طالب زعماء شيعة في باكستان الجيش أمس، بالسيطرة على كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان (جنوب غربي البلاد)، وحماية الاقليات بعد تبني جماعة «عسكر جنقوي» السنية المتطرفة مسؤولية هجوم مزدوج على نادٍ للبلياردو في حي ذي غالبية شيعية، أسفر عن سقوط أكثر من 82 قتيلاً ليل الخميس - الجمعة. وربط مسؤولون أمنيون التفجير المزدوج في كويتا باغتيال عالم دين سني، في عملية يعتقد بأن متطرفين شيعة وراءها، وضبط قوات الأمن مستودع أسلحة تابعاً ل «عسكر جنقوي»، الجماعة المحظورة التي تمارس العنف الطائفي ضد الأقلية الشيعية منذ نهاية التسعينات من القرن العشرين. وحذر فرع منظمة «هيومن ريتس ووتش» لحقوق الإنسان في باكستان من تزايد العنف الطائفي في البلاد. من جهة أخرى، أعلن «جيش تحرير البلوش» الانفصالي مسؤوليته عن تفجير استهدف سيارة لقوات حرس الحدود في شارع علمدار في كويتا، وأدى إلى مقتل 11 شخصاً. كما شهدت مدينة مينغورة في إقليم وادي سوات القبلي (شمال غربي باكتستان) تفجيرَ انتحاري نفسه داخل مخيم تابع ل «جماعة التبليغ»، ما أدى إلى مقتل أكثر من 25 من رجال الجماعة وجرح عشرات. ومع تجاوز حصيلة القتلى 115 شخصاً في كويتا ووادي سوات، في أحد أكثر الأيام دموية في باكستان، سلط الضوء مجدداً على المشاكل الكبيرة التي تواجهها القوات الحكومية في احتواء تهديدات الجماعات السنية المتشددة وتمرد حركة «طالبان باكستان» في الشمال الغربي، وتمرد البلوش في الجنوب الغربي، علماً أن «طالبان باكستان» نفت علاقتها بالاعتداءات الجديدة. وتزامنت التفجيرات مع استعداد الحكومة لمنع مسيرة ضخمة نحو إسلام آباد دعا إليها طاهر القادري، زعيم جماعة الفرقان الصوفية، بعد مجيئه من كندا الشهر الماضي. وأغلقت السلطات التي لم تمنح القادري إذناً بالتظاهر، مداخل العاصمة ومحطات الوقود فيها لمنع تزود السيارات بوقود، وتخفيف الحركة في الشوارع من أجل تسهيل السيطرة الأمنية عليها، علماً أن مصادر رجحت مشاركة أكثر من 4 ملايين شخص في المسيرة. وأشارت بيانات رسمية إلى استئجار القادري 40 ألف باص، تزيد كلفتها على 8 ملايين دولار، من أجل نقل أنصاره إلى إسلام آباد، حيث سيطالب بتغيير النظام قبل الانتخابات. وتتردد إشاعات كثيرة في وسائل الإعلام حول الجهة التي تقف خلف القادري، وإذا كانت الحزب الحاكم أو الجيش أو قوى خارجية تحاول زعزعة استقرار باكستان.