صدرت أنطولوجيا الشعر المعاصر من الخليج العربي بعنوان «حشد الأمواج»، وهي الأولى من نوعها باللغة الإنجليزية، وتقدم تصويراً لشعوب وحضارة منطقة الخليج العربي عبر الشعر. وفي الأساس، فإن المختارات الشعرية العربية باللغة الإنجليزية قليلة بالنسبة لشعراء آخرين من بلدان مختلفة في الشرق الأوسط. لكن هذه المجموعة تعتبر الأولى على الإطلاق التي تقدم شعراء من جميع أنحاء الخليج العربي، الذي يمتلك تقاليد شعرية متميزة، إلى جانب مجتمع أدبي معاصر ومزدهر. وتقدم الأنطولوجيا مجموعة مثيرة من قصائد شعراء، من البحرين، والكويت، وعُمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات. ويقدم «حشد الأمواج» الأعمال الأدبية المهمة من الخليج العربي للقراء الناطقين باللغة الإنجليزية. ويتضمن قصائد شعراء مخضرمين وصاعدين، ابتداء بالشاعرة البحرينية ذات التسعة عشر عاماً «لالا كاشف الغطاء»، إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي. بينما كتب عدد من الشعراء قصائدهم أصلاً باللغة الإنجليزية، ولكن أغلب القصائد ترجمت من العربية إلى الإنجليزية من قبل فريق استثنائي من المترجمين البارعين. وعبَّر هؤلاء الشعراء عن كل شيء في الخليج، ابتداء من الأسواق العتيقة، وصولاً إلى المجمعات التجارية الضخمة، إضافة إلى الحب والخسارة والعزلة، وعن الحرب والسلام، وما وراء ذلك. وبدأ الكتاب ببساطة كفكرة في أحد مقدمات الفصول الدراسية الشعرية في جامعة «فرجينيا كومنولث» بالدوحة في قطر، بعد أن قرأ الطلاب قائمة الكتب المطلوبة، وتساءلوا: لماذا لا تحتوي القائمة على أنطولوجيا من الشعر المعاصر في الخليج العربي، خصوصاً أن أغلب طلاب الجامعة من الخليج. وأبدى الطلاب في الجامعة حاجتهم لأنطولوجيا كتبت من قبل شعراء قريبين منهم، ثم فازت الجامعة بمنحة تنجز فيها هيئة التدريس مع الطلاب جمع قصائد الشعراء المعروفين والصاعدين من المنطقة، وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية لدراستها في الفصول المستقبلية. وما كان ل «حشد الأمواج» أن يولد بدون الجهد الذي قام به أربعة طلاب مع العاملين على الأنطولوجيا، من ترجمة الشعر العربي، وحضور مؤتمرات للترجمة، وإنشاء ورش عمل في الدوحة مع المترجمين والشعراء الذين شاركوا الطلاب بحضورهم. واجتمع ثلاثة كتاب على التحرير، وهم: باتي بين، وجيف لودج، وسامية الذوادي، واستطاعوا إيصال صوت الشعراء الذين همشهم القارئ الغربي. يذكر بأن «حشد الأمواج» هو نتاج ثلاثة أعوام من العمل، واحتوت على مقاطع شعرية لما يقارب مائة شاعر ومترجم ومحرر، وغيرهم. وذكر العاملون على الكتاب في مقدمته أنهم يأملون أن يجعلوا الغرب يقدرالاختلافات الكثيرة بين المناطق المختلفة والحضارات المتنوعة، وأنه بالرغم من ذلك فالشعراء في هذه الأنطولوجيا يتعاملون مع الآمال والمخاوف نفسها التي يتشارك فيها العالم أجمع، فهم يحتفلون بالحياة، ويحزنون بفقدانهم عزيز، ويتعجبون للتناقض في منطقة لها تاريخ قديم واستثنائي، وحاضر مذهل بتطوره. ويبدأ الكتاب بمقدمة بعنوان «قصة شاعر»، كتبتها الشاعرة السعودية نعمة نواب، وتكلمت فيها عن بداية نجاحها وقدومها من مجتمع محافظ، والصعوبات التي واجهتها، وعملها كناشطة حقوقية، ثم تكلمت عن أهمية الأنطولوجيا هذه في بناء جسور تواصل بين الحضارات. ويبدأ تقسيم الأنطولوجيا بتصنيفات الشعراء حسب بلدانهم، نذكر أسماء الشعراء السعوديين فقط، وهم: نعمة نواب، وعلي الدميني، وأشجان الهندي، وعبير زكي، وفوزية أبو خالد، وعبدالله الصيخان، وثريا العريض، وغازي القصيبي، وجاء ذكر الشاعر عادل خزام على أنه شاعر بحريني، علماً بأنه شاعر سعودي مقيم في الإمارات. نعمة النواب