أكتب هذه المقالة لكل من يُهمه الأمر من مسؤولي وزارة التربية والتعليم، حرصا على سلامة معلماتها اللاتي بتن يتساقطن ضحايا لحوادث الطرق الخطرة والمميتة، وهن يقصدن مدارسهن النائية في القرى والهجر البعيدة، حيث رحلات العذاب التي لا يعرفها إلا من كُتب عليه المسير إليها كل يوم . أسباب القتل كثيرة بعضها مباشر وغير مباشر، وبعضها تحريضي، وبعضها مستفز للقتل، تماما كما فزاعة الخط الأحمر الذي تُخوف به مُعلمات الهجر من مديرات بيروقراطيات لا يبالين بواقع حال أو عاقبة مآل، إحدى الضحايا كما كتبت لي إحدى زميلاتها بمداد يضوع برائحة الدم والألم والمعاناة، وقع لها العام الماضي حادث مروع أودى بحياة سائقها، وأسفر عن اصابتها وزميلتين معها بإصابات بالغة، والسبب حرصهن على الوصول قبل وضع الخط الأحمر، الذي كانت ولا تزال مديرتهن تشهره في وجوههن كسيف إرهاب لا تُعامل به حتى مُعلمات المدن القريبات من منازلهن . المعلمة الضحية لم تكن تقوى على مقاومة عنت مديرتها التي ترى الخط الأحمر كل شيء في العملية التعليمية، ونأيا بنفسها عن التعنيف والمحاسبة كانت تحث سائقها على السرعة حتى مع وجود الضباب المعلمة الضحية لم تكن تقوى على مقاومة عنت مديرتها التي ترى الخط الأحمر كل شيء في العملية التعليمية، ونأيا بنفسها عن التعنيف والمحاسبة كانت تحث سائقها على السرعة حتى مع وجود الضباب، والعواصف، والأمطار، التي لا تعترف المديرة بوجودها إلا حين تكون عامة، مفترضة فيما يبدو أنها معيار الطقس في المنطقة، وكون الهجرة تبعد عن الجُبيل نحو 75 كلم حيث سكن المديرة، وعن الخبر والظهران والدمام نحو 195 كلم حيث تسكن بعض معلماتها، فإن الطقس المتقلب ما لم يكن عاما أرجاء المنطقة فالتعذر بأي من ظواهره لا قيمة له عندها! بعض المعلمات آثرن السلامة والتزمن التؤدة في الظروف المناخية الصعبة، ومنطقهن من لا خير فيها لنفسها لا خير فيها لمدرستها، وبعضهن ولاعتبارات كثيرة أكرهن أنفسهن على التبكير وإن تعرضن للمخاطر حتى لا تغضبُ مديرتهن، وإن يكن الثمن سلامتهن التي تعرضت مرارا للحوادث والأخطار، هذه معاناة شريحة من نساء الوطن لطالما زايدنا على وقوفنا إلى جانبهن، مجترين كونهن: الأخت، والبنت، والزوجة، ولكن واقع الحال أننا لم نُقدم لهن ما يُكافئ ذلك، والمعلمة الضحية وقع لها الشهر الماضي حادث آخر لم يُغير في تسلط مديرتها شيئا، فهل المطلوب أن تموت لنشعر بمعاناتها ؟! وما لم تتصد وزارة التربية والتعليم لحماية معلماتها بحزم فستستمر مديراتهن المتعسفات في إساءة معاملتهن إلى ما لا نهاية . [email protected]