شهدت السنوات الأخيرة انخفاضا كبيرا في حضور المثقفين فعاليات وأنشطة الأندية الأدبية مما يطرح تساؤلات: هل يكتفي المثقفون بالتطور التكنولوجي والانترنت والفيس بوك للتواصل الثقافي وطرح الإنتاج الثقافي من خلالهم. السؤال هنا هل وضع المسؤولون في الأندية الأدبية اعتبارا لهذه التحولات والصد عن الاندية الادبية وعن حضور مناشطها وفعالياتها بابتكار أساليب جديدة لمشاركة اكبر شريحة ممكنة من العامة ومن المثقفين في برامجهم وفعالياتهم طرحنا هذه التساؤلات على عدد من المثقفين والأدباء عن أهمية وجود النادي الأدبي وهل يعتبر هاما بالنسبة للمثقفين في ظل التطور المعرفي والتكنولوجيا ؟ قال القاص خالد اليوسف: بالتأكيد مع وجود كل القفزات والتكنولوجيا والمعرفية بدون شك للنادي أهمية كبيرة وتاريخية للحراك الثقافي والفكرية وبالأخص من ناحية الملتقيات والفعاليات ومتابعة إصدار الكتب. ويؤكد اليوسف: ان المتغيرات تخدم الفرد وليس الجماعة، فالنادي دار يجمع الأنشطة الثقافية والأدبية والدفء الجميل بين المثقفين والنقاشات المباشرة ،وكذلك احتضان المبدعين والبراعم والشباب لدفعهم نحو ساحة الأدب والثقافة ويساعد بشكل كبير على صقل مواهبهم من شعر وقصة وغيره. النادي دار يجمع الأنشطة الثقافية والأدبية والدفء الجميل بين المثقفين والنقاشات المباشرة، واحتضان المبدعين والبراعم والشباب لدفعهم نحو ساحة الأدب والثقافة ويضيف خالد اليوسف: وجود الأندية الأدبية وجود طبيعي ومهم مثل وجود الجامعات والمؤسسات الثقافية، وأتمنى ان تعطى الأندية مساحة أكثر مثل الجامعات من المشاركات والتمثيل الخارجية بالإضافة الى الحصول على الدعم والاستقلالية، وأؤكد على أهمية المشاركات الخارجية لما لها من أهمية في إبراز ما تقوم به من فعاليات واحتضان مبدعين في شتى أصناف الأدب، بالإضافة الى عمل المسؤولين في الأندية على التنويع وإبراز أهمية الأندية. فيما يتساءل القاص محمد البشير: هل للنادي الأدبي أهمية لدى المثقف ؟ سؤال محير جداً ، وخاصة حين يلقى بهذا السؤال على طاولة المثقفين الحالمين ردحاً من الزمن بناد أدبي يحقق بعض أحلامهم المشروعة ، وحين يجدون هذا النادي واقعاً ملموساً . يجدون أنفسهم أمام سؤال مثل هذا «هل للنادي الأدبي أهمية لدى المثقف ؟» لا شك أن هناك تداعيات قادت لطرح مثل هذا التساؤل ، وهي جملة من الأسئلة منها : « هل حقق النادي طموح المثقفين ؟» ربما الجواب على هذا التساؤل يحل السؤال السابق ، فعندما عجزت بعض الأندية عن تحقيق طموح مثقفيها . أصبح السؤال ذلك مشروعاً لهؤلاء . أعتقد أن للنادي أهمية بالغة لدى المثقف حتى في أردى حالته ، ويظل على المثقف كفل كبير من تحويل النادي من مبنى لا يمثل له أي أهمية إلى مبنى له حق فيه . أليس النادي الأدبي بيت المثقفين؟ كما يقال ، إذاً هذا البيت ليس حكراً على أعضاء مجلس إدارته ، فكل مثقف له نصيب مشروع في هذا البيت ، وعندها تقع على عاتق المثقف مسئولية كبرى ، ودور متحتم بالتوجيه والإرشاد تارة والمشاركة تارة أخرى ، وعندها يلزمه عدم التنصل والتبرم في حال الابتعاد والنأي بنفسه ، والقول بأن ليس للنادي أي دور يُذكر في أجندته كمثقف ، وخاصة بتحقق قدر كبير مما يقوم به النادي في العصر الحديث ، بتواصل المثقفين إلكترونياً عبر وسائل التواصل الاجتماعية ، وهذا دور كانت الأندية الأدبية تقوم به ، والمجالس الثقافية تشاركها ذلك ، ولكن من يدقق النظر يصل إلى أن الوسائل الحديثة تظل متحققة في عالم افتراضي بخلاف ما تقوم به الأندية الأدبية . على الأندية حينها أن تعي الوسائل المنافسة لها ، وتقوم بتطوير أدواتها ، لتصل إلى المثقف بصورة أكثر حداثة وجدة. ولا بد قبل أن أختم أن أقوم بقلب السؤال لتتضح الصورة ، حين تجيب الأندية على سؤال هام ينبغي أن تعيه ألا وهو هل للمثقف دور هام في الأندية الأدبية ؟. رئيسة اللجنة النسائية بنادي جازان القاصة خديجة ناجع تقول: مع وجود الثورة التكنولوجية والمعرفية والانبهار المعرفي وقعت شبه القطيعة الاختيارية في وقت وغير الاختياري في وقت آخر بالإضافة إلى تساؤل المثقف هو ماذا ستضيف برامج وفعاليات النادي للمحصلة الثقافية لديه؟، على الأندية أن تعي انها لم تعد وحدها مكانا للإلهام الثقافي وهناك من ينافسهم وبقوة وشراسة، والتفكير في كيفية الاستفادة من التطور والتكنولوجية وجذب الشباب الذي هم الهدف الحقيقي للمؤسسات الثقافية والنادي احد المؤسسات. وتضيف ناجع: إذن لابد من وجود نظام لدى الأندية الأدبية لتطوير خدمة المبدعين وإيصالهم الى خطوات مهمة وإبرازهم للمحافل الثقافية والإعلامية وعدم الاكتفاء بأسماء معروفة وبعضهم مستهلك وهذه احد أسباب عزوف الكثير من المثقفين وحتى من الجمهور العادي من العزوف عن الحضور للنادي، اذن على الجميع من مسئولين ومثقفين ان يفكروا في طرق كيفية مشاركة الجميع في فعاليات النادي.