ليلة الثلاثاء كانت آخر ليلة لنصف المنتخبات المشاركة في نهائي كأس أمم اوروبا ومنها من جاء مرشحا للبطولة فخرج من الباب الضيق ومن الدور الأول كالمنتخب الهولندي ومعه الدب الروسي الذي خرج معه في نفس الليلة اصحاب الضيافة البولنديين الذين أكاد أجزم أنهم كانوا سعداء بخروج غريمتهم التاريخية روسيا أكثر من حزنهم على خروجهم هم بعدما تخيل شعبهم أن منتخبه قادر على أن يترك بصمته على هذه البطولة ولكنه ترك السيرة الطيبة والتنظيم الحسن رغم حالات الضرب التي حدثت مع الجمهور الروسي واضطرت الرئيس فلاديمير بوتين للاتصال برئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك ليحذره بشكل مبطن بضرورة حماية مشجعي المنتخب الروسي.. أوروبا الشرقية كانت الخاسر الاكبر في البطولة حتى الآن بخروجها كلها بدءا بروسيا وبولندا وبكرواتيا وانتهاء بالدولة المستضيفة الثانية أوكرانيا وهي كلها دول اما مصدرة للنجوم أو كانت قوية الشكيمة (سابقا) ثم لحقتهم الدانمرك وجارتها هولندا والحزينة ايرلندا التي لم تحرز حتى نقطة يتيمة وكانت السويد آخر الخارجين لينتهي برأيي المتواضع عصر نجمها الفذ زلاتان إبراهيموفيتش الذي ارعب الانكليز قبل مواجهة المنتخبين والتي انتهت بفوز تاريخي للاسود الثلاثة بعدما عرف مدربهم الجديد روي هدجسون كيف (يشكم الانطلاقات المخيبة لزلاتان) ما فتح المجال لزميله أولوف ميلبرغ من تسجيل هدفين ولكنهما لم يكونا كافيين لدرء اول خسارة تنافسية في تاريخ السويديين أمام الإنكليز علما أن اول مدرب غير بريطاني في تاريخ الكرة الإنكليزية كان السويدي ايركسون الذي حاول تغيير منهجية الكرة الإنكليزية ولكنه لم ينجح وأعتقد أن أي مدرب في الكون لن يستطيع تغيير ثقافة اللاعب الإنكليزي رغم وجود عشرات المدربين الأجانب في الأندية ورغم وجود مئات المحترفين حتى وصل الامر في بعض الأحيان إلى أن تلعب أندية (تحمل بالاسم الهوية الإنكليزية) بدون ان يكون فيها سوى لاعب واحد أو اثنين في تشكيلتها الأساسية كما حدث في تشيلسي وآرسنال ولكن عندما يجتمع اللاعبون المحليون تحت سقف المنتخب يعودون لنفس الفلسفة التي أخرت الكرة الإنكليزية وجعلت منتخبها يلعب أدوارا ثانوية منذ تتويجه بكأس العالم لأول وآخر مرة في تاريخه عام 1966 يوم استضاف البطولة على أرضه ومن بعدها ظل بين منتخبات الوسط ولم يكن يوما منافسا على لقب العالم باستثناء منتخب 1986 بقيادة الزميل الحالي (في الجزيرة الرياضية) غاري لينيكر الذي توج هدافا للبطولة بستة أهداف ولكن من سوء حظ الإنكليز أنهم واجهوا منتخبا يلعب له القصير المكير مارادونا الذي سجل هدفين خرافيين في شباك بيتر شيلتون خلال ثلاث دقائق واحد بيده والثاني اسطوري وللعلم فقد سجل لينيكر هدف بلاده الوحيد ولكنها خرجت من الربع نهائي وفي البطولة التي تلتها عام 1990 حلت انكلترا رابعة خلف إيطاليا ويومها سجل لينيكر أربعة أهداف ومن بعدها أصبح الانكليز (فص ملح وذاب) على صعيد القوة العالمية فهل ستتغير امورهم هذه المرة بعد عودة رووني لهم؟ الجواب صعب لأن منافس الإنكليز في ربع النهائي هم الطليان بينما يلعب الألمان مع اليونانيين والإسبان مع الفرنسيين والتشيك مع البرتغال ويبدو أن كل شيء يسير لصالح الألمان والله أعلم. Twitter @mustafa_agha