واحة الأحساء هي أكبر واحةٍ تختزن النخيل في العالم (بواقع 3 ملايين نخلة) بل هي أم النخيل كما سماها الدكتور غازي القصيبي رحمة الله عليه. لذلك تم تسجيل الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، ولكنها ليست واحة نخيل فحسب بل هي واحة استثمارية تتميز بمزايا ومقومات وبوفرة الفرص وكثرة العوامل التي تساهم في نجاح المشاريع في مختلف القطاعات كالزراعة والتجارة والصناعة والنفط والغاز، وكما أن الأحساء هي أرض النخيل وواحة العلم فهي عاصمة السياحة العربية لعام 2019 وتمتلك أكثر من 30 حرفة يدوية تراثية وهو ما يعزز مكانتها الاقتصادية. برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية حفظه الله عقد أهم المنتديات الاقتصادية على مستوى المملكة «منتدى الأحساء للاستثمار» الذي تنظمه غرفة الأحساء بالشراكة الإستراتيجية مع أرامكو السعودية في تاريخ 20-21 مارس، تحت شعار (الأحساء.. طاقة استثمارية). انطلق المنتدى في عام 2003 وأصبح يعقد بشكل دوري ويركز على دعم حركة الاقتصاد والاستثمار. فهو يساهم في إتاحة الفرص الاستثمارية بما يتماشى مع رؤية 2030 فيما يتعلق بتنوع الاقتصاد ورفع نسبة مشاركة القطاع الخاص وزيادة جذب الاستثمارات الأجنبية وإرساء اقتصاد متنوع ومستدام. ناقش المنتدى موضوعات تهدف إلى إثراء المستثمرين، واستعرض أهم المستجدات ومحددات الاستثمار والتوسعات المستقبلية من خلال أوراق عمل وورش متنوعة. واختتم المنتدى فعالياته بإصدار البيان الختامي ووضع ثماني توصيات ومنها دعم الجهود الهادفة للمحافظة على واحة الأحساء من التعديات لتحقيق استدامتها، وإنشاء مطار جديد في الأحساء يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية ويلبي احتياجات الأفراد وقطاعات الأعمال المتعددة الحالية والمستقبلية. وكذلك تأسيس مركز دولي للمؤتمرات والمعارض يعمل على استضافة واستقطاب الفعاليات المحلية والدولية، والتي تسهم في تطوير القطاعات الاقتصادية والخدمية، ويعمل على تعزيز مكانة الأحساء التاريخية والثقافية والاقتصادية وغيرها. يساهم المنتدى في فتح آفاق جديدة للاستثمارات ذات القيمة المضافة في المنطقة لدعم اقتصاد المملكة وتنوع القاعدة الاقتصادية كما أنه يسلط الضوء على مميزات أحساء الخير والفرص والمقومات الاستثمارية لرجال الأعمال من داخل وخارج المملكة. منتدى يساعد على تهيئة المناخ الاستثماري ويواكب التحولات التي يشهدها وطننا الحبيب في إطار رؤية 2030. منتدى اقتصادي ضخم، حدث مهم جدا، تنظيم رائع، لكن ما يدعو للتساؤل، أين تواجد المرأة في هذا المنتدى؟ لم يكن للمرأة حضور! حوالي ما يزيد على 45 متحدثا لم يكن بينهم غير سيدة واحدة ولم تكن متحدثة بل محاورة. أين تمكين المرأة ودورها الاقتصادي؟! الدور الذي لم تغفل عنه رؤية 2030. المرأة شريكة في مسيرة التنمية ومشاركتها في هذه المنتديات مطلب ضروري فذلك يدعم ويعزز دورها في قطاع الأعمال، وسيكون دافعا نحو مزيد من التألق والعطاء ودافعا لعجلة التنمية. لذلك نأمل أن نرى لها حضورا مكثفا في مثل هذه المنتديات وغيرها ليس لأنها امرأة فحسب بل لأننا لدينا سيدات أعمال سعوديات مبدعات، متميزات، وقادرات على الإنتاج وليكن المعيار في اختيارهن الكفاءة والجودة.