لفت وزير الخارجية الهندي براناب موخرجي أمس الى أن بلاده لم تستنفد بعد الخيارات الديبلوماسية المتاحة أمامها في سعيها الى تقديم المتورطين في هجمات بومباي للعدالة، وأنها لن تقدم على خطوات أخرى الا في حال عدم تحرك باكستان. وقال موخرجي في حديث تلفزيوني:"لم نصل بعد الى نهاية الطريق"، مشيراً أيضاً الى أن لدى الهند أدلة كافية تؤيد ما قاله رئيس الوزراء مانموهان سينغ في الأسبوع الماضي عن تورط"جهات رسمية"في باكستان في الهجوم الذي شنه عشرة مسلحين وأسفر عن مقتل 179 شخصاً. واعتقلت الهند المسلح الوحيد الناجي من الهجوم وهو باكستاني الجنسية. وتقول نيودلهي ان الادلة تربط متشددين باكستانيين بالهجمات. وهي تشمل بيانات من هواتف تعمل بالأقمار الاصطناعية واعتراف المسلح الناجي. وأضاف موخرجي لصحيفة"ستيتسمان"أمس:"لدينا معلومات كافية وأدلة وقرائن". وزاد ان"شدة الهجوم وقوته وشراسته"تظهر أنه خطط له جيداً. ويصبح من الصعب أحياناً الاعتقاد بأن هذا تحضير يجري في أرض لا توجد فيها حكومة، حكومة مدنية، وجاهلة تماماً به". وأبدت نيودلهي إحباطاً متزايداً لما تعتبره تقاعساً من إسلام آباد في اتخاذ إجراء قوي ضد المتورطين في هجمات مومباي. ورفضت باكستان الاتهامات الهندية. وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس ان بلاده ستتعاون في التحقيقات، لكنه أوضح أن القوات الباكستانية مستعدة للدفاع عن البلاد. وأعلن أمام صحافيين في كراتشي:"نحن مستعدون للتعاون الكامل معهم بما في ذلك التعاون في مجال الاستخبارات طالما كان الأمر يتعلق بباكستان". وأضاف:"لكننا لا نريد منهم الحط من شأن باكستان أو السخرية منها من خلال وسائل الإعلام أو الديبلوماسية. باكستان قوية، وجيشها قوي وعلى درجة عالية من الاحتراف ولا حاجة لأن يشعر بأنه مهدد". وأعلنت إسلام آباد أول من أمس انها أرسلت الى الهند رداً على ملف تضمّن أدلة في شأن هجمات مومباي كانت نيودلهي قدمته. لكن وزارة الخارجية الهندية نفت تسلمها أي ردّ. وجددت هجمات مومباي التوتر بين الدولتين اللتين خاضتا ثلاث حروب منذ عام 1947، ما أثار تكهنات في وسائل الإعلام بأن الهند قد تشن هجمات ضد معسكرات للمتشددين داخل باكستان. ورفض موخرجي التعليق على الخيارات الهندية التي تحدث عنها، لكنه قال رداً على سؤال عما اذا كانت الهند تدرس شن هجمات على غرار الهجمات التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة انه لا يمكن المقارنة بين الأمرين. وزاد:"أنا لا احتل أراضي باكستانية كما تفعل اسرائيل وعليه كيف يتسنى المقارنة بين الحالتين". وقال مشرف قبل أن يتوجه الى الولاياتالمتحدة في زيارة خاصة:"نريد أن نكون متوازنين في تصريحاتنا وألا ندلي بتصريحات على أساس المواءمات السياسية التي تؤدي الى هستيريا الحرب". وتوقع خبراء أن تمضي الهند قدماً في الضغط على باكستان والمجتمع الدولي من أجل اتخاذ اجراء. وقال الخبير في الشؤون الاستراتيجية سي. أوداي بسكار:"من المحتمل أن تذهب الهند أيضاً الى الاممالمتحدة في سعيها لاقناع المجتمع الدولي لاعلان باكستان دولة ارهابية". وكتب شاشي تارور وهو نائب سابق للأمين العام للأمم المتحدة في صحيفة"تايمز أوف انديا":"يجب ألا يسمح لباكستان بأن تعتقد أنه سيتم نسيان مومباي بمرور الوقت وأن إسلام آباد ستتنصل من المسؤولية". في غضون ذلك، قال السفير الأميركي في نيودلهي ديفيد مالفورد انه يتوجب على الولاياتالمتحدة ألا تقحم نفسها بين الهندوباكستان وكأنها حكم بين البلدين. ونقلت وكالة"برس ترست"الهندية عن مالفورد قوله:"أعتقد انه يجب تشجيع الجانبين الهنديوالباكستاني ولكن ليس على الولاياتالمتحدة أن تتدخل على أساس أنها الحكم"، وذلك وسط التقارير التي تقول ان إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما تخطط لتعيين مبعوث خاص إلى الهندوباكستان. ورداً على سؤال عن إمكان تعيين مبعوث خاص، قال مالفورد انه لا يعتقد ان هذا الأمر سيحدث. وزاد:"أعتقد ان السياسة الخارجية التي شجعت الجانبين على إجراء محادثات من دون تدخّل الولاياتالمتحدة كانت هي الصواب. كانت مقاربة الرئيس بوش ناجحة وأدت إلى نتائج جيدة". وعن المسألة الكشميرية قال مالفورد إنها"مشكلة خاصة جداً"يجب أن تحلّ على أيدي الهنود والباكستانيين أنفسهم.