دائماً نلمس قناعة حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» بثقافة العمل الحر والتأكيد على نشرها، ومساندة شباب الوطن، وعدم ادخارها جهداً في سبيل مساعدتهم لبناء مستقبلهم العملي وفق أحدث الاتجاهات الحديثة، وكما تدل كافة المؤشرات العالمية والمحلية، فإن المشروعات الصغيرة والمتوسطة خاصة تحتل مكانة رفيعة في النظم الاقتصادية الحرة، ومكنت من تحقيق أعلى معدلات النمو الاقتصادي. ويقصد بالعمل الحر المشروع الاقتصادي الخاص الذي ينتج سلعة، أو يقدم خدمة، أو تجارة، ويسمى مشروعاً أو عملاً حراً بسبب حرية اختيار صاحبه لنوعه وسماته. ويجدر بالذكر أن من يعمل بالقطاع الخاص لا يطلق عليه ممارس للعمل الحر حتى وإن كان مدير المشروع في حالة عدم كونه شريكا. الجنس ليس له علاقة بريادة الأعمال، فهناك سيدات صاحبات أعمال تفوقن على بعض الرجال وقدُن المشروعات بنجاح. يصاب العديد من الناس في وظائفهم بالملل والضنك بسبب آلة سير العمل التي تطحنهم، ويضطرون معها إلى كبت أحلامهم والاستسلام للأمر الواقع دون محاولة بذل أي جهد لتغييره. وبالتالي فإن الدعوة للعمل الحر ليست دعوة للعمل بالقطاع الخاص ولكنها دعوة لترك العمل لدى الآخرين وتحقيق حلم في إقامة مشروع خاص. حيث يستطيع رائد العمل أن يحقق النجاح الذي يبتغيه، فقد دخل العالم عصراً جديداً تشجع فيه معظم الاقتصادية ثقافة العمل الحر في الوقت الذي يسهل فيه انتشار الثورة التكنولوجية والانترنت عملية إقامة الشركات وإدارتها. وهذه الخطوة «أي الخروج من دائرة الوظيفة إلى العمل الحر» لا تتحقق إلا بوجود السمات الريادية الشخصية من ثقة وإيمان بالقدرات الشخصية واعتماد على الذات والطموح، وعدم التفكير في الخسارة قبل النجاح والقدرة على اتخاذ القرار والرغبة في الإنجاز وتحمل المخاطر والتعلم من التجربة وغيرها. ولا يميز السن أو الجنس ولا التعليم رواد الأعمال، وقد أشارت الدراسات الى أن صغار السن يمكن أن يكونوا روادا للأعمال كالكبار، إلا أن أكثر الأعمار نجاحاً كانت بين الثلاثين والأربعين، وبالمثل فإن الجنس ليس له علاقة بريادة الأعمال، فهناك سيدات صاحبات أعمال تفوقن على بعض الرجال وقدُن المشروعات بنجاح. يقول أحد الحكماء «لا يصبح الإنسان سعيداً إلا بثلاثة، شيء أو شخص يحبه، ومكان يعمل به، وحلم يحاول تحقيقه» وهذا الموضوع يتحدث عن أن العمل الحر هو محاولة لتحقيق حلم.