دبي - أ ف ب - يعود الفضل في تنظيم دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم الى البحرين، عندما عرض وفد من اتحادها برئاسة الشيخ محمد بن خليفة الفكرة على رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) السابق الانكليزي ستانلي راوس خلال اولمبياد مكسيكو عام 1968، فلقي منه كل تشجيع واطلق يده في وضع الاسس الاولية لهذه التظاهرة الرياضية. ونظراً الى سعيها الحثيث والدؤوب لوضع الفكرة حيز التنفيذ، وجهت البحرين الدعوة الى دول الخليج المنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي آنذاك وهي السعودية والكويت الى اجتماع عقد في 19 حزيران (يونيو) 1969 في مقر بلدية البحرين لبحث مسودة لنظام الدورة عرضت على ممثلي الدول المشاركة فوافقوا عليها بالاجماع واتفقوا على استضافة البحرين للدورة الاولى واقامة المباريات على ملعب مدينة عيسى ابتداء من 27 اذار (مارس). وشاركت قطر في الدورة الاولى بموجب اذن خاص من «الفيفا»، لانها لم تكن دخلت عضوية الاتحاد الدولي في ذلك التاريخ. اما الذين اقروا المشروع فهم: ابراهيم الشامي (السعودية) واحمد السعدون (الكويت) وعبدالعزيز بو زوير وأحمد علي الانصاري (قطر)، والشيخ محمد بن خليفة وسيف جبر المسلم وعبدالله الشروقي وجميل جواد الحبشي (البحرين). وعلى هامش الدورة الاولى، عقد اجتماع لممثلي المنتخبات عدلت خلاله بعض فقرات النظام العام للبطولة، فتقررت اقامة الدورة كل سنتين بدلاً من اقامتها سنوياً واختيار السعودية لاستضافة الدورة الثانية. ونصت احدى الفقرات على ان المنتخب الفائز بالكأس ثلاث مرات يحتفظ بها الى الأبد، على ان تتنافس المنتخبات بعد ذلك على كأس جديدة كما هي الحال في كأس العالم. سيطرت الكويت على معظم دورات الخليج حتى الان، اذ تملك الرقم القياسي في عدد مرات احراز اللقب (9 مرات)، في مقابل 3 مرات للعراق (قبل ان يبتعد عن البطولة) والسعودية، في حين احرزت قطر اللقب مرتين، في مقابل مرة واحدة للامارات، ومرة لعمان، ولم تنل البحرين واليمن هذا الشرف حتى الان.استضافت البحرين الدورة الاولى من 27 مارس الى 3 نيسان (ابريل) 1970، وافتتحها امير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة على ملعب مدينة عيسى الرياضية، وشاركت فيها منتخبات الكويت والسعودية وقطر فضلاً عن الدولة المضيفة، وظهرت الكويت بمستوى عال تفوقت فيه على المنتخبات الاخرى وتوجت بطلة للدورة الاولى عن جدارة. وافتتحت الدورة بمباراة الدولة المضيفة مع قطر، وانتهت بفوز الاولى 2-1. وفي المباريات الاخرى، فازت الكويت على السعودية 3-1، وتعادلت السعودية مع البحرين صفر- صفر، وفازت الكويت على قطر 4-2، وتعادلت السعودية مع قطر 1-1، ثم فازت الكويت على البحرين 3-1.سجل في الدورة 19هدفاً تبادل تسجيلها 11 لاعباً. احرز اول هدف البحريني احمد سالمين بعد 14 دقيقة من مباراة الافتتاح في مرمى قطر، وتوج الكويتي محمد المسعود هدافاً للدورة برصيد 3 اهداف، واختير القطري خالد بلان افضل لاعب في الدورة. قاد المدرب جورج سكير منتخب (السعودية)، وطه الطوخي (الكويت)، وحمادة الشرقاوي (البحرين)، ومحمد خيري (قطر). استضافت السعودية الدورة الثانية، واقيمت المباراة الافتتاحية على ملعب الملز في 15 مارس 1972 في حضور الملك فيصل بن عبدالعزيز، وشاركت في الدورة خمسة منتخبات بعد انضمام الامارات واحتفظت الكويت بلقبها بفارق الاهداف عن الدولة المضيفة.سجلت البحرين اول حالة انسحاب خلال مباراتها ضد السعودية بسبب سوء التحكيم، وتطبيقاً للمادة العاشرة من نظام البطولة، الغيت نتائج البحرين واعتبرت كأنها لم تشارك. تصدرت الكويت الترتيب برصيد 5 نقاط بفارق الاهداف عن السعودية، ولكن بعد الدورة تقررت اقامة مباراة فاصلة لتحديد البطل في حال تعادل منتخبان في الرصيد ذاته من النقاط، وتوّج السعودي سعيد الغراب هدافاً برصيد 7 اهداف، واختير الكويتي فاروق ابراهيم افضل لاعب في الدورة، والسعودي احمد عيد افضل حارس.سجل في الدورة 40 هدفاً بواسطة 17 لاعباً، لكن المعدل انخفض الى 25 هدفاً بعد شطب نتائج البحرين. شهدت الدورة انطلاقة الكويتي جاسم يعقوب الى النجومية، وهو كان صاحب الهدف الاول فيها في مرمى السعودية وتحديداً في الدقيقة 16.وكان فوز الإمارات على قطر 1- صفر الأول لها على الصعيد الدولي، وبات صاحب الهدف سهيل سالم مسجل الهدف الاول لبلاده. كانت نتائج قطر سيئة جداً في هذه الدورة، اذ لقيت شباكها 10 اهداف ولم يسجل لاعبوها اي هدف، كما انها لم تحصد اي نقطة من 3 مباريات (بعد شطب نتائج البحرين). اسرع هدف سجله السعودي محمد المغنم بعد 20 ثانية في مرمى البحرين.احتسبت اول ركلة جزاء في الدورة في مباراة السعودية وقطر سددها بنجاح السعودي النور موسى. انتهت مباراة واحدة بالتعادل بين الكويت والسعودية 2-2. احتضنت الكويت النسخة الثالثة من 15 الى 28 مارس 1974 وارتفع عدد المنتخبات المشاركة الى ستة مع انضمام سلطنة عمان. وزعت المنتخبات على مجموعتين للمرة الاولى، وذلك بعد اجراء مباريات في الدور التمهيدي وفازت فيه الكويت على الامارات والسعودية على قطر بنتيجة واحدة 2- صفر، والبحرين على عمان 4- صفر.وبعد توزيع المنتخبات على مجموعتين، ضمت الاولى الكويت وقطر وسلطنة عمان، والثانية السعودية والامارات والبحرين، وصعد الاول والثاني الى نصف النهائي ولعبا بطريقة المقص.اعتبرت هذه الدورة بداية التطور الفعلي لكرة القدم الخليجية، وللمرة الاولى تضمنت حفلة الافتتاح فقرات فنية شارك فيها اكثر من الفي شاب وشابة، في حضور امير الكويت في حينها الشيخ صباح سالم الصباح. بقي اللقب كويتياً بسهولة بالغة وبسجل ناصع، اذ فاز «الازرق» على السعودية في المباراة النهائية 4- صفر، ولم يفقد اي نقطة وحافظ حارس مرماه احمد الطرابلسي على نظافة شباكه، محتفظاً بالكأس الى الابد. وقاد المنتخبات المدربون بروشتش (الكويت) والمصري صالح الوحش (السعودية) وحمادة الشرقاوي (البحرين) وحليم حسين (قطر) ومحمد حسين شحتة (الامارات) وممدوح خفاجة (عمان). نظمت قطر الدورة الرابعة من 26 مارس الى 15 ابريل 1976 وافتتحها امير قطر الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني. ارتفع عدد المنتخبات بمشاركة العراق للمرة الاولى، واقيمت الدورة بنظام الدوري من مرحلة واحدة، وهددت قطر بالانسحاب مع انها الدولة المستضيفة. فخلال اجتماع اللجنة الفنية الذي عقد قبل يوم واحد من الافتتاح، اعترضت المنتخبات المشاركة على وجود لاعبين غير قطريين في صفوف المنتخب المضيف، وبعد مد وجزر استبعد اللاعبان وهم حسن مختار (مصري) وجمال الخطيب (لبناني). ولوح مندوب قطر بالانسحاب، فرد عليه ممثلو المنتخبات الاخرى بأنهم سيعودون الى بلادهم قبل ان يتلقى الاول امراً من رئيس اللجنة المنظمة بتنفيذ قرار المنتخبات المشاركة حفاظاً على سمعة قطر في المحافل الدولية، وخشية توقيع عقوبات بحقها ان هي خالفت القوانين. وعلى إثر انتهاء الدورة، اعلنت الكويت انسحابها من الدورات المقبلة لكأس الخليج «لأنها بدأت تأخذ مساراً مغايراً للاهداف التي تنظم من اجلها».وكانت قطر صنعت كأساً جديدة للدورة بعد احتفاط الكويت بها الى الابد بفوزها بها ثلاث مرات متتالية، وبلغت تكاليف الكأس الجديدة في حينها 40 الف دولار.احرزت الكويت اللقب للمرة الرابعة بعد منافسة مثيرة مع العراق، فبعد انتهاء المباريات تعادل المنتخبان نقاطاً، وبحسب النظام الجديد لا يمنح الافضلية للمنتخب الذي سجل اهدافاً اكثر، فخاض المنتخبان مباراة فاصلة حسمها الكويتي 4-2، وسجل في الدورة 84 هدفا بواسطة 34 لاعبا، واحرز الهدف الاول القطري سليمان الماس في مرمى السعودية في الدقيقة 19، فيما سجل اسرع هدف باسم القطري يوسف الحجري بعد دقيقتين في مرمى الامارات. احتفظ الكويتي جاسم يعقوب بلقب هداف الدورة برصيد 9 اهداف، وتقاسم الكويتي فيصل الدخيل والعراقي علي كاظم المركز الثاني برصيد ثمانية اهداف لكل منهما، اختير السعودي خالد التركي اللاعب المثالي، ورفعت البطاقة الحمراء مرتين والصفراء 16 مرة. اختير الكويتي احمد الطرابلسي افضل حارس، والعراقي مجبل فرطوس افضل مدافع، والسعودي خالد التركي أحسن لاعب وسط، والعراقي علي كاظم افضل مهاجم، وكان المدرب العماني ممدوح خفاجة المدرب العربي الوحيد في البطولة. في ايار (مايو) 1977، عقد اجتماع لممثلي الاتحادات الخليجية في الامارات، فطرح اقتراحان ينص الاول على اقامة الدورة كل ثلاث سنوات، والثاني يتنبى اقامتها كل سنتين.ونظراً لعدم اكتمال المنشآت الرياضية في الامارات، اعتذرت الاخيرة عن عدم احتضان الدورة الخامسة، فتقدم العراق بطلب استضافتها وحظي بالموافقة على اقامتها من 27 مارس الى 10 ابريل 1979.واحرز العراق اللقب عن جدارة بفوزه في جميع مبارياته، كما انه لم يدخل مرماه سوى هدف واحد، وحلت الكويت ثانية.ولقيت الكويت الخسارة الاولى منذ انطلاق دورات الخليج وكانت امام العراق 1-3، وسجل في الدورة 70 هدفاً، وتوج العراقي حسين سعيد هدافاً برصيد 10 اهداف، وسجل سعيد الهدف الاول في الدقيقة 48 في مباراة الافتتاح.مدربو الدورة الخامسة هم: عمو بابا (العراق)، جاك مانسيل (البحرين)، وجورج سميث (عمان)، ودون ريفي (الامارات)، وحسن عثمان (قطر)، وكارلو البرتو (الكويت)، وديفيد ودفيلد (السعودية). انتهت ثلاث مباريات بنتيجة واحدة هي 7- صفر، اذ فازت الكويت على الامارات، والسعودية على قطر، والعراق على عمان.برز اللاعب الكويتي الشاب (21 عاماً) يوسف سويد الذي تميز بتسديداته القوية، كما تألق السعودي ماجد عبدالله. استضافت الامارات كأس الخليج السادسة من 19 مارس الى 4 أبريل 1982 وافتتحها الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان وسط مهرجان كبير تخللته لوحات فنية رائعة، وحضرها رئيس اللجنة الاولمبية الدولية في حينها خوان انطونيو سامارانش.فازت الامارات في المباراة الافتتاحية على قطر بهدف وحيد سجله فهد خميس، في حضور النجم البرازيلي بيليه.وفي اليوم التالي للافتتاح، تسلم رئيس الوفد العراقي رسالة من الرئيس صدام حسين طالبه فيها بانسحاب المنتخب العراقي من الدورة لمصلحة نظيره الكويتي الذي كان يستعد حينذاك لتمثيل الكرة الخليجية في مونديال اسبانيا عام 1982. واستقبل منظمو الدورة القرار بالدهشة والاستغراب، واجتمع رئيس الامارات مع رؤساء الوفود المشاركة ورفعوا مذكرة الى الرئيس العراقي للعدول عن قراره من دون جدوى فاستبعد العراق والغيت نتائجه. توجت الكويت بطلة بعد ان تصدرت الترتيب برصيد 8 نقاط، اما البحرين (7) والامارات (6) والسعودية (5) وقطر (4) وعمان (من دون نقاط)، وسجل في الدورة 38 هدفاً، فيما سجل اسرع هدف باسم البحريني يوسف شريدة في الدقيقة الاولى في مرمى السعودية، وكان اول هدف في الدورة كان من نصيب الاماراتي فهد خميس في مرمى قطر. توج اربعة لاعبين هدافين للدورة وهم يوسف سويد (الكويت) وماجد عبدالله (السعودية) وابراهيم زويد وسالم خليفة (البحرين) وسجل كل منهم 3 أهداف. شهدت البطولة طرد 5 لاعبين هم جمال فرحات (السعودية) وسلطان جمعة (قطر) وسعيد عبدالله (الامارات) وغلام خميس ومحمد مصيبح (عمان). وفي غياب نجوم الكويت، تنافس العراق وقطر على اللقب بشراسة. وتمكنت قطر من التغلب على العراق 2-1، لكنها عادت وخسرت امام الامارات، فتعادل المنتخبان نقاطاً وخاضا مباراة فاصلة انتهت بالتعادل صفر- صفر قبل ان يحسمها العراقيون بركلات الترجيح ويتوجون للمرة الثانية. بلغ عدد الاهداف التي سجلت في الدورة 46 هدفاً، واحرز الهدف الاول البحريني خليل شويعر في الدقيقة 74 من مباراة الافتتاح، اسرع هدف سجله الاماراتي عدنان الطلياني في مرمى قطر بعد مرور اربع دقائق، وتوج العراقي حسين سعيد هدافاً برصيد 7 اهداف، وشهدت الدورة فوز الامارات على الكويت للمرة الاولى في تاريخ دورات الخليج. بعد 19 عاماً على استضافتها الدورة الاولى، عادت البحرين لتحتضن الدورة الثامنة من 22 مارس الى 7 ابريل 1986 التي افتتحها اميرها الشيخ عيسى بن خليفة، والتقى في المباراة الافتتاحية منتخبا البحرين والعراق حامل اللقب وتعادلا سلباً. استعادت الكويت مستواها الذي اهلها الى احراز ستة القاب، فحلت اولى من دون اي منافسة تذكر بفارق 4 نقاط عن الامارات. اسرع هدف سجله البحريني حمد محمد بعد 6 دقائق في مرمى السعودية، وتوّج الاماراتي فهد خميس هدافاً برصيد 6 اهداف، كان حارس مرمى قطر محمد وفا (38 عاماً) اكبر اللاعبين سنا، اما اصغرهم فكان الاماراتي ابراهيم مير (16 عاماً)، صالح زكريا هو اول مدرب محلي يقود الكويت الى احراز اللقب. شهدت الدورة اول فوز للسعودية على العراق في تاريخ المسابقة (2-1)، وايضاً الفوز الاول للبحرين على السعودية (2-1).