قتل 80 شخصا على الاقل واصيب نحو 200 اخرين في اعتداء جديد استهدف السبت الشيعة في المنطقة الجنوبية الغربية المضطربة في باكستان، البلد الذي يشهد صعودا كبيرا للنزعة الاصولية المتشددة واعمال عنف ضد هذه الاقلية الدينية. وهو من اكثر الاعتداءات دموية ضد شيعة باكستان الذين يشكلون نحو 20% من سكانها البالغ عددهم 180 مليون معظمهم من السنة. واعلنت السلطات المحلية ان عبوة ناسفة وضعت في شاحنة صهريج فجرت عن بعد مساء السبت في سوق محلية ببلدة «هزارة تاون» التي يسكنها الشيعة الهزارة والواقعة في ضواحي كويتا عاصمة ولاية بلوشستان الحدودية مع ايران وافغانستان التي تعد مسرحا للعنف المذهبي بين الغالبية السنية والاقلية الشيعية في باكستان. وتشكل هذه الاخيرة خمس عدد سكان البلاد البالغ 180 مليون نسمة. وقال وزير خان ناصر الضابط في شرطة هزارة تاون لفرانس برس ليل السبت الاحد «لقد اكتشفنا جثثا اضافية بين انقاض مبنى منهار. حصيلة القتلى تبلغ حاليا 80». وكان رئيس شرطة كويتا زهير محمود افاد في وقت سابق عن مقتل 63 شخصا على الاقل واصابة 180 اخرين، مشيرا الى ان غالبية الضحايا من الشيعة.. وكانت الشاحنة الصهريج المحشوة بالمتفجرات متوقفة قرب مبنى من طابقين انهار من شدة الانفجار. تبنت حركة عسكر جنقوي هذا الاعتداء في تصريحات لصحافيين محليين في كويتا. وهذه الجماعة المسلحة التي انشئت في منتصف التسعينات محظورة رسميا في باكستان لكن ذلك لا يمنعها من ارتكاب كثير من الاعتداءات. وذكر شهود عيان ان حشودا غاضبة احاطت بالمنطقة بعد الانفجار وألقت الحجارة على الشرطة المتهمة بعدم حماية الشيعة. وتزايدت اعمال العنف المذهبية ضد الاقلية الشيعية بشكل كبير في السنوات الاخيرة في باكستان وخصوصا في بلوشستان. وتبنت حركة عسكر جنقوي هذا الاعتداء في تصريحات لصحافيين محليين في كويتا. وهذه الجماعة المسلحة التي انشئت في منتصف التسعينات محظورة رسميا في باكستان لكن ذلك لا يمنعها من ارتكاب كثير من الاعتداءات. وتبنت هذه الحركة الشهر الماضي اعنف اعتداء يستهدف الشيعة في باكستان تمثل في هجومين انتحاريين متزامنين امام نادي بلياردو في كويتا اسفرا عن مقتل اكثر من 80 شيعيا. وبعد هذا الحادث المفجع نفذ ملايين الشيعة اعتصاما احتجاجيا امام هذا النادي رافضين دفن اقاربهم. وفي اليوم التالي اقالت اسلام اباد الحكومة المحلية. واستنادا الى منظمة هيومن رايتس ووتش فان اكثر من 400 شيعي قتلوا في باكستان عام 2012 «السنة الاكثر دموية» في تاريخ شيعة هذا البلد. الا ان تزايد اعمال العنف ضد الشيعة منذ مطلع العام الحالي والذي اسفر حتى الان عن مقتل 165 شخصا على الاقل ينذر بان يكون عام 2013 اكثر دموية. ونددت هيومن رايتس ووتش ب»جبن ولا مبالاة السلطات» امام هذه «المذابح التي ترتكب بدم بارد». وأدان رئيس الوزراء الباكستاني راجا برفيز اشرف مساء السبت هذا الاعتداء الجديد وطالب بسرعة القبض على منفذيه واحالتهم الى القضاء. حزب باكستاني يهدد بالانسحاب من الائتلاف الحاكم وفي كراتشي هدد حزب الحركة القومية المتحدة في باكستان بالانسحاب من الائتلاف الحاكم مما يزيد الضغوط على الرئيس اصف زرداري قبل الانتخابات المقرر اجراؤها هذا الربيع. وقال حزب الحركة القومية المتحدة الذي يتمتع بشعبية كبيرة في كراتشي العاصمة التجارية لباكستان انه سينسحب من الائتلاف احتجاجا على قرار السلطات باسقاط التهم الموجهة لمجموعة -مرتبطة بحزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه زرداري- يعتقد أنها ارتكبت جرائم قتل. وقال فاروق ستار القيادي بحزب الحركة القومية المتحدة في مؤتمر صحفي في كراتشي كبرى المدن الباكستانية وعاصمة اقليم السند //الحكومة أطلقت يد المجرمين.// ومن الممكن ان تستمر حكومة زرداري بعد انسحاب حزب الحركة القومية المتحدة من الائتلاف فسيظل حزبه محتفظا بالاغلبية في الجمعية الوطنية في اسلام اباد. لكن خسارة واحد من اهم شركاء التحالف سيؤثر بشدة في حزب الشعب الباكستاني الذي يستعد لمعركة انتخابية صعبة بعد خمس سنوات من الحكم الذي شابته مزاعم فساد واتهامات بالفشل الاداري وعدم الكفاءة.