[السياب مترجماً للشعر] من نافلة القول أن الشاعر العراقي بدر شاكر السياب «1926-1964» شاعر متفرد قلما يجود الزمان بمثله، فقد أحدث هو بشكل رئيسي وكوكبة قليلة من الشعراء انقلاباً شعرياً ونقلة جمالية جذرية ومهمة في تاريخ الشعر العربي الذي يمتد إرثه الغني على مدى قرون طويلة عند انتصاف القرن العشرين أو قبل ذلك بسنوات قلائل. لقد أنجز السياب في سنوات عمره القصير- إذ رحل عن عالمنا قبل أن يكمل العقد الرابع من عمره- ما احتاج بعض الشعراء الآخرين لضعف عمره لتحقيق بعضه. كان السياب يجيد اللغة الإنجليزية بحكم دراسته لها كتخصص، وقد كانت بالنسبة له نافذة مهمة أطل منها على المشهد الشعري المكتوب بالإنجليزية الذي يعرف المطلعون على سيرته مدى تأثره ببعض أعلامه ومدارسه. كما أنه تمكن عبر تلك اللغة من الاطلاع على المشهد الشعري العالمي برمته عبر الترجمات الوسيطة. المطلعون على سيرته مدى تأثره ببعض أعلامه ومدارسه. كما أنه تمكن عبر تلك اللغة من الاطلاع على المشهد الشعري العالمي برمته عبر الترجمات الوسيطةمن خلال اطلاعي على سيرة السياب عرفت أنه انخرط في عالم الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، وأنه قام بنشر كتاب مستقل يحتوي على مجموعة من القصائد التي قام هو بترجمتها، غير أنه لم يسبق لي أن اطلعت على ذلك الكتاب أو سمعت من أحد أنه اقتناه، وقد غلب على ظني أنه نفد ولم يعد طبعه. وهو ما يبدو أنه حدث بالفعل إلى أن قام واحد من عشاق السياب المخلصين وهو الشاعر المصري حسن توفيق بإعادة طباعة ذلك الكتاب عبر تضمينه في كتاب جديد بدأ بمقدمة مهمة كتبها توفيق وتناول فيها ضمن أشياء أخرى بعض أوجه تأثر السياب بغيره من الشعراء العرب والأجانب، وختم بمجموعة من بعض أبرز قصائد السياب. الكتاب حمل عنوان (بدر شاكر السياب: أصوات الشعر المترجم) وهو من إصدارات كتاب الدوحة الذي يوزع مجانا مع مجلة الدوحة القطرية، عدد مايو 2012. بطبيعة الحال لا يملك محبو السياب والمهتمون بترجمة الشعر أو الشعر المترجم إلا أن يتقدموا بالشكر للشاعر حسن توفيق على هذه الهدية التي كانت بمثابة المفاجأة السعيدة، وكم كانت الهدية ستكون أجمل لو أنه قام بمراجعة وتدقيق النصوص المترجمة قبل الدفع بها إلى المطبعة لأنها تحتوي على الكثير من الأخطاء المطبعية الواضحة التي ستلاحظها عينا القارئ الفطن حتماً.