صاغ ملتقى سين الأول، الذي اختتمت فعالياته أمس في جدة، شكلاً جديداً في الحراك الثقافي المأمول لدى المهتمين والمتابعين بالشأن الثقافي والأدبي في المملكة العربية السعودية. وأبدى المشاركون والمتابعون في الملتقى سعادتهم بقيام شراكة بين مجلة سين الإلكترونية (منظمة الملتقى)، وجمعية الثقافة والفنون في جدة (المستضيفة). محمد العباس وقال الناقد محمد العباس، الذي حضر الملتقى، ل»الشرق»: «كان مناسبة جيدة للاستماع إلى بعض التجارب الجديدة. فوجئت بتجربة الشاعر جلال الأحمدي. لقد كانت تجربة ناضجة، وأنا سعيد بسماعها في هذا الملتقى». وأضاف «أود الإشارة إلى أن هذا الشاعر الجميل هو عضو في نادي تبوك الأدبي، وتخيل أن النادي لم يفكر حتى الآن في تقديم هذا الشاعر، ولو بأمسية مشتركة، وهذا هو الأمر الذي نتحدث عنه دائماً، وهو عدم الانتباه للمواهب الحقيقية، سواء في الأندية الأدبية أو الصحف، وسواها من المنابر الثقافية، وهذا قام به هذا الملتقى». عودة وفرح أما الشاعر حمد الفقيه، الغائب عن الساحة الثقافية منذ فترة طويلة، فقد عاد صوته إلى الساحة بفضل هذا الملتقى، الذي يقول عنه: إن وجود هذا الكم من الأسماء خلق لديه نوعاً من الفرح. وأوضح أن الأمسية التي شارك فيها في الملتقى، هي الرابعة تقريباً طوال مسيرته الشعرية، التي تجاوزت عشرين عاماً. استمرارية الملتقى عيد الخميسي ورغم النجاح الذي حققه الملتقى، حسب مشاركين ومتابعين، إلا أن إمكانية تنظيمه مرة أخرى هي في علم الغيب، إذ يقول المشرف العام على الملتقى عيد الخميسي إن جميع تكاليف الملتقى تكفل بها هو وأصدقاؤه في المجلة، وفي إجابته على سؤال ل»الشرق» حول ما إذا كان الملتقى سينظم سنوياً؟ يجيب (ضاحكاً): «وهل تعتقد إننا وزارة الثقافة؟»، موضحاً أن تنظيم «الملتقى هو محاولة لتحريك خطاب الفن واللغة والإبداع، وما نطمح ونراهن على كونه تجربة جمالية جديدة باتجاه الحياة». وقال «منذ أن ابتدأ مشروع سين الثقافي في الإنترنت، وهو يعمل على الذهاب بالتجربة المبدعة إلى آخر مفترض، وواقعي». شراكة ثقافية أما مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة المهندس عبدالله التعزي، فقال إن مثل هذه الشراكة بين الجمعية والمنافذ الثقافية والأدبية المتنوعة، هي تأكيد على التواصل الرحب بين الجمعية والمؤسسات الثقافية، وبين المبدعين والمثقفين. وأضاف «لعلها المرة الأولى، التي تحتوي فيها الجمعية مجلة ثقافية تعنى بالثقافة والفنون، وهذا يهمنا كثيراً في تواصلنا مع المبدعين، ليس في المملكة وحسب، بل في مختلف البلدان العربية، وإيجاد مساحة من التلاقح الأدبي والثقافي، وتسليط الضوء على التجارب الإبداعية اللافتة في مجالات الشعر والقصة والفنون الجميلة». تواصل مجتمعي وقال القاص خالد ربيع «أفرحني هذا النشاط بشكل خاص، لأن معنى ذلك أن النشاط الإلكتروني ينطلق إلى حيز الحياة الحقيقية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن نجاح سين في هذا المقام، يشعرني بخسارة رهاني، وهي الخسارة الوحيدة التي تسعدني، ورهاني كان مع عيد الخميسي وعبدالله العقيبي عشية إطلاق الموقع، بأن سين ستنتهي سريعاً كما هو حال البقية الذين لم يعمروا طويلاً، ولكن أثبتت الأيام غير ذلك». من جانبه، قال أحمد الحربي «رائع هذا الفعل الثقافي، ورائعة هذه البادرة، لربط الثقافة بالنشاط المجتمعي المتمثل بمهرجان جدة غير، ويفرحني عودة جمعية الثقافة والفنون لممارسة جزء من دورها، الذي كنا وما زلنا نأمل أن تقوم به». فعاليات الملتقى محمد خضر وسعى منظمو الملتقى إلى جذب الجمهور النوعي، والإسهام في صناعة حوار بين منتجي الفنون المختلفة فيما بينهم من جهة، ومع الجمهور من جهة أخرى، معززين ذلك بحضور الفنون البصرية، عبر معرض تشكيلي لسعود محجوب وعبدالله البراك، وكذلك تقديم أمسيات وندوات شعرية وقصصية، شارك فيها مجموعة من الكتاب والشعراء السعوديين والعرب، من بينهم: أحمد الملا، وإيمان الطنجي، وجلال الأحمدي، وحمد الفقيه، وعبدالرحمن الشهري، وعبدالله العثمان، وعبدالله العقيبي، وعيد الخميسي، وكوثر موسى، وماجد الجارد، ومحمد خضر، وهيلدا إسماعيل. إضافة إلى عرض لكتب مشاركين، وإقامة حفلات لتوقيعها، خلال أيام الملتقى الثلاثة، إلى جانب العزف على العود وتقديم أغان شبابية.