في وقت عززت الآمال في الهندوباكستان بإمكان تخفيف حدة التوتر بين البلدين، بعد حضور رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف حفل تنصيب نظيره الهندي الجديد ناريندرا مودي، أبدت جهات كشميرية وباكستانية تخوفها من احتمال تردي العلاقات بين البلدين خلال الأشهر المقبلة ما يزيد التوتر في جنوب آسيا . شريف الذي زار الهند لمدة يومين أمل في لقاءاته الصحافية الهندية بأن يستطيع البلدان وقف سباق التسلح النووي والتقليدي بينهما، والتركيز على التنمية الاقتصادية والتعليم والصحة للشعبين، فيما تضمن خطاب مودي تجاه باكستان اتهامات صريحة باستهداف الهند ومطالب بوقفها هجمات جماعات كشميرية، وإعلان نتائج التحقيق الباكستاني الخاص بالهجوم على مدينة مومباي عام 2008، والسماح بمشاركة السلطات الهندية في هذا التحقيق، وهو ما ترفضه باكستان. الرئيس الأفغاني حميد كارزاي صبّ الزيت على النار بين الهندوباكستان بإعلانه في نيودلهي مسؤولية جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية عن الهجوم الذي استهدف القنصلية الهندية في مدينة هيرات غرب افغانستان مطلع الأسبوع. وكان مودي أعلن أن حكومته ستركز على الاقتصاد ومواجهة البطالة المتزايدة والتضخم المرتفع في الهند، إضافة إلى تأكيد الخيار النووي وزيادة الإنفاق العسكري لشراء أسلحة من الخارج، ما اعتبرته أوساط باكستانية مقربة من المؤسسة العسكرية والحكومة محاولة من نيودلهي لإرهاق إسلام آباد عبر جرها إلى سباق تسلح لن تكون قادرة على دعمه مالياً بسبب تعثر الاقتصاد في السنوات الأخيرة . وتخشى أوساط باكستانية من أن فشل مودي في معالجة المسائل الاقتصادية الداخلية الهندية سينعكس على علاقات البلدين، عبر لفته أنظار الشارع الهندي إلى مشكلة خارجية، واتهام باكستان بالمسؤولية عن أي حادث يقع داخل الهند في المستقبل. كما يثير مودي ريبة لدى شريحة كبيرة من الباكستانيين منذ أعمال الشغب التي شهدتها ولاية غوجارات عام 2002، حين كان يشغل منصب الحاكم، وأسفرت عن سقوط أكثر من ألف قتيل غالبيتهم من المسلمين. لكن دعوته نظيره الباكستاني إلى حفل تنصيبه، أسقط حجج منتقدين كثيرين له، إذ لم يسبق لأي رئيس حكومة في البلدين أن حضر مراسم قسم نظيره سابقاً. ووعد مودي في أول رسالة وجهها أول من أمس، بدفع الهند إلى الانخراط «في الأسرة الدولية لتعزيز قضية السلام في العالم والتنمية». وقال وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية: «نريد علاقات سلمية وودية مع باكستان، ما يتطلب «وقف العنف والترهيب». وأضاف: «أجرينا محادثات حول التبادل التجاري، وأبدينا استعدادنا لتطبيع علاقاتنا الاقتصادية والتجارية».