بدأ العد التنازلي واقترب الموعد لإعلان انطلاق دوري النجوم السعودي، والكل يتشوق ويترقب أن يشاهد «دوري» مختلفا عن كل السنوات الماضية، كيف لا وما تم التخطيط له يعد جزءا مهما من رؤية المملكة 2030، نعم هي حقبة تاريخية تعيشها الكرة السعودية، يقودها رجال لا يعرفون المستحيل، علينا أن نواكب التغيير، وعلينا أن نتعلم من الدروس التي قدمتها لنا نهائيات كأس العالم. لهيئة الرياضة والاتحاد السعودي تطلعات وطموح، يسعون للوصول إليه، لكن السؤال الأهم هل استطاعت إدارات الأندية أن تنجح في استقطاباتها، وهل الأسماء التي تم اختيارها سوف تصبح نجوما للدوري السعودي؟ رغم أن العديد منهم أسماء غير معروفة وبذلك سوف تنتصر الرؤية الفنية وتقدم لنا «دوري» مختلفا أم أننا أمام لعبة الحظ بمعنى «أنت ونصيبك» وبذلك ربما تتكرر مشاهد الأعوام الماضية ونرى إقالات لرؤساء أندية، كل تلك التوقعات والاحتمالات أصبحت رهينة انطلاق صافرة البداية لأول مباراة في دوري النجوم السعودي، وإن غدا لناظره قريب. أتمنى أن تتغير نظرتنا للأمور ونبتعد عن النظرة القاصرة، وللأسف بدلا من أن نناقش مستقبل الأندية ومدى نجاح المحترفين، وماذا ستفعل إدارات الأندية - التي ليس لها أي عذر للفشل - بعد أن توفرت لها عوامل النجاح، أصبح البعض أكبر همه جدول الدوري ومن أقدم نادي تاريخيا!!! فكرة نادي الاتحاد في التوقيع مع كشاف لاعبين في اعتقادي أنها من أجمل ما أقرته إدارة الاتحاد منذ توليها المهام؛ لأن من يعمل للمستقبل هو من يعمل لمصلحة الكيان والاهتمام بالقاعدة يضمن استمرارية وجود مواهب تدعم الفريق الأول، لذلك يبدو أن المقيرن أكد على ما ذكره أنه لا يحب الظهور الإعلامي، وأن العمل هو من سيتحدث عنه ويا ليت بعض الرؤساء يتعلمون منه. للأسف، مللنا من سماع الأسطوانة المشروخة التي ملت مسامعنا منها ((هذا اللاعب يمكن يجي منه)) وفي كرة القدم هذا الكلام يعني فشلا وسوء بناء، والمدرب أو الفني ذو الإمكانيات المحدودة هو الذي لا يستطيع اتخاذ القرار وتحديد قيمة لاعبي الفئات السنية، لذلك لا توكلون المهمة إلا لمن هو أهل لها. وبعد كل ما مرت به الكرة السعودية في السنوات الأخيرة، وبعد انتهاء نهائيات كأس العالم في روسيا، أتمنى أن أشاهد إدارات الأندية تتبنى إستراتيجيات جديدة وتغير آلية العمل في الفئات السنية؛ لبناء جيل مختلف، وألا تقف مكتوفة الأيدي في انتظار أن تفكر هيئة الرياضة نيابة عنها، في الفئات السنية لا تأتي بالأقل أجرا أو من يرضى بالقليل، بل اجلب أفضل المدربين ولا تتردد بتحديد ميزانيات عالية؛ لأنك سوف تجني ثمارها في المستقبل، والأهم ألا تجعل مدرب الفريق الأول يخسر وقتا وجهدا على اللاعبين كي يحاول إعادة تأسيسهم وبنائهم وتطويرهم وقتها، وبعد فوات الأوان سوف تكتشف أن كل ما قمت به عبارة عن خرابيط إدارية وحزمة مجاملات لا تخدم مستقبل ناديك. همسة في أذن الواقع: لم يتبق إلا القليل وما زلنا ننتظر أن يعلن الناقل الرسمي للدوري السعودي عن تفاصيل وآلية النقل. على المحبة نلتقي،،، @ m_alsadaan