مضى عام 2012 محملاً بأحداث جسام وإخفاقات ونجاحات على جميع الأصعدة فهل حظيت الثقافة بحدث أوقف عنده المثقف وخاصة على الصعيد المحلي؟ وماهي تمنيات المثقفين في عام2013 الذي بدأ الثلاثاء ..تلك الأسئلة حملناها إلى عدد من مثقفي ومثقفات المملكة لتكون هذه الإجابات: ثقافة حقيقية يرى القاص جمعان كرت الغامدي أن أي مشروع نهضوي لن يتحقق له النجاح وبمعايير عالية دون ارتفاع الوعي في المجتمعات,وحتى نخلق وعياً لابد أن نؤسس لثقافة حقيقية, وهذا التأسيس يشترك فيه عدة أطراف أبرزها التعليم والإعلام فضلاً عن النخب الفكرية ، وإذا كان هناك من مؤشر يدلل على شيوع الثقافة في العام المنصرم, فأحداث الربيع العربي خير دليل,وقد ساعدت وسائل الإعلام الحديثة في سرعة انتشارها بين الشباب, ونستطيع القول: ماكان يحدث الربيع العربي لولا وجود ثقافة جمعية. وتمنى جمعان أن تتضافر الجهود في رسم استراتيجية من أجل صناعة ثقافية حقيقية تلامس كل فرد في المجتمعات العربية,والاهتمام بالجوانب الإبداعية سواء في التأليف: المسرح الفن بأنواعه.وإقامة مراكز ثقافية تضم الأندية والجمعيات وكذلك معارض للكتاب في المدن الرئيسة. ملتقى المثقفين وترى الشاعرة والقاصة ملاك الخالدي أن أهم الأحداث الثقافية هي ملتقى المثقفين الذي طرح محاور مهمة و منوعة بحضور ما يقارب الألف مثقف و مثقفة ، بالإضافة إلى البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب و الندوات ذات الأفق و السقف المرتفع. خريف ثقافي.. ويقول الشاعر: إبراهيم الوافي أن الطابع السياسي طغى على الأحداث وجرف كل الاهتمامات فأصبحت أعين الأدباء موجهة للأحداث السياسية أو ما يسمى بالربيع العربي والقضية السورية أخذت الحيز الأكبر ولكن مع الأسف لم يتم تجسيدها ثقافياً أو أدبياً ولكن المثقف بدأ يتعاطى معها كجانب استهلاكي ولم يسجل موقفاً ثقافياً تجاهها ولم نجد موقفاً حقيقياً للرموز الثقافية حول القضية السورية ، الثقافة تهمشت عام 2010م في ظل الأوضاع السياسية . نستطيع أن نطلق على عام 2012 عام الخريف الثقافي وأعتقد أن رواية (أسود يليق بك) لأحلام مستغانمي من أهم الأعمال التي صدرت وإن كان لاسم الكاتبة دور في التسويق للعمل وحول توقعاته لعام 2013 يقول الوافي: أتمنى أن تتخلص المؤسسات الثقافية من البيروقراطية حركة نقدية وينفي الشاعر محمد الفوز وجود أحداث ثقافية مفصلية تستحق الذكر ... ولكن هناك مشاكل لا يمكن نسيانها .وهي معروفة. ويتمنى الفوز لعام 2013 أن يواكب النقاد حركة الإبداع الكبيرة وعلى المؤسسات الثقافية أن تتحفّز لإيجاد حركة نقدية بدلاً من الشعر و القصة و الاكتفاء بذلك. لابد أن نؤسس لثقافة حقيقية, وهذا التأسيس يشترك فيه عدة أطراف أبرزها التعليم والإعلام فضلاً عن النخب الفكرية جامعة الباحة فيما يؤكد المسرحي علي السعيد أن ما لفت انتباهه في 2012 كحدث ثقافي محلي هو إقدام عميد كلية في إحدى الجامعات بتمزيق لوحات فنانة تشكيلية من طالبات كليته . ولفت انتباهه الصمت المطبق حيال هذا التصرف .. كذلك استمرار جمعية الثقافة والفنون في تسيير دفة أعمالها وبرامجها وخصوصاً المسرحية في مختلف فروعها في ظل ضعف الدعم في حين أن جمعية المسرحيين السعوديين دخلت في غيبوبة طوال العام الماضي .. ويتمني السعيد للعام الجديد 2013 في ظل ميزانية الدولة الضخمة والعظيمة التي فاقت التوقعات أن يشهد قطاع الفنون بشكل عام والمسرح على وجه الخصوص الدعم الذي يليق به ويستحقه. تكريم الشباط ويشير القاص عبدالله الشايب إلى أن تكريم الأستاذ الكبير عبدالله الشباط بنادي الأحساء الأدبي أحد أهم الأحداث الثقافية للعام الماضي 2012 وكذلك تكريم الأديب السيد عدنان العوامي بنادي الشرقية الأدبي وتكريم الشاعر محمد الرمضان بملتقى ابن المقرب. ويتمنى كمثقف وقاص أن يشهد عام 2013 تفعيل النوادي الأدبية وخاصة مساندة الطباعة وحفلات التوقيع وإعطاء فرص الحضور الشبابي في الفعاليات. إبداع الشباب ويؤكد الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن أن أكثر ما لفت اهتمامه في 2012 هو جائزة إبداع للشباب في دورتها التاسعة التشكيلية حيث أقيم الحفل لتكريم الشباب المبدعين وسط حضور لافت على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام. وكذلك ملتقى تواصل التشكيلي الذي أقيم في جدة والذي بدأ بحفل افتتاح معرض الفنون البصرية وتضمن برنامج زيارات فنية لصالات الفنون ومراسم الفنانين وبحضور نخبة من الفنانين والإعلاميين في المملكة. وعن أمنيات العام الجديد 2013 يؤكد الضامن: لن تكون كثيرة ولكني في كل عام أتمنى أمنية أن يتحقق حلمي بإنشاء مراكز ثقافية في جميع مدن المملكة يديرها أهالي الحي.. وجه المثقف وبشيء من القسوة يتحدث الشاعر أحمد قران مبيناً أن ما لفت انتباهه لعام 2012 عدم استقرار الأندية الأدبية وما حدث فيها من صراعات كشفت الوجه الحقيقي للمثقف.. حيث ظهر البعض انتهازياً ومادياً وغير متقبل للاختلاف ويسعى إلى مصادرة الآخر. وللشاعر القران أمنية في العام الجديد 2013 أن يعود معرض جدة الدولي للكتاب وإنشاء مراكز ثقافية في الدول المحورية. هزيمة المثقف فيما يعتقد الكاتب علي فايع أن هناك حدثاً ثقافياً لفت انتباهي هو انتخابات الأندية الأدبية ، فقد اختلط فيها الهمّان العام والخاص ، لدرجة أننا لم نعد نفرق بين أيهما يجب أن نقدمه على الآخر!؟ كما لفت انتباهي بشكل كبير هزيمة المثقف السعودي من الداخل ، فهو يحب الثناء ويكره النقد الجاد وإن علت مكانته أو كبر اسمه. ويتمنى الفايع في العام 2013 أن يتجاوز المثقف السعودي عقده ويتجه بكل جهوده في كتابة سطر مفيد في هم كبير اسمه ثقافة. اختفاء التهميش ويرى القاص حسن البطران ان الأحداث الثقافية عديدة ومتنوعة ولا يخلو يوم تشرق فيه الشمس إلا وبه حدث ثقافي ، ولكن النظرة تختلف له من مثقف لآخر ، وأعتقد هذا أمر طبيعي جداً ، ومن تلك الأحداث هو ما تركته بقايا آثار الانتخابات للمجالس الإدارية للأندية الأدبية وما انعكس على ذلك من شق صفوف المثقفين والأدباء ، وليس كل عام 2012 سلبيات بل به حزمة كبيرة من الأحداث الإيجابية والتطويرية التى تخدم الثقافة والإبداع وغرس روح الوحدة ومنها توجيه خادم الحرمين بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب . وبأمل يتمنى البطران أن يكون عام 2013م أكثر فعالية ثقافية على الصعيد الأدبي والثقافي والإعلامي وتوسيع دائرة الحرية الفكرية ورفع سمائها. حراك الأندية من أهم الأحداث الثقافية الموسم المنصرم يركز مدير جمعية الثقافة والفنون في جازان علي الخبري على انتخابات الأندية الأدبية وماسببته من حراك جميل بعض النظر عن آلياتها فإن ما أفرزته هذه التجربة يعتبر نجاحاً بحد ذاته يعتبر من أهم الأحداث لعام 2012. ويضيف ومن الأحداث مشاركة فرع الثقافة بجازان في مهرجان أصيلة الدولي لمسرح الطفل وحصول عرض «ميدو و الأشقياء» على جائزة الموسيقى المسرحية أيضاً من الأحداث الجميلة فوز المخرج السينمائي أنس حكمي بجائزتي روتانا و أبها للإبداع الفني عن فيلمه «الدرم».