[الفوطة الحمراء] عندما تذهب لأسبانيا وتريد شراء هدية تذكارية من اسواقها ستجد أنك محصور ببضعة أمور منها مجسّمات لراقصات وراقصي الفلامنغو أو غيتارات خشبية او مراوح خشبية أو ورقية يدوية الصنع والأغلب طبعًا أنها صناعة صينية ولكن بأعلام اسبانية وبالتأكيد ستجد الثيران بكافة أشكالها وأنواعها ومجسمات للمصارعين أو المعروفين بالماتادورز، وهم يغرسون سيوفهم في هذه المخلوقات التي يعلفونها ويكبرونها من أجل ان يرموا بها في حلبة دائرية أمام آلاف البشر الذين يتابعون الماتادور حامل الفوطة الحمراء (أو الراية الحمراء) وهو يلوح بها للثور الهائج المسكين الذي لا يعرف أن مصيره سيكون قطع ذيله وسحله على ارض الحلبة بعد ان يثخنه الماتادور جراحًا بسيفه ثم يقتله بطعة في قلبه وسط تصفيق الآلاف. التفوق الأسباني بنكهة إنجليزية استمر في الشوط الثاني فمن نجم تشيلسي توريس الذي عاد ولدغ مرة ثانية قبل أن يخرج تاركًا مكانه لنجم آخر كان أكبر منه يومًا هو سيسك فابريغاس.ومع انتهاء الشوط الأول من مباراة اسبانيا وإيرلندا شعرت بأنني في حلبة لمصارعة الثيران وليس في ملعب كرة قدم والفارق ان الماتادور يستفز الثور ليهجم عليه من خلال الفوطة الحمراء بينما المنتخب الاسباني بطل العالم واوروبا هو الذي هجم على المنتخب الأيرلندي من كل الجهات ولكنه لم يستطع اختراق شباك المخضرم شاي كيفن الذي كان يلعب مباراته الدولية رقم 125 سوى مرة واحدة عن طريق فيرناندو توريس الذي سجّل أسرع هدف في تاريخ الأسبان في نهائيات كؤوس أمم القارة وسجله بالضبط في الدقيقة الثالثة و49 ثانية وهو الذي كان في تشيلسي شبحًا لتوريس الهداف الشهير « بإلنينيو» اي الإعصار ولكنه لم يكن في تشيلسي ولا حتى نسمة صيف، ولم يقتنع أحد بالخمسين مليون يورو التي دفعها الروسي أبراموفيتش كرمى لعيون الرجل «الذي حلل فلوسه في آخر الموسم» ومع هذا فلم تشفع له أهدافه الستة في رضا المشجّعين عنه إذ توقعوا منه أكثر من ذلك لكثير . التفوق الأسباني بنكهة إنجليزية استمر في الشوط الثاني فمن نجم تشيلسي توريس الذي عاد ولدغ مرة ثانية قبل أن يخرج تاركًا مكانه لنجم آخر كان أكبر منه يومًا هو سيسك فابريغاس الذي قضى ثمانية مواسم في آرسنال قبل أن ينتقل لبرشلونة وهو سجل في الشباك الآيرلندية حتى قبل أن يلاحظ أحد دخوله الملعب إلى ديفيد سيلفا نجم بطل الدوري مانشستر سيتي الذي ساهم في هز بدن الإيرلنديين وكركب وضعهم في البطولة وعجل رحيلهم المبكر بخسارتين الأولى أمام كراوتيا والثانية أمام اسبانيا لتبقى مباراتهم أمام إيطاليا شرفية ووداعية لان للكروات أربع نقاط ومثلها للأسبان وبالتالي فلو فازوا فلن ينفعهم فوزهم في شيء سوى في سجلات التاريخ وفرحة لجماهيرهم التي تنتظر لقبًا منذ وعت على الدنيا. Twitter @mustafa_agha