كم من شبابنا من يُدخل ممارسة الرياضة في برنامجه الشخصي لاستثمار وقت فراغه؟ المشاهد أن الكثيرين اعتادوا حياة الدعة والراحة بصورة لم تعد معها ممارسة الرياضة ضمن مفردات أنشطتهم اليومية. حان الوقت للاستمتاع بالرياضة والانضمام إلى الشباب ذوي الاهتمام بلياقتهم ورشاقتهم. لعله من المهم أن يستمع هؤلاء الشباب إلى خبراء الصحة واللياقة البدنية، وتقارير منظمة الصحة العالمية في أهمية ممارسة الرياضة بانتظام من أجل حياة صحية ونفسية جيدة. ستساعدك ممارسة النشاط البدني على نماء أنسجة العظام والعضلات والمفاصل والجهاز الحركي بصفة عامة وسلامة القلب والرئتين؛ مما يقلل من احتمالات الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والجلطات بمعدل النصف تقريبًا مع الحفاظ على وزن بدني صحي. فضلا عن الآثار الإيجابية النفسية في الوقاية من الاضطرابات النفسية ورفع الحالة المعنوية والمزاجية، والتخلص من اضطرابات النوم وتحسين القدرة على التفكير ومقاومة الإجهاد والتعب كما أن ممارسة الرياضة في بيئة اجتماعية يدفع إلى بناء الثقة في الذات، والتفاعل والاندماج، ويلاحظ كذلك أن الشباب الذين يمارسون النشاط البدني يكونون أكثر استعدادا لتجنب تعاطي التبغ والكحول والمخدرات. ماذا يحدث لجسمك إذا لم تمارس أي تمرين رياضي مطلقا؟ في هذه الحالة أنت تعرض حياتك للخطر، من جراء الإصابة بأمراض القلب والرئتين أو خشونة المفاصل وضعف المناعة والسمنة المفرطة... وأمام الشباب خيارات واسعة من الأنشطة الرياضية سواء تلك التي تندرج في التمارين الهوائية باستخدام أكبر عدد من عضلات الجسم مثل: ركوب الدراجة،، الهرولة، قفز الحواجز، التجديف، المشي لمسافات طويلة، لعب التنس، وكرة القدم أو الكرة الطائرة، والسباحة، ويحضرنا هنا قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «عَلِّمُوا أبنَاءكُم السِّبَاحَةَ والرِّمَايَة». ومن هذه الأنشطة كذلك تمارين الإطالة والمقاومة، لتقوية عضلات الجسم وقوة العظام وتوازن الجسم مثل: تمارين الضغط والدفع والتدريبات الرياضية باستخدام الأوزان. إذا لم تنخرط في واحدة من هذه الأنشطة فلا أقل من أن تحرص على حركة جسمك ببعض الخطوات التي تساعد على الحفاظ على النشاط يوميا كصعود الدرج دائما، ووضع السيارة الخاصة بموقف بعيد عن العمل أو الدراسة، وإذا كان العمل مكتبيا فقم بتغيير الحركة من فترة لأخرى، وتجنب الجلوس لمدة طويلة على أجهزة التلفزيون أو الهواتف. ولديك برنامج يومي للمشي عدة دقائق عندما تذهب إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة، وقد بشرنا الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بفضل من يمشي إلى الصلاة: (مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً) وكذلك قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشًى فَأَبْعَدُهُمْ) رواهما مسلم. وهذا تحفيز إيماني للحركة النشطة فمع هذه الفضائل العظيمة في المشي إلى المسجد من محو الخطايا ورفع الدرجات والأجر العظيم والنور التام يوم القيامة؛ فإن المشي إلى المسجد هو رياضة بحد ذاته لها آثارها الإيجابية كما رأينا. عندما تجعل ممارسة الرياضة جزءا أساسيا في نمط حياتك تكون قد خطوت الخطوات الضرورية لحياة أكثر سعادة وأتم عافية.