في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يمر بها الوطن العربي، ينشغل المثقف العربي بعدد من القضايا والتطلعات التي نستكشفها عبر هذا الاستطلاع. تغيير واعد في البداية، يقول القاص والناقد ساعد الخميسي: قضايا الثقافة لا تتورع عن محاصرة المشتغلين بها، تظل تساورنا بحبائلها التي تتوالد ذاتيًا، فيما تظل تلك القضايا في أفلاكها مستمرة مهما بلغت بنا المهادنة. ذلك لأن الثقافة عنصر متحرك في الإنسان لا ثابت، تتغير وتتحول في قنواتها وأهدافها بما يضمن للشعوب عصريتها واتساقها مع الأزمنة والأمكنة. أعتقد أننا حاليا نعيش مرحلة تغييرية قافزة بإقدام وعزيمة نحو تحول وطني شامل وواعد في المجالات كافة، وهذه المرحلة برأيي تقتضي برامج تأسيس وتوعية أفراد المجتمع بمعنى الثقافة والفن. وأضاف: ليس للآمال الثقافية سقف، ولعل تخصيص وزارة مستقلة للثقافة على رأس أمنياتنا المتحققة، ولكن يبقى الكثير، ومن ذلك ما يتعلق بالأندية الأدبية ولوائحها التي لم تعتمد وتنفذ بشكل ملموس حتى الآن، كذلك أمر مجالس إداراتها الذي لا يزال ماكثًا على ما أسفرت عنه الانتخابات منذ عام 2011م. التواصل العربي يقول الناقد والقاص سمير الشريف: ينشغل المثقف بتحقيق وجوده الفكري والحصول على ما يحقق وجوده الإنساني، ومحاولة الصراخ في وجه القبح الذي يلف العالم والقسوة التي باتت عنوانًا، ناهيك عن المجاعات والفقر والحروب التي أصبحت عناوين المرحلة. وأضاف: على الصعيد الشخصي حققت الكثير والحمد لله من طموحاتي من خلال نشر مشاريعي التي كنت أحلم بها فيما الباقي كثير، حيث من المعروف أن المبدع والمثقف الذي يتوقف بعد نفاد أحلامه قد كتب على نفسه الزوال، أما على الصعيد العربي فما زلنا نحلم بتحطيم الحواجز الثقافية بين المبدعين، حيث نطمح بتداول كتاباتنا بين الشعوب والأقطار العربية بيسر وسهولة وأن نصل للوقت الذي يتلاشى فيه الرقيب ويصبح الضمير والوعي من الجميع هما الرقيب الوحيد. يستمر المثقف والفنان في العمل والبحث عن أحلام جديدة تحقق المزيد من النجاح والجمال، فيما يحكم من يتوقف عن هذا الطموح على نفسه بالزوال