كويتا (باكستان) - ا ف ب - قتل 11 شخصاً على الأقل امس، بانفجار قنبلة وضعت في سيارة كانت في موقف للسيارات في كويتا جنوب غرب باكستان، وذلك بعد صلاة عيد الفطر مباشرة. وتشهد باكستان موجة اعتداءات دامية ينفذها خصوصاً متمردو حركة «طالبان باكستان» المتحالفون مع تنظيم «القاعدة»، لكن ولاية بلوشستان وعاصمتها كويتا، تشهد ايضاً تمرداً انفصالياً وهجمات متكررة تستهدف الاقلية الشيعية. وقال الضابط في شرطة كويتا محمد هاشم: «لم يعلن احد حتى الآن مسؤوليته (عن الاعتداء) وكل الفرضيات ممكنة، لكن القنبلة انفجرت في حي شيعي». وبحسب المسؤول الآخر في الشرطة إحسان محبوب، فإن فريق نزع الألغام خلص الى ان اعتداء انتحارياً تم تنفيذه بواسطة سيارة. وأضاف: «الحصيلة أصبحت أحد عشر قتيلاً، لأن احد الجرحى توفي في المستشفى». وكانت الحصيلة السابقة أشارت الى سقوط عشرة قتلى. وأصيب حوالى عشرين شخصاً آخرين بجروح. ونقل ضابط الشرطة حامد شكيل عن شهود، أن «القنبلة انفجرت في موقف محاذ لشارع في سيارة اوقفها هناك مجهول ثم غادر المكان». وبين الضحايا امراتان وفتى في الحادية عشرة من العمر. وأكد شهود أن عدداً من السيارت احترق وتضرر منزل بسبب قوة الانفجار. ويُذكر أن حوالى خمسة آلاف باكستاني في سائر انحاء البلاد قُتلوا خلال السنوات الاربع الاخيرة في حوالى 500 اعتداء، غالبيتها انتحارية، نفَّذها خصوصاً عناصر «طالبان». وبدأت هذه الحملة الدموية في صيف العام 2007، بعد ان اعلنت حركة «طالبان باكستان» «الجهاد» على إسلام اباد لدعمها «الحرب على الارهاب» التي شنتها واشنطن منذ اواخر 2001. وتعتبر المناطق القبلية الشمالية الغربيةوالجنوبيةالغربية الحدودية مع افغانستان معقلاً للحركة، وكذلك المعقل الرئيسي في العالم لتنظيم «القاعدة»، والقاعدة الخلفية لحركة «طالبان» الأفغانية التي تحارب قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان، خصوصاً الاميركيين. وتوعدت «طالبان-باكستان» بتكثيف الاعتداءات انتقاماً لمقتل اسامة بن لادن على يد مجموعة كوماندوس اميركية في الثاني من ايار (مايو) الماضي في مدينة ابوت اباد الواقعة شمال اسلام اباد حيث كان يختبئ منذ سنوات. لكن «طالبان باكستان» ومجموعات اسلامية متطرفة اخرى متحالفة معها، تعتبر ايضاً مسؤولة عن هجمات تستهدف بانتظام الاقلية الشيعية. ويمثل الشيعة نحو 20 في المئة من عدد السكان الاجمالي البالغ حوالى 180 مليون نسمة في باكستان، غالبيتهم العظمى من السنة. وقتل آلاف الشيعة في اعمال عنف طائفية منذ اواخر ثمانينات القرن العشرين.