أكد رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر أن برامج التنقيب تبشر بوجود كميات واعدة من الغاز الصخري بقرب الأحساء، وعبر عن تفاؤله بأن يكون لها أثر إيجابي لفتح فرص استثمار مستقبلية كثيرة في المنطقة، مبيناً أن من صميم أولويات أرامكو توطين إنتاج السلع والخدمات التي نستهلكها، وإضافة قيمة لموارد الزيت والغاز والبتروكيماويات التي ننتجها. وأوضح الناصر في افتتاح فعاليات منتدى الأحساء للاستثمار 2016 والمعرض المصاحب في نسخته الرابعة أمس، الذي تنظمه غرفة الأحساء بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي أرامكو السعودية، تحت شعار «طاقة استثمارية» مدة يومين، أن مشروع إنشاء مدينة الطاقة الصناعية على الساحل الشرقي بين حاضرة الدماموالأحساء، التي سبق أن أعلنها وزير البترول والثروة المعدنية في منتدى الأحساء الثالث للاستثمار، مبادرة تحظى بالاهتمام ولا تزال في مرحلة التطوير والدراسات. وأشار إلى أن منتدى الأحساء للاستثمار بدأ يبرز ليس فقط على مستوى المنطقة الشرقية، بل على الصعيد الوطني والإقليمي، كواحد من الفعاليات الاقتصادية المرموقة، مبيناً أن المقومات التي تتميز بها منطقة الأحساء كفيلة بأن تجعل منه أنموذجاً للتنمية الاقتصادية في المملكة. وأشار إلى أن التغيرات المتسارعة والتحديات التي يمر بها الاقتصاد العالمي تجعلنا ننظر بشكل أعمق في مكامن القوة لدينا. وأضاف: «إذا نظرنا إلى مكامن القوة في الأحساء، نجد أن هناك أربعة قطاعات لها مزايا نسبية هي إنتاج الزيت والغاز، والصناعات والخدمات المساندة للطاقة، والزراعة، والسياحة. وعبر عن قناعته أن الأحساء يمكنها أن تكون في صدارة المشهد الاقتصادي عبر التركيز على الاستثمار النوعي في قطاعاتها الأربعة، ومزاوجتها بمحركات النمو في القرن ال21 وهي المعرفة والابتكار والتقنية وريادة الأعمال». وتطرق الناصر إلى قطاع السياحة في الأحساء، موضحاً في كلمته التي حملت عنوان «الأحساء، طاقة استثمارية»، أن الأحساء تملك إمكانات تؤهلها لتكون قطباً سياحياً بارزاً في المملكة والخليج، وذلك بتطوير إرثها الطبيعي والحضاري ومواكبة مستوى التطور الذي تشهده الدول الخليجية الجاذبة للسائح السعودي، إضافة إلى الاستثمار النوعي في بنية تحتية متطورة، وتنمية مجموعة كبيرة ومتنوعة من المرافق الخدمية، ووسائل الترفيه المناسبة والبرامج الجذابة. من جانبه، أكد محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان أن الأحساء تختزن ثروات طبيعة مهمة من النفط والغاز، إذ يتربع على ثراها أكبر حقل للنفط في العالم - حقل الغوار - الذي يسهم بنحو 60 في المئة من إنتاج النفط في المملكة، وبليوني قدم مكعب من الغاز الطبيعي، إضافة إلى موقعها المهم الذي جعل منها البوابة الجنوبية الشرقية للمملكة، الذي أسهم بأن تصبح الأحساء اليوم إحدى أهم أسواق المملكة ومراكزها التجارية، تستمد أصالتها من مقوماتها التي حباها الله بها من سوق كبيرة وموقع مميز، وقدرات اقتصادية وإنتاجيه فريدة. ولئن اشتهرت الأحساء بالزراعة، حيث تأتي في مرتبة متقدمة عالمياً في منتجات وتجارة التمور، إلا أنها أيضاً مركز تجاري وصناعي مهم، تمتد جذوره إلى حقب موغلة في القدم. وقال العثمان: «من القراءة السريعة للتطورات التي يمر بها الاقتصاد الوطني يتبين حجم الفرص الثمينة التي لا يحتاج الأمر معها إلى تأكيد أهمية بذل قصارى الجهد لاستثمارها، وتوظيفها بشكل يعظم العوائد الوطنية ويسخرها لرفاهية المواطن وازدهار الوطن. والمعادلة التي علينا أن نعيها جميعاً هي ترجمة هذه المعطيات إلى أصول واستثمارات تحقق تطلعات المستثمر والمؤسسات العامة في الوقت المحدد، وانطلاقاً من الأهداف الوطنية التي تم رسمها في خططنا الوطنية التنموية». وبيّن أن الأحساء من المناطق الواعدة لتحقيق اقتصاد متطور، كما أنها تزخر بفرص استثمارية مغرية وثرية في مجالات الزراعة والصناعة والسياحة والتجارة، وهي قطاعات مهمة لتحقيق معدلات نمو عالية، لكنها بحاجة إلى مزيد من التسويق والتنظيم، فالأحساء على رغم الإمكانات الكبيرة التي تملكها إلا أن النتائج المتحققة ما زالت دون التوقعات، إنني أعتقد بأن الوقت بات مناسباً لصياغة وبلورة رؤية للاستثمار، بما يسهم في زيادة تدفقات الاستثمار خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في ظل التغيرات المحلية والإقليمية التي تشهدها الساحة اليوم. وأشار رئيس مجلس إدارة غرفة الأحساء صالح العفالق إلى أن الأحساء كانت وستظل واحة العلم، وواحة التسامح والتآلف، وواحة النخيل، وواحة الماء، وواحة الطاقة، وواحة الأيدي العاملة، وواحة العقول المنتجة، مؤكداً أن واحة هذا حالها، جديرة بأن تكون بيئة جاذبة للاستثمار من طراز رفيع. وأشار إلى الغرفة وبالتعاون مع هيئة «مدن»، نجحت في تسريع وتيرة تنفيذ وتطوير المرحلة الأولى من المدينة الصناعية الثانية في الأحساء، بمساحة 10 ملايين متر مربع، وبدء إجراءات التسويق للصناعات الملائمة للمدينة، وكذلك تنفيذ الطريق الرابط بين المدينة والطريق الرئيس، كما تم الانتهاء من مرحلة تسويق المصانع الجاهزة في واحة مدن في الأحساء، بعدد 80 مصنعاً على مساحة قدرها مليون متر مربع، ويتم الآن توقيع العقود مع المستثمرين، إضافة إلى تحويل الأحساء إلى واحة زراعية مستدامة من خلال مشاريع الاعتماد على المياه المعالجة ثلاثياً، لتغطي نحو 82 في المئة من حاجاتها المائية لأغراض الزراعة. وأعلن العفالق اعتزام الغرفة على العمل مع شركائها الاستراتيجيين لرسم خريطة الأحساء الاستثمارية 2030، لتستوعب شيئاً مما تكتنزه الأحساء من موارد بشرية وطبيعية نفيسة، آملاً أن يخط هذا المنتدى ملامحها الأولى، ويضع عليها معالم مشاريع واعدة ترسم المستقبل الاقتصادي للمحافظة، ويعقد لها شراكات استراتيجية جادة تعمل على تحقيق رؤاها، مؤكداً أن واحة الأحساء أرض خصبة تتلاقى فيها عناصر شتى، ومزايا تنافسية عدة، تجعل المخاطرة الاستثمارية في أدنى درجاتها.