يوم دراسي حزين أطل على طالبات ومعلمات مدرسة البنات برحبة الحسني 27 كيلومترا شرق محافظة خيبر، بعد وفاة المعلمتين سامية الجهني، ودلال الحربي، وإصابة 4 معلمات وصفت حالة اثنتين منهن بالحرجة. وكانت المعلمات الست أدين مع سائقهن صلاة الفجر بمسجد محطة الحرمين 70 كيلومترا شمال المدينة، ولم تمض دقائق حتى اصطدمت سيارتهن بمؤخرة شاحنة محملة بأكياس شعير أثناء توجههن إلى مدارسهن في خيبر، ورحبة الحسني. ونتج عن الحادث وفاة المعلمة سامية بخيت الجهني، ودلال عائش حوبان الحربي في نفس الموقع وإصابة عائشة الرحيلي، وهند الملحس، وغزيل محمد نور، وعبير محمد الجبري، وسائق السيارة، ووصفت إصابة معلمتين بالخطيرة والحرجة، واثنتين بالمتوسطة وكذلك قائد المركبة. وتحولت مدرسة المتوفيتين إلى نحيب وبكاء عارم انتاب المعلمات والطلبات، وحتى الحراس لما عرف عن المعلمتين من حسن الخلق وحبهن للعمل رغم الفترة القصيرة التي قضتاها بالمدرسة. وكانت المعلمة سامية الجهني قد نقلت إلى المدرسة من منطقة حائل مطلع العام الدراسي الحالي لتدريس الرياضيات للمرحلة المتوسطة، وتسكن في المدينةالمنورة ومتزوجة ولديها ولد، أما المعلمة دلال الحربي فعينت العام الماضي في المدرسة لتدريس مادة الاجتماعيات، وهي متزوجة، و لديها ثلاثة أبناء وتسكن في المدينةالمنورة. وعلمت "الوطن" أن المعلمات شاركن مع طاقم المدرسة الأحد الماضي في برنامج رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين بمناسبة نجاح العمليتين الجراحيتين له كآخر برنامج تربوي مع الطالبات. وتعد إصابة زوجة قائد المركبة المعلمة هند الملحس خطيرة جدا، حيث كانت تركب إلى جواره، حيث تضررت كثيرا جراء الحادث بعد احتجازها داخل المركبة ليخلصها الدفاع المدني، كما أن إحدى المعلمات انتابتها حالة خوف، وحاولت الهروب من الموقع، حيث تناثرت حقائب المعلمات، وبعض أوراق الطالبات المصححة. وخلا بيان إدارة التربية والتعليم بالمدينةالمنورة والذي وزع على الصحف، وكذلك بيان الصحة من أسماء المعلمات اللاتي أصبن في الحادث، فيما حصلت عليها "الوطن" من مصادرها بمستشفى الملك فهد. من جهته تابع مدير عام التربية والتعليم بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور سعود الزهراني تطورات الحادث، ووجه بتواجد الطاقم الطبي للوحدة الصحية المدرسية بإشراف المديرة الدكتورة ليلى الزامل في طوارئ مستشفى الملك فهد الذي نقلت المصابات إليه، ومتابعة الحالة الصحية والمساهمة في الخطوات الإسعافية والعلاجية للمصابات والاطمئنان عليهن. وعبّر الدكتور الزهراني باسم منسوبي الإدارة العامة للتربية والتعليم عن حزنه ومواساته لأسرتي المعلميتين، ودعائه بشفاء المصابات في الحادث الأليم. مؤكدا أن إدارة التربية والتعليم ممثلة في الإشراف التربوي النسوي والصحة المدرسية تتابع تطور حالة المصابات الصحية. مبينا أنها ستكون محل متابعة المنطقة واهتمام المسؤولين في وزارة التربية والتعليم. وتفقد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطائفي المصابات للاطمئنان على حالاتهن الصحية، موجها الفريق الطبي المعالج بتقديم أفضل الخدمات العلاجية، مقدما تعازيه لأسرتي المعلمتين متمنيا الشفاء العاجل للمصابات وسائق السيارة. وقال الناطق الإعلامي بالدفاع المدني بمنطقة المدينةالمنورة الرائد خالد الجهني: "إن غرفة العمليات تلقت عند السادسة والدقيقة الثانية والعشرين من صباح أمس بلاغا عن حادث تصادم بطريق المدينةتبوك". موضحا أنه تم توجيه أربع فرق من الدفاع المدني لمباشرة الحادث، حيث أخرجت المحتجزات بقص الحديد عنهن. مؤكدا وفاة معلمتين وإصابة أربع معلمات وسائقهن بإصابات بليغة، حيث تم نقلهم عن طريق دوريات أمن الطرق والهلال الأحمر وبمشاركة الإسعاف الجوي التابع للهلال الأحمر إلى مستشفى الملك فهد. وكانت "الوطن" نشرت تقريرا في العدد 3713 "طريق المدينةتبوك يستنزف العابرين والنقل تبحث عن حل"، وأكد حينها مدير عام النقل بالمدينة المهندس زهير كاتب، أن سبب تأخر المشروع هو الاستحكامات التي تعترض الطريق.