يبقى الاسم الخالد في سماء كرة القدم العراقية، جمع بين الأداء الراقي والأخلاق الرفيعة، قدم صورة كروية مميزة وعنوانا استثنائيا فاخرا من خلال دورات الخليج، ويُعتبر أحد أساطير الكرة الخليجية التي لا يُمكن أن تنساها ذاكرة دورات الخليج، باختصار هو حسين سعيد أعظم أسطورة عراقية في تاريخ كرة القدم كما يصنفونه .. لا يختلف على موهبته وأخلاقه اثنان .. حاورناه وخرجنا معه بهذا اللقاء .. خليجي 21 على الأبواب .. وأنت أحد أساطير دورات الخليج وأبرز هدافيها.. ماذا تُمثل لك هذه البطولة؟ - بالتأكيد دورات الخليج لها نكهة خاصة بين أبناء الخليج ولها رونق خاص مختلف تماما عن بقية البطولات سواء العربية أو الآسيوية وعندما يأتي الحديث عن دورات الخليج نسترجع الكثير من الأمور المهمة في هذه البطولة حيث إنها ساهمت بشكل كبير في تطور كرة القدم الخليجية وكذلك في تطوير البنية التحتية وحظيت باستقطاب مدربين على مستوى عال أمثال زاجالوا وكارلوس البرتو وغيرهم من أساطير التدريب في العالم إضافة إلى أنها طورت التحكيم في منطقة الخليج وساهمت في إبراز العديد من الحكام الذين وصلوا لمصاف العالمية إضافة للدعم الجماهيري والإعلامي الواسع وأيضا اكتشاف المواهب الكروية المدفونة في منطقة الخليج. هل فعلا قبٍل العراقيون على «مضض» نقل خليجي 21 من العراق إلى البحرين .. وهل كما تردد بأن العراق قادر على استضافة البطولة وإنجاحها؟ - لا أخفيك أخي الكريم أن العراق حظى بتأييد خليجي كبير لاستضافة البطولة 21 في البصرة عندما كنت رئيسا للاتحاد العراقي لكرة القدم وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي الا أنه عقب خروجي من الاتحاد تغير الوضع تماما وتم إصدار قرار بإجماع خليجي على عدم قدرة العراق باستضافة البطولة الخليجية 21 لعدم اكتمال المنشآت الرياضية وبعض الأمور المتعلقة بمسألة التنظيم وإظهار البطولة بشكل يليق بمستوى الحدث الخليجي الكبير لذلك تم إسناد تنظيم البطولة 21 للبحرين على أن تكون البطولة 22 في العراق بإذن الله . ونحن نتحدث عن محفل خليجي 21 القادم في البحرين .. حدثنا أكثر عن ذكرياتك الجميلة مع هذه البطولة؟ - بالتأكيد أحمل ذكريات جميلة مع هذه البطولة خصوصا أنني لا زلت أشهر هداف تاريخي لدورات الخليج بواقع 10 أهداف سجلتها في كأس الخليج الخامسة التي استضافتها العراق لأول مرة في تاريخ دورات الخليج والتي لم يكسر رقمها أي لاعب خليجي حتى الآن ومن الجميل أيضا أنني شاركت في أربع دورات خليجية وهي الدورة الخامسة والسادسة والسابعة والعاشرة ونلت لقب هداف البطولة مرتين خلال الخامسة والسابعة إضافة إلى أنني اخترت ضمن منتخب الخليج. الأتحاد العراقي تدهور به الحال بعد خروجي يقال إن بطولات الخليج «فقدت» نكتها كثيرا عن ماكانت عليه في السنوات الماضية .. رأيك في ذلك وما الأسباب من وجهة نظرك؟ - قد أتفق مع تلك المقولة وذلك لأسباب منها أن اللاعب الخليجي بات يعيش فترة احترافية وليست هواية كما كان ابان الزمن الماضي كون المادة خلال الفترة الحالية باتت عصب الحياة وأصبح اللاعب يظهر مع ناديه بشكل مغاير تماما عن ما يظهر به مع منتخب بلاده لأنه قد لا يجد الدعم الكافي كما في ناديه ويأتي للمنتخب من أجل التشريف وليس التكليف لذلك لا تجده يقدم كرة قدم يمتع من خلالها المتابع إضافة إلى كثرة مشاركات اللاعب الخليجي سواء مع ناديه محليا وخارجيا أو مع منتخب بلاده في مناسبات رياضية مختلفة إما عربية أو إقليمية. هل لا تزال ترتبط بعلاقة وطيدة مع زملائك من نجوم الخليج أم أن الزمن والأيام طوت تلك الصفحات الجميلة؟ - بالتأكيد لا يزال بيننا تواصل وعلاقتنا قوية ومتينة ونلتقي بين فترة وأخرى ولا يمكن أن ننسى الزمن الجميل الذي جمعنا مع بعض فهناك تواصل مع فيصل الدخيل وجاسم يعقوب من الكويت وكذلك ماجد عبدالله من السعودية ومنصور مفتاح من قطر وحمود سلطان من البحرين وعدد من النجوم الذين لا تحضرني أسماؤهم الآن الا أن ما أود قوله أنني لا زلت أملك علاقات قوية ومتينة من نجوم الخليج السابقين. ما أبرز المواقف التاريخية التي لا تزال عالقة في ذهنك عن يكون الحديث عن دورات الخليج؟ - بلا شك هناك العديد من المواقف مابين طريف ومُحزن في دورات الخليج الماضية والتي كنت قد شاركت فيها تحديدا الا أنني لا زلت أحمل ذكرى بطولة كأس الخليج السادسة التي أقيمت في الإمارات والتي انسحب منها منتخب العراق بعد أن كنا على وشك الصعود لمنصة التتويج واستلام كأس البطولة قبل أن نفاجئ بقرار «رئاسي» يطلب انسحابنا من البطولة والعودة إلى العراق حيث تُوج منتخب الكويت على إثر ذلك باللقب وخسرت شرف لقب هداف البطولة بواقع خمسة أهداف وتم شطب اسمي بعد قرار الانسحاب مما كان لتلك البطولة بالغ الأثر على نفسي والتي لا يمكن أن أنساها مدى الحياة. عاد العراق للمشاركات الخليجية مطلع العام 2004م الا أنه لا يزال غائبا عن منصة التتويج طوال الأربع بطولات الماضية .. ما السبب برأيك؟ - ربما عدم اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بهذه البطولة هو ما أضعف سقف الطموح لدى اللاعبين عكس ما كان عليه منتخب العراق ابان الزمن الجميل للكرة الخليجية أضف إلى ذلك أن هناك بعض اللاعبين المحترفين والذين ترفض أنديتهم تفريغهم من أجل المشاركة في بطولة ليس لها قيمة لدى اتحاد كرة القدم الدولي «الفيفا» وإذا تم السماح لهم يكون وصولهم للمشاركة في البطولة قبلها بيوم أو يومين وهذا ما يغيب الإنسجام بين اللاعبين لكن المشاركة القادمة قد تختلف نوعا ما بسبب أن غالبية لاعبي المنتخب من الدوري المحلي أضف إلى ذلك أنهم بصدد خوض غمار بطولة غرب آسيا كإعداد للمشاركة الخليجية وأيضا مباريات تصفيات كأس العالم سوف تعطيهم دفعه معنوية كبيرة وهذا من المتوقع أن يسهم في تقديم المنتخب العراقي صورة مميزة وجميلة تقوده لتحقيق اللقب الخليجي. هل هناك نجم يستحق الآن أن يكون نجم كرة القدم العراقية من وجهة نظر الأسطورة العراقية حسين سعيد؟ - نعم هناك اسم أتمنى أن يستمر على نفس الوتيرة من العطاء والتميز وهو لاعب منتخب الشباب مهند عبدالرحيم الذي تُوج مؤخرا بلقب أفضل لاعب في بطولة كأس أمم آسيا للشباب التي اختتمت في الإمارات وهو مرشح لأن ينال جائزة أفضل لاعب شاب في القارة الآسيوية وصدقني متى ما استمر على تميزه وإبداعه سيكون له شأن كبير في كرة القدم العراقية خلال السنوات القادمة. لهذا السبب لا زلت أعيش مرارة كأس الخليج السادسة اللقب القادم للإمارات و البحرين مهند عبدالرحيم نجم الكرة العراقية المقبل رأيك في كرة القدم الخليجية خلال الفترة الحالية؟ - بصراحة لا أخفيك بأن مستوى كرة القدم الخليجية غير مطمئن وتعيش فترة مهزوزة وذلك لعدة أسباب منها غياب الموهبة وكذلك عدم الاهتمام بالرياضة المدرسية في معظم دول الخليج مما تسبب ذلك في انعكاس سلبي على مستوى المنتخبات والأندية وذلك بدليل النتائج المخيبة والمتواضعة التي تقدمها هذه المنتخبات في المحافل الآسيوية عكس السنوات الماضية. من تتوقع أن يكون بطلا لكأس الخليج 21 القادمة في البحرين؟ - التوقع صعب للأمانة لكن عندما نقيس وضع المنتخبات الحالي أجد أن منتخب الإمارات يملك فريقا منظما ومتجانسا وعناصر فنية مميزة شاركت مع بعض في عدد من المناسبات كان آخرها محفل أولمبياد لندن والتي قدم من خلالها الأبيض الإماراتي مستوى رائعا جدا أضف إلى ذلك منتخب البحرين مستضيف البطولة والذي ربما يستفيد من عاملي الأرض والجمهور ويقدم نتائج مميزة. كلمة أخيرة .. - أشكر جريدة اليوم ممثلة في الميدان على هذا اللقاء الأول لي مع مطبوعة سعودية قبل كأس الخليج متمنيا التوفيق لكافة المنتخبات الخليجية.