[أسود ولكن ليسوا بملوك الغابة!!] الإنجليز الذين اخترعوا كرة القدم (أو لطشوها من الصينيين) لم يحرزوا كأس العالم سوى مرة واحدة على أرضهم عام 1966، ولم يحرزوا أبدًا كأس أمم قارتهم العجوز رغم أنهم استضافوا البطولة عام 1996 وكانوا فعلًا الأفضل فتصدّروا مجموعتهم الأولى قبل هولندا واسكتلندا وسويسرا ثم تجاوزوا أسبانيا في ربع النهائي بركلات الترجيح وبعدها ذاقوا من نفس الكأس أمام ألمانيا في مباراة ما زلت أتذكرها حتى الساعة وكنت شاهدًا عليها.. يومها كانت الأعلام تزين كل شيء في إنجلترا من السيارات إلى الشرفات و»البلاكين»، وحتى المطاعم والمحال التجارية.. وكاد اللقاء أمام ألمانيا يُعيد ذكريات الحرب العالمية الثانية حين قصف الألمان عاصمة الإنجليز.. ومع هذا خرجوا بغصة ما زال طعمها مُرًّا إلى الآن. الإنجليز لن يبدأوا مشوارهم في البطولة الحالية حتى يوم الإثنين حيث سيقصون الشريط أمام الجارة اللدودة فرنسا التي حملت اللقب مرتين.. وللأمانة فمجموعة الإنجليز قد لا تكون اصعب المجموعات بوجود السويد وأوكرانيا فيما نجد ألمانياوهولندا والبرتغال والدانمرك سويًا في مجموعة الموت الثانية.. ولو قارنّا الثانية بالأولى التي تضمّ التشيك وروسيا وبولندا واليونان لعرفنا أن كرة القدم لعبة ظالمة لا تعرف للعدل أي عنوان.. نعود للإنجليز (الذين أحمل جنسيتهم وبالتالي المفترض أن أشجّعهم) فقد وجدت الكثير منهم متفائلين بدرجة كبيرة بإحراز اللقب المُستعصي عليهم ليس لقدرة فريقهم الاستثنائية هذه المرة بل لتقارب مستوى ثلاثة أرباع المنتخبات ولعدم وجود منتخب (بعبع) في أوروبا كما كان الألمان سابقًا أو الطليان مثلًا. هم يدخلون البطولة غير مُرشّحين لترك أية بصمة مع مدرب جديد خرج مُفنشًا من الإمارات هو روي هودجسون وبلاعبين ليسوا من فئة العمالقة امثال بيكام وسكولز وشيرر وبول غاسكوين رغم اعترافنا بنجومية بعض الحاضرين وعلى رأسهم ستيفن جيرارد وجون تيري ولكني شخصيًا أخالف الإنجليز تفاؤلهم المفرط بإحراز اللقب؛ لأن منتخبًا في تاريخه كله لم يكن مقنعًا ولا بُعبعًا ولا رقمًا صعبًا (إلا في بطولة 1996 لأنها كانت على أرضهم) وأعتقد أن المدرب الجديد ليس من النوعية الخلاقة أو المبدعة مثل مورينيو أو غوارديولا ولا حتى مثل الإيطالي ليبي وكل المدربين الذين تعاقبوا على المنتخب الإنجليزي كانوا بدون كاريزما قوية منذ أيام غلين هوديل والسويدي ايركسون والأيطالي كابيللو أما صاحب الكاريزما القوية فكان ابن البلد كيفن كيغن الذي قيل إنه مثل مارادونا صاحب تاريخ كبير ولكنه لا يملك غير الكاريزما والمعنويات .. وانا شخصيًا أعتقد أنه كان الأفضل رغم ضخامة السيرة الذاتية للآخرين، فالمعنويات والروح هي ما تحتاجه الأسود الثلاثة (شعار المنتخب) والذي يبدو لي أسدًا، ولكن ليس ملكًا لغابة كرة القدم. Twitter @mustafa_agha