تبنت حركة «طالبان باكستان» أمس، هجوماً ثالثاً استهدف موكباً للأقلية الشيعية خلال احياء ذكرى عاشوراء في منطقة القبائل (شمال غرب) هذا الأسبوع، وأسفر عن سقوط سبعة قتلى بينهم 4 اطفال و30 جريحاً في منطقة ديرة اسماعيل خان باقليم خيبر باختونكوا. وقال الناطق باسم الحركة احسان الله احسان: «نفذنا الهجوم على الطائفة الشيعية»، مضيفاً: «بين 20 و25 انتحارياً مستعدون لتفجير قنابل وتنفيذ عمليات، والحكومة لن تستطيع وقف هجماتنا». وكانت وزارة الداخلية شددت، بعد تبني الحركة اعتداءين على الاقلية الشيعية تسببا في سقوط 25 قتيلاً في كراتشي وروالبندي، اجراءات المراقبة الامنية لمواكب عاشوراء، وعلقت خدمات الهاتف النقال التي تسمح بتفجير قنابل من بعد في مدن مختلفة. وأظهرت التحقيقات الأولية في التفجير الجديد استخدام المنفذين جهاز تحكم بالتلفزيون لتفجير عبوة زنتها بين 8 و10 كيلوغرامات وضعت على جانب طريق، في ما اشارت وسائل اعلام الى ان فرق الإنقاذ عانت من صعوبات بسبب انقطاع خدمات الهاتف الخليوي في المنطقة. وحذرت معلومات استخباراتية من شن مزيد من الهجمات في الأيام المقبلة بالعاصمة إسلام آباد وكراتشي وكويتا. وستقطع السلطات خدمة الاتصالات بالهواتف الخليوية بالكامل لساعات في المدن الثلاث اليوم بالتزامن مع ذكرى عاشوراء، علماً ان كراتشي شهدت خلال احتفال بذكرى عاشوراء في كانون الاول (ديسمبر) 2009 تفجيراً انتحارياً اسفر عن سقوط 43 قتيلاً. ومع تزايد اعمال العنف الطائفية، انتقدت منظمة العفو الدولية «السجل السيء للحكومة الباكستانية في تقديم الجناة ومحرضيهم الى العدالة»، مشيرة الى ان 39 هجوماً على الاقل استهدف الشيعة هذه السنة، وأدت الى سقوط حوالى 300 من اتباع الطائفة التي تشكل نسبة 20 في المئة من اجمالي السكان. وتركز أجهزة الاستخبارات الأجنبية غالباً على الجماعات المناوئة للأميركيين مثل «طالبان» وتنظيم «القاعدة»، لكنها تولي اهتماماً أقل بمتشددين كثيرين يزدادون قوة، وبينهم عناصر جماعة «عسكر جنقوي» التي يقول مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية انهم كثفوا عمليات التفجير وإطلاق النار التي تستهدف الشيعة بأمل اثارة صراع يمهد الطريق إلى إنشاء دولة دينية سنية.