حذرت صحيفة «فينانشال تايمز» البريطانية من أن الهندوباكستان منخرطتان في لعبة «حافة الهاوية» بشكل عالي المخاطر. وتابعت الصحيفة في تقرير، منشور الجمعة الماضي: عندما شنت جماعة عسكر طيبة المتمردة في باكستان هجومًا إرهابيًا متطورًا في عام 2008 في مومباي، مارس رئيس الوزراء آنذاك مانموهان سينج ضبطًا شديدًا للنفس وتجنب الحديث عن الانتقام. وأضافت: لكن ناريندرا مودي، رئيس وزراء ولاية غوجارات حينذاك، انتقد باكستان، وانتقد سينغ، ووصف رده على الاستفزاز الخطير بأنه مخيب للآمال. ومضت الصحيفة تقول: في السنوات التالية، سخر مودي، رئيس وزراء الهند، مراراً من رد الحكومة السابقة على مذبحة مومباي، وقال «إن سلفه افتقر إلى شجاعة القيام بضربات جوية ضد باكستان»، وأضافت: بينما يستعد لانتخابات تنافسية بعد عدة أشهر، أثبت مودي أن حديثه الشرس عن الإرهاب لم يكن مجرد تهديد سياسي. وأردفت الصحيفة البريطانية تقول: يوم الثلاثاء، بعد 12 يوماً من مقتل 40 من القوات شبه العسكرية الهندية على يد مفجر انتحاري من جيش محمد في كشمير، وافق مودي على هجوم صاروخي على الأراضي الباكستانية؛ هو الأول ضد جارتها منذ أن ذهب البلدان إلى الحرب في عام 1971. وأردفت: كانت الرسالة، كما يقول أحد المسؤولين الهنود، واضحة: الهند لن تظل مكتوفة الأيدي إذا هاجمها الإرهابيون المقيمون في إسلام آباد. ونقلت عن المسؤول الهندي، قوله: يمثل 26 فبراير نهاية ضبط النفس الإستراتيجي عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب. ومضت «فينانشال تايمز» تقول: بعد يوم واحد من ضربة الهند، ردت باكستان بإرسال طائرات لمهاجمة منشآت عسكرية في الهند، وتابعت: في المناوشات الجوية التي تلت ذلك، أسقطت طائرة من طراز ميج 21 الهندية، وقبض على الطيار، القائد أبهيناندان فارتامان، من قبل جنود باكستانيين. ولفتت الصحيفة إلى أنه برغم إعادة باكستان للضابط الهندي ك «بادرة حسن نية»، إلا أن التوترات لا تزال عالية، ومضت تقول: يحاول المحللون السياسيون تقييم كيف يمكن أن تتطور العلاقة المريرة والمتقلبة بين دولتين نوويتين مسلحتين بعد أسوأ أعمالهما العدائية منذ عقود.