دعا زعماء شيعة في باكستان الجيش إلى السيطرة على كويتا عاصمة إقليم بلوشستان (جنوب غرب)، لحماية أقليتهم غداة مقتل اكثر من 101 شخص في سلسلة هجمات في المدينة، بينها عمليتان انتحاريتان استهدفتا نادياً للبلياردو يقصده أفراد من الطائفة. وشكل ذلك احد أسوأ الهجمات الطائفية في تاريخ هذا البلد الذي شهد أول من امس أيضاً سقوط 22 قتيلاً في انفجار قنبلة خلال تجمع ديني بإقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب). وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه الشديد من الهجمات الإرهابية في باكستان، مؤكداً أنها «أعمال حقودة لا يمكن تبريرها». وفيما تبنت جماعة «عسكر جنقوي» السنية المتطرفة المرتبطة بحركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» مسؤولية الهجوم المزدوج على نادي البلياردو الذي خلف أكبر عدد من القتلى (82)، حذر فرع منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الإنسان في باكستان من أن العنف الطائفي سيزداد، «خصوصاً أن العام الماضي اعتبر الأكثر دموية لشيعة البلاد في التاريخ الحديث، وأن بعض المناطق تعيش تحت حصار». وقال علي ديان حسن، عضو فرع المنظمة الدولية في باكستان: «قتل أكثر من 400 شخص العام الماضي، فيما توضح هجمات أول من امس أن الموقف يزداد سوءاً في كويتا التي تضم حوالى 500 ألف شيعي»، مندداً ب «فشل» الحكومة في حماية هذه الأقلية، «ما يجعله يرقى إلى مستوى التواطؤ في المذبحة الوحشية التي يتعرض لها مواطنوها». وتواجه القوات الحكومية فعلياً مشاكل جمّة في احتواء تهديدات الجماعات السنية المتشددة وتمرد «طالبان باكستان» شمال غربي البلاد، وتمرد البلوش الأقل ظهوراً (جنوب غرب). ووصف الضابط في الشرطة زبير محمود التفجيرين اللذين استهدفا نادي السنوكر في الحي ذي الغالبية الشيعية، بأنهما «أشبه بيوم القيامة»، موضحاً أن «انتحارياً فجر عبوة ناسفة حملها داخل النادي. وأعقب ذلك تفجير انتحاري ثانٍ لسيارة مفخخة أمام الموقع المستهدف، ما أدى إلى مقتل تسعة شرطيين و20 عامل إنقاذ». وفي هجوم ثالث بكويتا، انفجرت عبوة تحت سيارة لقوات الأمن في منطقة مكتظة، ما خلّف 11 قتيلاً وعشرات الجرحى. وشهدت كويتا هجمات عدة استهدفت شيعة من الهزارة الذين يقعون أيضاً ضحية هجمات ينفذها انفصاليون وحركات إسلامية متمردة. أما الهجوم الأكثر دموية في باكستان فيعود إلى 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2007، حين قتل 139 شخصاً في تفجير استهدف موكب رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو. كشمير على صعيد آخر، استدعت وزارة الخارجية الباكستانية السفير الهندي في إسلام آباد، وشارات سبهاروال، للاحتجاج على تجدد أعمال العنف منذ الأحد في إقليم كشمير المتنازع عليه. كما اتهم زعيم جماعة «عسكر طيبة»، المتهم بالوقوف خلف هجمات مومباي عام 2008، الهند بمحاولة إشاعة عدم الاستقرار في باكستان، وتوقع أن يأخذ العنف في إقليم كشمير المتنازع عليه «منحى بشعاً، علماً أننا لا نريد استخدام القوة أو تنفيذ عملية عسكرية، لكن لدى الهنود خيار آخر».