ان كان هناك تصفية حسابات، تكون خارج إطار البرنامج، ويكون خصمك في كامل قوته لمواجهتك، وليس في كامل ضعفه وهذه آخلاق الشجعان .. فلا مجال ان يكون برنامج ليلة خميس ساحة لتصفية الحسابات لي او لغيري وضيفي اعتبره بمفهوم الضيف الحقيقي الزائر لمكاني .. وله مني كل احترام وتقدير وحدتي عليه لا تتجاوز تجربته الشعرية فقط أما خصوصياته .. فلا أعتقد ذلك .. من اكثر شاعر استضفته واكتشفت بأنك لم نكن تعرفه قبل الحوار؟ - هناك للأمانه أسماء كثيرة، كانت ربما مغيبة نفسها اعلامياً، بينما تجربتها الشعرية جداً مضيئة، ولكنهم ربما فضلوا البعد عن ضجيج الاعلام، والاثارة الصحفية، عكس الكثير من زملائهم في شعر النظم او المحاورة، فباتوا مغيبين عن المشهد الاعلامي، وحاضرين فقط بتجربتهم الابداعية وهناك الكثير فعلاً ممن استضفتهم في برنامج ليلة خميس، اصابتني الصدمة، بعد استضافتي لهم، ان لهم حضور لدى المتلقي وفي ذاكرة الشعر، بينما هم ابعد مايكون عن الحضور الاعلامي، طبعاً لا ارغب في ذكر أسماء محددة واغفال أسماء أخرى، حتى لا اقع في الاحراج، بينما هناك العكس، وهذا الامر فعلاً صدمني استضفت شعراء لهم حضور اعلامي كبير، وشهرة، ولكنك تصيبك الدهشة إما من حديثهم خلف الشاشة، وتتضح ضحالة التفكير عندهم او حتى ضعف التخاطب الثقافي، وهذين النموذجين أشعرانا أن الاعلام في احايين كثيرة قادر على صنع نجم من لا شيء، او هضم حق شاعر مبدع، لانها لايحب الترزز امام كاميرات التصوير. هل مازلت تبيع قصائدك؟ -في سؤالك الكثير من الخباثة، فأنت تستبق الاجابة من خلال السؤال، ورغم ذلك، لازلت اقول كنت فيما سبق من سنوات، اكتب قصائد اصور فيها معاناة اشخاص معينين، واهديهم تلك القصائد اللي تحاكي معاناتهم، كاهداء بدون مقابل، ماعدى ذلك، فيشهد الله اني لم اتخذ الشعر وسيلة اتكسب من خلالها المال، وغير ذلك أنا بخير مادياً، بعيداً عن الشعر وغيره، ولست بحاجة كي أبيع قصيدة من قصائدي، ورغم ذلك سأطرح موضوع هنا يتعلق بقضية سابقة، تتعلق بسرقة الشاعر منصور الشادي لقصيدتي بالراحة والتي تغنت بها الفنانة أحلام، وكانت من الحان الملحن بديع مسعود، وتفاجأت حال صدور البوم أحلام، ان أغنية (بالراحة) وضعت باسم الشاعر منصور الشادي (منصور البلوي) وطالبته في وقتها بمليون دولار كتعويض عن سرقة قصيدتي، وهاتفتني حال فتحي ملف القضية في الصحافة الفنية، وطلبت مني ايقاف اي حملة اعلامية، حول هذه القصيدة، التي تغنت بها، وأكدت لي انها ستسعى لرأب الصدع وحل هذا الخلاف سريعاً، بشكل يرضي الجانبين، وتوقفت احتراماً للفنانة أحلام، والتي تجمعني بها وبزوجها مبارك الهاجري، علاقة خاصة، فوق كل الماديات، وحتى الآن وبعد مضي 4 سنوات لم يحدث جديد بخصوص هذه القضية، وانا لازلت صامتا احتراماً لاحلام ولوعدي لها! ماهي اخر قصيدة قمت ببيعها ولمن؟ - ذكرت لك آنفاً أنني لا أبيع قصائدي، قصائدي يا عزيزي، هن بنات خيالي، ولن افرط فيهن مهما كانت المسببات والحاجة، ولمعلوميتك، بعد ربع قرن، في ساحة كتابة الشعر، وبعد ان اصابني الملل من كتابة الشعر، وانطفاء جذوة المعاناة، اصبحت أفكر بشكل جدي، في احضار شعراء مستأجرين، يكتبون لي قصائد، وانشرها باسمي، أسوة بما يفعله بعض الاثرياء، وأمنحهم مقابلا ماديا مجزيا. اكثر من 30 سنة في الساحة .. متى شعرت بالخذلان؟ - شعرت بالخذلان الفعلي، بعد خروجي من مجلة أصداف، التي أسستها، وكنت صاحبها ورئيس تحريرها وكان ذلك عام 1999م اكتشفت وقتها ان شعراء الساحة الشعبية مع من غلب، ويطبقون نظرية مادية بحته وهي (اللي تكسب به العب به) اصبحت العلاقات في الساحة الشعبية، مرتبطة بالعلاقات، وعندما تترك مكانك كصحفي او رئيس تحرير فالكثير من شعراء الساحة الشعبية يمرون من أمامك، ويستخسرون ان يردون عليك السلام حتى، وقد فادتني تلك التجربة كثيراً في حياتي، فعرفت جيداً، كيف اتعامل مع تلك النوعيات، بالطريقة التي تناسبهم. كلمة أخيرة ابو نواف؟ - شكراً لكم ولجريدة اليوم على هذه الاستضافة، وأتمنى أني كنت ضيفا خفيف الظل على جميع الأحبة من قراء سيدة المطبوعات السعودية، جريدة اليوم، ولكم حبي وعميق شكري.