احذرن يا معشر النساء من هذا الدعاء «الله يسعدك، والله يوفقك» فقد تتهمن بالجرأة، الغزل، الغنج وقلة الحياء، وغالبا سيكون تحرشا مع سبق الإصرار والترصد. وعجبي! لردة الفعل التي صدرت من المذيع تجاه الفتاة المتصلة على القناة. هل استحقت أن تعامل بهذه الطريقة؟ هل من حق المذيع أن يهينها بهذا الشكل القبيح ويمس بكرامتها؟ هل الدعاء أصبح خطأ في هذا الزمن؟ كان من الممكن أن يقطع الاتصال ويكتفي بذلك، إذا كان يرى أن ما قيل غير مناسب. الفتاة المتصلة لم تقل شيئا غير لائق، إنها دعت لضيف البرنامج. أليس ديننا دين تسامح، سلام ومحبة؟ فلماذا كل هذه الانفعالات الحادة التي تولد النفور في موقف لا يستدعي الكثير؟! لقي المذيع من ردات الفعل ما تكفية طوال مسيرته الإعلامية، ولقد أصبح الموضوع "ترند" على "تويتر"، أثار تصرفه استياء شديدا من المغردين، وبالرغم من أن المذيع قدم اعتذاره للمتصلة. ولكن ذلك لم يغفر له فعلته عند رواد المشاهدين واستمرت الحملة ضده. يحتاج العمل في الإعلام إلى الدبلوماسية واحتواء المواقف وحسن التصرف. وهذا من أبجديات الصفات الشخصية الأساسية، بحيث يكون قادرا على المنافسة والإبداع وفرض نفسه بين التدفق والزخم الشديد من العاملين في المؤسسات الإعلامية، وإن كنت لا أغفل محتوى البرامج الذي يجب أن يكون مبنيا على معايير مهنية لتضبط جودة المادة المطروحة. الإعلام واجهة وطنية، والمذيع سفير نفسه وبرنامجه ومحطته ووطنه. وليست هذه الطريقة التي نود أن نعرف بها ونترك انطباعا ايجابيا. إن بعض الإعلامين السعوديين قد تعرضوا إلى مواقف محرجة على الهواء، ولكن لا تقارن بما حدث مع هذا الإعلامي، لكن بمهنيتهم واحترامهم لذواتهم وللآخرين ومشاعرهم تداركوا الأمر وخففوا من وقع المواقف وكأنها لم تحصل. وإن كان أغلب الظن أن هذا التصرف جاء ليحدث فرقعة إعلامية بأسلوب تسويقي فاشل ليشتهر البرنامج الذي لم يكن معروفا من الأساس. فعنصر الإثارة الإعلامية يجلب الجماهيرية وبالتالي ترتفع أسهم البرنامج والمذيع ليصبح أشهر من نار على علم. ولكن ما يدعو إلى الأسى أن هذه الطريقة أصبحت مستباحة لنيل زيادة مشاهدات. لكن ما يثلج الصدر أن الجمهور والمجتمع السعودي واع لمثل هذه المزايدات. بل ودافع عن الفتاة بكل ما أتي من قوة. يستحق هذا الشعب لقب «الشعب العظيم» حيث إنه لا يقبل بالظلم أو الإهانة لأي شخص.